كيف يخوض الحوثي حروبه؟ وما هي معايير النصر لديه؟

     
البلاد الآن             عدد المشاهدات : 27 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف يخوض الحوثي حروبه؟ وما هي معايير النصر لديه؟

سعيد الجعفري

لطالما كرر الحوثي وأتباعه بمناسبة وبدون مناسبة انهم ليس لديهم ما يخسرونه، في اشاره للحروب التي يخوضونها وهي الحقيقة الوحيدة التي يتحدثون عنها منذ أن جاؤا كلعنة حلت باليمنيين .. حيث أن خسائر اليمن وتعرض كل مؤسسات البلد ومقدراته للدمار والقصف لا تعنيهم من قريب ولا بعيد، وليس لديهم أى شعور بالمسؤولية تجاه كل ما يحدث،

ومعركة الحوثي مع أمريكا انتهت بالاستسلام والتعهد بالتوقف عن استهداف السفن في البحر الأحمر، تماما كما اراد الرئيس الأمريكي ووضع ذالك الشرط منذ البداية كأساس لتوقف الضربات،

وهكذا رأى الجميع توقفها بعد ان حققت أهدافها، بعيدا عن تسويق الوهم، وبالتالي ترمب لايهمه ماذا سيقول الحوثيين، بقدر اهتمامه من الهدف المعلن التوقف عن استهداف السفن في الممرات البحرية.

بينما الحوثي بدلًا من الاستماع للطلب الأمريكي في حينه، كي يجنب البلد ومقدراتها والمؤسسات المخطوفة لديه الدمار.. اتجه الى رفع سقف التحدي معلنًا الحرب على أمريكا ومتوعدا بسحقها والحاق الهزيمة بها ،

معتبرا بأن أمريكا تورطت بهذه الحرب، ولا أحد ايا كان سيكون بعد ذالك قادرا على ايقاف هذه الحرب، بل انه قال بان باب الوساطة سيكون مغلق،أمام اي دولة او جهة تريد ان تخرج أمريكا من ورطتها، وانه لن يستمع لها حيث لا احد سيكون بمقدوره ايقاف هذه الحرب بعد اندلاعها،مؤكدا انهم جاهزون ومستعدون لها وان وعد الله على نصرهم حتما سوف يتحقق.

وبالطبع هذه ليست المرة الأولى التي يؤكد فيها الحوثي على رغبته في خوض الحروب الطويلة الأمد حيث كان قد وضع سقف حربه على اليمنيين الى يوم القيامة. ويرى في خوض المعركة المزعومة مع أمريكا تطور في قدرته على الانتقال بالمواجهة ، مع القوى العظمى او على الأقل هو يعيش مشاعر هذا الدور تماما، ووفقا لتلك الهواجس يواصل القاء الخطابات اليومية عن التمكين الالهي والنصر القادم من السماء .

والواضح ان رغبة الحرب تلك هي رغبة حقيقة وفقا لرؤيته وتسكن داخله وفي اعماق عقله المريض، وهي ليست مجرد تهديدات يطلقها هنا وهناك لمجرد الدعاية الاعلامية وأثارة حماس انصاره.

فقد جعل اليمن أمام هذه النزعة الشيطانية في حالة حرب دائمة.

حيث يرى فيها مشروع وجود يستثمر بها من أجل البقاء، ويعتقد انها تمنحه مشروعية الاستمرار في السيطرة على عددا من محافظات ومدن اليمن، وتعزز الشعور لديه بانه صاحب القوة التي تساندها السماء.

ولكي نفهم أكثر من أين يستمد الحوثي الشعور بالنصر في كل حروبه وهو بالاصل شعور حقيقي يسكنه ولكنه زائف ولدى كل جماعته، وليست مجرد حالات كذب للتغطية على الهزيمة التي في حقيقة الأمر منى بها، كما قد يعتقد الكثيرين في محاولة تفسير ما يبدو للجميع تسويق للوهم، بينما هي في احساس الحوثي وشعوره نصر حقيقي مكتمل الأركان يتملكه، لا يرى خلفه كل هذا الركام والدمار، وذالك راجع الى ماهية معايير النصر لديه،

فالحوثي لا يعتبر أن دمار المؤسسات ومقدرات الدولة باي حال من الأحوال هزيمة، وليس لديه اساسا شعور بالاسى ازاء اي دمار يلحق بالبلد ومقدراتها، ولا بنتائج تلك الحرب الحقيقية على حياة الناس، الذين اساسًا كان قد سحقهم بحروبه، ومحولا حياتهم الى جحيم دون أدناء مشاعر الأحساس بالذنب،

كما انه ليس لديه حتى ادناء معرفة، او التزام باخلاق الحروب، التي تستدعي عدم تعريض النساء والاطفال لمخاطر الحرب التي تخوضها، والتي تتطلب من اي جماعة عبر التاريخ ان تضمن حياة المدنيين وتجعلهم بعيدبين عنهاـ وانه متى ما وصلت الحرب اليهم واصبحت تعرضهم للمخاطر، فانه في مثل هذه الحالة فقط يمكن التوقف عن الحرب، بل والاستسلام اذا اقتضي الأمر ذالك، في سبيل انقاذ حياة الاطفال والنساء والمدنيين،

لكن كل ذالك غير وارد، في مفهوم الحوثي ومستوى وعيه المشوه والمتخلف ..

