في الوقت الذي لا تزال فيه العاصمة صنعاء تئنّ تحت وطأة الضربات الإسرائيلية، وجّهت جماعة الحوثي بوصلتها نحو الداخل، مطلقة حملة جباية قسرية تستهدف التجار وأصحاب رؤوس الأموال تحت لافتة "إعادة بناء مطار صنعاء".
الحملة، التي صاحبها استعراض مسلح وتهديد بإغلاق المتاجر واعتقال أصحابها، تكشف عن أسلوب الجماعة في استثمار الكارثة وتوظيف الدمار لتمويل أنشطتها، بدل تقديم حلول أو تحمّل مسؤولية ما جرى.
بحسب مصادر محلية، فإن عناصر الجماعة اقتحموا متاجر في أحياء شمال العاصمة، وفرضوا مبالغ تصل إلى مئات الآلاف من الريالات اليمنية، مستندين إلى مبررات غير خافية على أحد: استغلال الحدث لشرعنة الابتزاز.
وما يزيد المشهد قتامة، هو سحب الحوثيين أموالاً من مؤسسات رسمية مثل هيئة الأوقاف وهيئة الزكاة، ما يؤكد أن العملية لا تستهدف التجار فقط، بل تمتد لتشمل موارد الدولة الخاضعة لسيطرتهم.
في المقابل، عبّر تجار عن سخطهم من هذه الممارسات، مشيرين إلى أن الجماعة تحاول تلميع صورتها أمام جمهورها عبر "بطولات وهمية"، في حين تتحمل المسؤولية الكاملة عن تحويل المنشآت الحيوية -مثل مطار صنعاء- إلى أهداف عسكرية، عبر استخدامها لأغراض عسكرية، حسب اتهامات متكررة من الحكومة اليمنية.
ووسط الصمت الأممي تجاه ما يتعرض له الاقتصاد اليمني من ابتزاز مستمر، يبدو أن مطار صنعاء لن يُفتح قريباً للسفر، بل سيظل بوابة لجبايات جديدة... باسم "إعادة الإعمار".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news