أزمة الشراكة تتفاقم.. الانتقالي خارج الحسابات وضياع الأهداف

صرح الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي أن الشراكة التي أعلن عنها سابقًا بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبقية القوى السياسية اليمنية قد "أُفرغت من مضمونها" بشكل كامل، واصفًا الوضع القائم بأنها لم تعد تحمل أي دلالة حقيقية على التفاهمات أو الأهداف التي بُنيت عليها في البداية.

وفي تصريح صحفي أدلى به العميد النسي، أكد أن هذه الشراكة تحولت إلى آلية لا تعكس إلا "أهدافًا مختلفة تمامًا" عن تلك التي تم التوافق عليها في الاتفاقات الأولية بين الأطراف المعنية، مشيرًا إلى أن الانحراف في المسار أدى إلى تهميش دور المجلس الانتقالي وتقليص قدرته على التأثير في المشهد السياسي العام.

وأضاف النسي أن المجلس الانتقالي الجنوبي بات "خارج المعادلة السياسية بالمطلق"، وهو ما يعكس تراجعًا لافتًا في موقعه ومكانته خلال المرحلة الحالية، موضحًا أن المجلس فقد القدرة على تحقيق أيٍ من الأهداف التي كان يطمح إليها باسم الجنوبيين من خلال هذه الشراكة، سواءً على صعيد المصالح الوطنية أو على مستوى الطموحات الخاصة بالقضية الجنوبية.

وتأتي تصريحات العميد النسي في ظل تصاعد الخلافات السياسية وتنامي التباينات في الرؤى بين الأطراف المشاركة في العملية السياسية، مما يطرح علامات استفهام كبيرة حول مستقبل هذه الشراكات وجدواها في ظل غياب الآليات التنفيذية والالتزام الجدي بالاتفاقات المبرمة.

ويُعد العميد خالد النسي أحد أبرز المحللين العسكرين والسياسيين في الساحة الجنوبية، ويمتلك زاوية رؤية متخصصة في قراءة التفاعلات السياسية والعسكرية في اليمن عمومًا وفي الجنوب خصوصًا، مما يضفي وزنًا إضافيًا لتحليلاته وتقييماته.