محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 37 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
محمد عبدالوهاب الشيباني :القارئ المهووس..أكثر من مجرد شاعر أو ناقد

الأديب اليمني الشامل محمد عبدالوهاب الشيباني، ذلك القارئ المهووس، كاد يكون من القلائل الذين لا زالوا يتأملون الكتب أكثر مما يتأملون شاشات هواتفهم المحمولة. رغم أنه نادرا ما يستخدم الهاتف للكتابة، إلا أنه يبقيه قريبا لقراءة “بعض الموضوعات” التي يشاركها الأصدقاء على مواقع التواصل. لكن الحنين إلى الورق هو الذي يسكنه، فقد أصبح التاريخ -لا سيما التاريخ اليمني- أحد أبرز اهتماماته في الآونة الأخيرة. ومع ذلك، ظلت الرواية هي العشق الأول، وهي المساحة التي طالما تعمق فيها، حتى أصبح لديه مكتبة غنية بالروايات التي قرأها بشغف واستمتاع. إنه ذلك النوع من القراء الذي يعود لقراءة الروايات أكثر من مرة، مثلما يعود إلى قراءة كتب المذكرات التي تولي مكانة خاصة في قلب مكتبته؛ تلك الكتب التي يعتبرها أقرب إلى الشهادات الحية على الذاكرة الإنسانية.

الشيباني ليس فقط قارئا نهما، بل هو أيضا شاعر من الطراز الأول. ينتمي إلى جيل التسعينيين الذين تركوا بصمة مميزة في ساحة الأدب اليمني. وبينما تخصص في كتابة قصيدة النثر، أبدع أيضا في الصحافة الثقافية؛ فقد كتب في منابر ثقافية بارزة مثل صحيفة “الثقافية” وصحف أخرى كـ”الجمهورية” و”الشارع”. ومجلة الفيصل وموقع بلقيس و….

لم يكن الشيباني يكتب فقط عن الأدب، بل كان واحدا من الأصوات التي لا تتردد في طرح تساؤلاتها حول الانحدار الثقافي في اليمن. ففي نظره، لم تكن الحرب مجرد تدمير للمجال الحيوي للبلاد، بل كانت -أكثر من ذلك- بمثابة عملية “إلغاء” كاملة للفضاء الثقافي وحرية التعبير. ويرى أن استبداد الأطراف المتحاربة خلق حالة من التضييق على كل ما يرتبط بالحياة والتفكير والحرية، وكأن الثقافة باتت ضحية أولى لحرب بلا هوادة.

الشيباني يترأس حالياً منصة خيوط المهمة ، وهو يتجلى بصفته ممثلا لفن الحساسية الجديدة: قصيدة الشارع والمكان والوجوه والتاريخ و..

على مدار ثلاثين عاما من الكتابة، شكل الشيباني مسيرة غنية تنوعت بين الشعر والنقد الثقافي. وتتمثل تجربته الشعرية في أربع مجموعات، منها: ” تكييف الخطأ” (2001)، أوسع من شارع أضيق من جينز (2003)، مرقص/ الليل محمل بحصته الثخينة (2004)، ونهار تدحرجه النساء (2014). فضلا عن مجاميع تنتظر النشر.”أقدام تتهيأ لركل المديح”

و”المسافة التي تتوسط العبث المهذب”.

يُلاحظ في شعره مزاوجة بين الأماكن والوجوه والوجع، مما يجعل قصيدته دائما متعلقة بالشارع والمكان، وكأنها مرآة لأوجاع الشعب اليمني.

إنه “فن الحساسية الجديدة”، كما يصفه البعض، هو ما يميز شعر الشيباني. فقصيدته تعيش حالة من التصالح مع كل ما هو يومي وبسيط، لكنها تغوص في عمق الألم والجمال معا. إنه شاعر يستشعر الأماكن بحدة، ويرصد الوجوه كما لو كانت كل وجهة تحمل قصة. ومثلما يوثق الشيباني لرحلة الشارع والأمكنة والوجوه في الشعر، يفعل الأمر ذاته في النقد؛ إذ ينتقل بين النقد الشعري والسردي وصولا إلى النقد البصري للتشكيل والتصوير الفوتوغرافي وفضاءات الرواية.. نظرته النقدية ليست تلك التي تهتم فقط بالمعايير الفنية، بل تسعى إلى كشف العلاقات الاجتماعية والسياسية التي تنعكس في النصوص الأدبية. يرى أن الرواية، أكثر من غيرها من الفنون، قادرة على أن تكون وسيلة لفهم الاضطرابات العميقة في المجتمع اليمني؛ فهي تحمل في طياتها أصوات الشخصيات المهمشة والمقهورة، وتطرح الأسئلة التي قد تعجز السياسة عن الإجابة عليها. ومن هنا، ظل الشيباني يرى الرواية كنافذة يمكن من خلالها رؤية واقع البلاد ومآسيها بطريقة أعمق.

لقد كانت حساسيته العالية تجاه الفن بشكل عام تظهر في قراءاته النقدية، سواء للشعر أو للسرد أو للفن التشكيلي، مما يجعله أحد أبرز النقاد في اليمن في هذا الصدد.

