لا حاشد بعد الإمامة.. من صنعاء إلى صعدة: آن أوان التحرير

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 884 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لا حاشد بعد الإمامة.. من صنعاء إلى صعدة: آن أوان التحرير

ربما ما لم يقله نائب وزير الخارجية صراحة هو "لو دحرنا الإمامة ستعود حاشد".

هذا وعي جماعي متجذر يختزل اليمن في ثنائية قَبَلية متخلفة تُعيد إنتاج الاستبداد والتخلف بأسماء مختلفة.

الإطار هنا ليس جغرافيا بل مفهوم.

والنقاش في هذا السياق لا يدور حول أشخاص إنما حول بنية السلطة ومركزيتها التاريخية التي عطلت التنوع والعدالة والتداول.

آن الأوان أن يتجه اليمنيون شمالًا، خلال المرحلة القادمة، نحو خيار وطني يشبه ما اختاره الجنوبيون: أن يحكم كل إقليم نفسه بنفسه.

يختلف الجنوب أنه كان دولة، والتطلع الجنوبي بالتالي ليس الحكم الذاتي بل "فك الارتباط"، لكن الإشارة هنا تستوعب أهمية الحكم الذاتي في بناء الوعي والتنمية والمساءلة بعيدًا عن عصبويات ما قبل الدولة.

يجب أن تنتهي ثنائيات الماضي:

بكيل وحاشد.

همدان ومذحج.

شافعي وزيدي.

اليمن ليست قبيلة ولا مذهبًا ولا سلالة.

البلد أكبر.

لقد رُفِست هذه الحضارة العريقة تحت أقدام غزوين: قريش والفُرس.

ومن هذا التلاقي التاريخي المأساوي، نشهد اليوم تلاقيًا جديدًا مع طهران، ليس من الباب الديني بل من باب استدعاء الوصاية والهيمنة بمسميات دينية.

لن تُبنى دولة يمنية حديثة بنمط القبيلة، ولن تُخلق مواطنة حقيقية في ظل السلالة.

المطلوب الآن تحرير صنعاء وصعدة.

والمطلوب في الأثناء وبعده نقاش هادئ، جريء، صادق، دون شعارات فارغة.

الإمامة انتهت، لكن بُناها الذهنية والاجتماعية لا تزال.

والسلالية ليست حكرًا على الزيدية، وإن استفحلت فيها وهُندس المذهب لأجلها، لكنها خطر أينما وُجدت بما في ذلك المذاهب السنية، طالما كانت ولا تزال تُقسم الناس إلى طبقات حسب "النسب" و"الفضل الموهوم".

ما لم ندرك أننا جميعًا بشر، متساوون، لا فضل لأحد على أحد، فإننا نُعيد تدوير العبودية بشكل أو بآخر.

على مثقفي شمال الشمال – وبالأخص من الخلفية الزيدية – ألا يتحسسوا من هذا النقاش.

كثيرون منهم كانوا روادًا في الحركة الوطنية، ودفعوا ثمنًا غاليًا لإيمانهم بالتحرر والعدالة. وهذا يضاعف مسؤوليتهم اليوم في مراجعة البنى التي أنتجت الاستبداد باسمهم أو عبرهم.

ومن الإنصاف أيضًا أن نتذكر العديد من قادة سبتمبر، وكيف انتهى بهم المطاف.

يحتاج اليمنيون اليوم إلى وعي جديد، يتأسس على:

العيش المشترك.

العدالة الاجتماعية.

تقاسم السلطة والثروة.

ورفض منطق "حبتي وإلا الديك".

من غير المقبول أن يُواجَه كل نقاش صريح بردود فعل مشحونة.

كثير من هذه الآراء تنبع من حب حقيقي للبلد، ومن رغبة صادقة في بناء وطن لا يكون فيه أحد "فوق" أحد.

لنرفض السلالية والهيمنة بكل أشكالها، ولنفتح الباب نحو دولة تتسع للجميع.

والأمر بحاجة إلى المزيد من النقاش والكتابة والتأليف.

ليس لدينا شيء آخر أقدس من أن ننتصر للقيمة الإنسانية ولهذه القيمة لأجل بلد لابد وأن يلتحق من جديد بركب التقدم.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

شاهد التوصيات الهامة التي توصل اليها المجلس الرئاسي اليمني في اجتماعه يوم الجمعه وكشف عنها احد اعضاء المجلس الرئاسي

المشهد الدولي | 617 قراءة 

صور الشهداء الدبلوماسيبن القطريين والتحقيقات تكشف السبب

موقع الأول | 604 قراءة 

مليشيا الحوثي تقتحم منزل أرملة في صنعاء وتعتدي عليها بوحشية أمام أطفالها

حشد نت | 572 قراءة 

أول تحرك للرئيس القائد "عيدروس الزُبيدي" عقب وصوله العاصمة عدن

عدن تايم | 570 قراءة 

عاجل: حصيلة نهائية للقتلى من القوات الجنوبية صباح اليوم

كريتر سكاي | 539 قراءة 

مهرب سعودي ينهي حياة شاب يمني بدم بارد في خميس مشيط.. والرفاق يتخلّون عنه

كريتر سكاي | 536 قراءة 

شاب يعثر على مبلغ مالي ضخم… وتصرفه خلال دقائق يفاجئ الجميع

نيوز لاين | 468 قراءة 

مقتـ.ـل ثلاثة أبناء على يد والدهم.

العاصفة نيوز | 414 قراءة 

هل توفي الملاكم اليمني العالمي ‘‘نسيم حميد’’؟ إليك الحقيقة الكاملة

المشهد اليمني | 409 قراءة 

صورة متداولة لضحايا الوفد القطري في حادث شرم الشيخ وبيان من سفارة قطر في القاهرة

العاصفة نيوز | 374 قراءة