فكيف لمن سحق بيده المواطنين نساء ورجال واطفال وشيوخ، ان يخشى عواقب حروبه عليهم.

هو لايرى في كل ذالك خسارة او هزيمة بل يعتبرها نصرا مؤازر تستحق الاحتفال.

وحيث لا توجد قوة في العالم يمكن ان تتحمل تداعيات الحرب، على مواطنيها، ونتائجها الكارثية، متى ما فقدت القدرة على منعها،

وبالاصل متى يمكن ان تعلن الدول والجيوش الهزيمة والاستسلام ان لم يكن عند وصول الحرب الى النساء والاطفال في حدود سلطاتها، هنا يفضلون الاستسلام والقاء السلاح، وحتى تسليم انفسهم للعدو طالما ذالك يُمكن من تجنيب الرعية الضرر.

وبالتالي عدم شعور الحوثي بالخسارة مع حجم الدمار الذي يطال المقدرات والبشر فان حالة عدم الاحساس تلك بالخسارة تمكنه من الاستمرار في الحرب، دون ان يضع اي سقف زمني لموعد نهايتها كما يفترض ان تكون هناك نهاية لأي حرب، ويعتبر من قدرته على الاستمرار بها في حد ذاته هو كل النصر

ووفقا لهذه المفاهيم المشوهه والمختلة، فانه سيظل يرى من كل الحروب نصرا بعد أخر، وفي حين يدرك كل الناس والمتضررين من تداعياتها بانه شر هزيمة حدثت .

ومع مثل هذه الجماعة فان نهاية الحروب تنتهي بنهايتها من المؤسف ان نقول فردا فردا ، حيث لا احد يريد هلاك كل خصومة باستثناء هم من يسعون لفناء خصومهم ويلتقون بذالك مع نفس رغبة الكيان الصهيوني، وهذا هو ما يفعلونه الحوثيين ويكرسون حياتهم من أجله.

لكن السؤال الذي يطرح الان لماذا جاء الاستسلام الآن، ولماذا قبلت بشرط أمريكا بعد خراب مالطا،وبعد كل هذا الدمار الهائل الذي طال مؤسسات ومقدرات البلد المخطوفة لديها، جزء من الأجابة على ذالك هو ما ذكرناه في ثنايا المقال، والجزء الأخر .. ان معيار النصر لديها ايضا بالاضافة لما سبق ،هو في كميات الدمار الذي تلحقه الحرب دون ان تكون قد مستهم، بحيث تجعلهم قادرين على اعلان النصر ثم الاحتفال على انقاض ركام بلد مدمر، وعلى وقع عزف نحيب الثكالى، والدموع المسالة من أطفال فقدوا ابائهم، واباء ودعوا أبنائهم مبكرا، وبحجم الالم والمأسي يزداد الشعور لديهم بالنصر

تعليقات الفيس بوك


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

محمد علي الحوثي يوجه دعوة إلى السعودية والامارات وقطر

بوابتي | 1205 قراءة 

صفقة سرّية ونهاية مرتبكة: ماذا وراء إعلان ترامب النصر على الحوثيين؟

مساحة نت | 747 قراءة 

من غزة إلى طهران.. ترامب يضع الخليج أمام 4 خيارات مصيرية

مساحة نت | 702 قراءة 

انهيار كارثي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في صنعاء وعدن

يني يمن | 645 قراءة 

في قصر اليمامة.. ترامب يلتقي ولي العهد السعودي ويطلق عليه هذه الصفة..!

حشد نت | 570 قراءة 

فنجان القهوة يشعل الجدل.. لماذا رفضه ترامب أمام ولي العهد السعودي؟

مساحة نت | 552 قراءة 

بعد هروبها من زوجها وإجراء عملية تصحيح ناجحة...فتاة يمنية تفاجئ الجميع وتتحول إلى "ذكر" .."شاهد"

جهينة يمن | 551 قراءة 

مذيع شهير يكشف الفارقةبين  مظاهرة النساء في  عدن وصنعاء؟شاهد ماقال

المرصد برس | 530 قراءة 

عاجل : انهيار كارثي للريال اليمني أمام العملات الأجنبية في صنعاء وعدن

جهينة يمن | 463 قراءة 

البخيتي يسخر من الحو ثيين عن قرب تشغيل مطار صنعاء ويشترط هذا الامر

كريتر سكاي | 382 قراءة