إلى نبيل محمد عبدالله حسن
صار القلب رماداً
وحقول القات اشتعلت شيباً
وعظام الأيام المبلولة وهنتْ
حين رحلْت
***
انكسر الحلم بلا ميعادٍ
وتحطم
أمسى فوق الأرض شظايا
تجرح أقدام الأيام
إذا عبرت يوماً ما
حافية المعنى
لا قدمين ولا خفين
***
يبس العمر
تشظَّى
وتهاوى كالخبز البائت حين يلوح بكف الجوع
وأمسى فوق كتاب اللحظة
أضيق من حرف استفهام
***
العاشر من مايو/ أيار
الشمس انتبذت أقصى مكانٍ
دخلت غرفتها
غلَّقت الأبواب
أوت نحو الحبر لترسل نصاً من مكنون الروح إليك
رأيتُ النص يقيناً
مكتوباً بالعتب النازف
ممزوجاً بأنين دموع العشاق
***
في صحف التاريخ
وفي مدن الأحداث الكبرى
يرتجف الوقت
تئن الأمكنة المزدحمة
والليل جريحٌ
يتوكأ عكاز الصمت
ويقف على تلٍّ ليرى أطفاله
نحن جميعاً أطفاله
من صوت الغرباء نخاف
***
البسمة سكتت
والرهبة تغشاها من كل جهاتٍ
تأتيها كالريح العاصف
تسرقها منا
فنصير كأحجار الزينة
ننسج فرحاً دون معاني فيه
ولا أغنيةٍ صاخبةٍ
أو روح
***
هأنذا
لي بيتٌ في اللوعة
لي قصرٌ في الدمعة مفتوح الأبواب
ولي قبرٌ لم أدخل فيه
أحبائي يأوون إليه متى شاؤوا
وكثيرون إليه ارتحلوا دون وداعٍ
وبنوا فيه قصائدهم
وفصول حكاياهم
وبقيتُ وحيداً بين يدي اليتم
ليعبث بي وبأيامي كيف يشاء
***
حشدُ أحاسيسي في الشارع
يتظاهر
يهتف
يرفع في غضبٍ يافطةً
أمست حزباً للبسطاء
وهاهم يرثون رحيلاً ما
ببيانات النعي
وآيات القرآن
***
يا من غبت بلا توديعٍ
هل تعرف أني إنسانٌ
يجرحني الفقد كثيراً
يخدش جدران القلب
ويطعن في أحشاء الروح
وليس سواك يواسيني
أنت المعنى في بطن الشاعر
أنت الدمعة في أحداق الطفل
وأنت القادم نحوي من مدن الأحزان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news