العناوين
الجنوب ڤويس|تقريرخاص
توقيت الزيارة: من يدير المسرح؟
ملفات على الطاولة… وأخرى تحتها
رسائل الزيارة: تثبيت النفوذ أم تفويض جديد؟
عدن ساحة نفوذ… لا عاصمة دولة
الجنوب ڤويس|تقريرخاص
في توقيت لافت، حطّت السفيرة البريطانية ، عبده شريف، رحالها صباح الإثنين في العاصمة المؤقتة عدن، في زيارة وُصفت بـ”الرسمية”، لكنها تثير تساؤلات كثيرة حول دوافعها وتوقيتها، خاصة في ظل الأوضاع المأزومة التي تعيشها المدينة، وتراجع الخدمات، وتصاعد الغليان الشعبي ضد سلطة الأمر الواقع المدعومة من التحالف.
السفيرة، التي لم يُعرف عنها أي تصريحات علنية منذ وصولها، توجهت مباشرة إلى قصر معاشيق، في مشهد يُذكرنا بتحركات السفراء في بلدان وصايات ما بعد الاستعمار، حيث تُدار الملفات من خلف الأبواب المغلقة، ويُرسم مستقبل الشعوب بخرائط صامتة تحت عناوين براقة مثل “دعم الاستقرار” و”الإصلاحات”.
توقيت الزيارة: من يدير المسرح؟
تأتي زيارة السفيرة البريطانية بعد أيام فقط من سلسلة انهيارات خدمية شملت الكهرباء والمياه، وفي وقت تصاعد فيه الغضب الشعبي ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية – الأذرع المحلية للتحالف – وهو ما يطرح تساؤلًا مشروعًا:
هل جاءت السفيرة لدعم حكومة الشرعية فعلاً؟ أم أن مهمتها تتمثل في إعادة ضبط الإيقاع السياسي في عدن ضمن ترتيبات إقليمية ودولية تُطبخ بهدوء؟
عدن اليوم ليست عاصمة، بل مدينة على وشك الانفجار الشعبي، تخنقها المليشيات، ويتصارع فيها الولاء بين النفوذ الإماراتي والسعودي، في ظل غياب أي تمثيل فعلي لمصالح الناس.
فهل كانت عدن لتستحق هذه الزيارة لولا موقعها الاستراتيجي؟ أم أن السفيرة جاءت لتُعطي “شرعية دولية” لوضع فقد شرعيته على الأرض؟
ملفات على الطاولة… وأخرى تحتها
تتحدث المصادر عن مناقشة ملفات “أمنية وإنسانية واقتصادية”.
لكن الملف الأمني وحده كفيل بفضح زيف الدعم الغربي، فعدن – المدينة التي تعاني من انفلات أمني، واغتيالات، وسجون سرية، ومليشيات منفلتة – لم تجد في المجتمع الدولي سوى الصمت.
فهل جاءت السفيرة لتُدين؟ أم لتُطمئن المتنفذين أن كل شيء تحت السيطرة، وأن الدعم باقٍ طالما المصالح مؤمنة؟
أما الملف الاقتصادي، فهو الوجه الآخر للاحتلال الناعم. فالمعونات البريطانية والدولية التي يتم ضخّها عبر منظمات منفصلة عن الحكومة، ما هي إلا وسيلة لتكريس التبعية وبقاء عدن رهينة للمساعدات، دون أي بناء فعلي لمؤسسات حقيقية تعيد للمدينة مكانتها.
رسائل الزيارة: تثبيت النفوذ أم تفويض جديد؟
الزيارة تحمل رسائل عدة:
للمجلس الانتقالي
: بريطانيا ما زالت حاضرة، ولن تترك ملعب عدن خاليًا للرياض أو أبوظبي، خاصة وأن بعض رموز الانتقالي باتوا يناورون يمينًا ويسارًا.
للحكومة الشرعية
: أن الدعم الدولي مرهون بالانضباط، لا بالشرعية، وأن من يُحسن خدمة المصالح الغربية سينال الرضى، ولو كان فاقدًا للسيادة.
للشارع العدني
: أن معاناتكم ليست أولوية، بل مجرد رقم في تقارير دولية تكتبها منظمات ناعمة في مكاتب مكيفة، بينما الجوع والفوضى ينهشان جسد المدينة.
عدن ساحة نفوذ… لا عاصمة دولة
في الختام، فإن زيارة السفيرة البريطانية ليست زيارة دعم، بل زيارة تفويض.
تفويض جديد لقوى النفوذ لتستمر في العبث بعدن تحت مظلة “الشرعية”، وبأدوات “التحالف”، وتحت عين المجتمع الدولي الذي لا يرى إلا ما يخدم مصالحه.
وعدن، كما كانت دائمًا، تُمنح على الطاولة وتُنهب في الميدان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news