محمد عبد الوهاب الشيباني لم يكن فقط شاعرا وكاتبا وناقدا، بل أيضا محاسبا في اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين. هذا الدور الإداري سمح له بالاقتراب من المؤسسة الثقافية التي كانت تلعب يوما ما دورا محوريا في الحياة الثقافية اليمنية. لكن الشيباني يرى أن هذا الاتحاد، مثل الكثير من المؤسسات الأخرى، تأثر سلبا بالشحن المناطقي والوعي التشطيري الذي دمر الوحدة الثقافية. لقد كان انقسام الاتحاد، وفقا للشيباني، جزءا من الانهيار الثقافي العام الذي شهدته البلاد؛ ففي الوقت الذي كانت فيه ساحات الاحتجاج تعج بالمطالبات بإسقاط النظام في الشمال وإسقاط الوحدة في الجنوب، كان الاتحاد صامتا بلا صوت.

وكذلك يرى الشيباني أن الاتحاد لم يكن حاضرا في هذه التحولات الكبيرة، وكان غياب دوره علامة على التدهور الثقافي الذي تشهده البلاد. وبالنسبة له، فإن الثقافة لا يمكن أن تزدهر في بيئة تتسم بالصراعات والحرب. ولذلك، كان استبداد المتحاربين هو السبب الرئيسي في تدهور حرية التعبير والإبداع، وقد أثر ذلك بشكل مباشر على الأدباء والكتاب، الذين وجدوا أنفسهم معزولين في فضاء مغلق.

وفي ظل تعطل الدبلوماسية وتفاقم الصراع المسلح،يرى السياسة المتعطلة والحل المنشود: العودة إلى طاولة السياسة. يظل الشيباني مقتنعا بأن الحل في اليمن لا يمكن أن يأتي إلا عبر السياسة. فهو يرى أن الدبلوماسية، وإن كانت الأداة الأكثر نعومة بين أدوات السياسة، تظل هي الوسيلة الأنجع لتفكيك القضايا المتصلبة. فتعطيل السياسة، وفقا له، هو ما سمح للعنف والإيديولوجيات المتطرفة بالسيطرة على المشهد. ويضيف أن الأحزاب المدنية اليمنية، مثل الحزب الاشتراكي وحزب البعث والتنظيم الناصري، تم إقصاؤها من حسابات الحرب لأنها لا تملك أذرعا عسكرية، مما جعلها غير قادرة على المشاركة في معادلة الصراع.

إن الشيباني يرى أن الحل النهائي للأزمة اليمنية يجب أن يأتي من خلال عودة السياسة إلى مسارها الطبيعي. فالسياسة، كما يقول، هي عملية تراكمية تتطلب الكثير من التسويات والكثير من العمل الكابح للعنف والفوضى. وفي الوقت الذي تعاني فيه اليمن من غياب هذه التسويات، يظل الشيباني مؤمنا بأن العودة إلى طاولة المفاوضات هي الخيار الوحيد الممكن لإنهاء الحرب.

وهكذا فأن محمد عبد الوهاب الشيباني هو أكثر من مجرد شاعر أو ناقد يمني؛ إنه عقل متقد دائما بالتساؤلات والإبداع. تجربته الشعرية تتشابك مع تجربته النقدية، وحياته الثقافية المتفردة ممتدة بين الكتابة والصحافة والنقد والسياسة أيضا. الشيباني قيادي رفيع في حزب التجمع الوحدوي اليمني- يساري” الأقلية الهائلة”كما اراه وهو الحزب الذي اسسه خالد الذاكرة والذكر الراحل المقيم عمر الجاوي وقبل حتى إقرار التعددية السياسية قبل الوحدة ليفرض شروط الديمقراطية باكراً رغم ترددات نظامي الشمال والجنوب معا.كان محمد عبد الوهاب الشيباني نائب رئيس تحرير صحيفة التجمع.إنه صوت مميز في عالم الأدب اليمني، وصاحب رؤية نقدية متعددة الأبعاد والمعنى والدلالات.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عاجل : قيادة الجيش تعقد اجتماع طارئ ووزير الدفاع يصدر توجيهات عاجلة لكافة الوحدات

جهينة يمن | 1062 قراءة 

عاجل : تحذيرات طارئة لليمنيين من ماسيحدث خلال الساعات القادمة

جهينة يمن | 1058 قراءة 

بالتزامن مع العيد الوطني.. طارق صالح يفتتح مشاريع استراتيجية تربط لحج والحديدة وتعز

حشد نت | 1024 قراءة 

عاجل: عقب ساعات من غارة جوية إسرائيلية على صنعاء..جماعة الحوثي تتلقى خبر محزن بوفاة أحد أعمدة القوات الجوية

جهينة يمن | 760 قراءة 

ألمانيا تعتقل يمنياً بتهمة الانتماء لجماعة الحوثيين الإرهابية

حشد نت | 676 قراءة 

العليمي.. يمن بلا حضرموت!

وطن نيوز | 533 قراءة 

انفجار مدوي يهز "صَرف" في بني حشيش.. العشرات من المدنيين ضحايا مخزن صواريخ حوثي

الميثاق نيوز | 454 قراءة 

صدمة في الشارع العربي والاسلامي بعد هذا الخبر العاجل لـ قناة الجزيرة

اليمن السعيد | 451 قراءة 

عاجل : دوي انفـ.ـجارات عنيـ.ـفة تـ.ـهز العاصمة اليمنية صنعاء

صوت العاصمة | 371 قراءة 

قادة الإمارات يهنئون العليمي بالعيد الوطني الـ35 للجمهورية اليمنية

حشد نت | 360 قراءة