يمن إيكو|تقرير:
مثَّل الهجوم الصاروخي الناجح الذي نفذته قوات صنعاء على مطار “بن غوريون” اليوم الأحد، إخفاقاً جديداً مدوياً لأنظمة الدفاعات الإسرائيلية والأمريكية، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة المناقشات والتساؤلات عن نقاط ضعف هذه الأنظمة، في مقابل تطور القدرات الصاروخية اليمنية.
ووفقاً لوسائل الإعلام العبرية وتصريحات الجيش الإسرائيلي فإن نظام (السهم3) الإسرائيلي ونظام (ثاد) الأمريكي أخفقا معاً في اعتراض الصاروخ الذي أطلقته قوات صنعاء اليوم، على الرغم من الخصائص المتطورة للنظامين، والتي تجعل تكلفة الصاروخ الواحد منهما تصل إلى 4 ملايين دولار، و15 مليون دولار على التوالي.
ونشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية تقريراً، رصده وترجمه موقع “يمن إيكو”، جاء فيه أن “المحاولات الفاشلة لاعتراض صاروخ أطلق من اليمن، أجبرت إسرائيل على إغلاق مطارها الدولي الرئيسي لفترة وجيزة اليوم، مما كشف عن نقاط ضعف البلاد واستمرار قدرة الحوثيين على ضرب أهداف بعيدة على الرغم من الحملة العسكرية الأمريكية المستمرة”.
واعتبرت الشبكة الأمريكية أن “هذا الحادث يشكل خرقاً أمنياً كبيراً في أحد أكثر المواقع حماية في البلاد، ومن المرجح أن يثير تساؤلات حول قدرة إسرائيل على اعتراض مثل هذه الهجمات على الرغم من نظام الدفاع الصاروخي الذي تتباهى به”.
ونقل التقرير عن المحلل العسكري في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أمير بار شالوم، قوله إن “الصاروخ أظهر دقة هائلة وقدرة على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية”.
وأضاف: “أن تكون الصواريخ دقيقة للغاية عند إطلاقها من مسافة 2000 كيلومتر، هو أمرٌ مثير للإعجاب، وعلينا أن نأخذ هذا التهديد على محمل الجد.. علينا أن نتحقق مما إذا كان ذلك خطأنا أم أننا نواجه تهديداً من نوع جديد”.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي “سيُحلل جميع جوانب محاولات الاعتراض الفاشلة، بما في ذلك وقت رصد أجهزة الاستشعار للمقذوف القادم، والأنظمة التي تعرّفت عليه، ومدى قرب الصواريخ الاعتراضية من الصاروخ”.
وفي السياق نفسه نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً، رصده موقع “يمن إيكو”، اعتبرت فيه أنه “من خلال اختراق جميع الدفاعات، فقد كانت الضربة بالقرب من المطار واحدة من أكبر نجاحات الحوثيين في الأشهر الأخيرة، وواحدة من أخطر الإخفاقات بالنسبة لإسرائيل”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “بعد الهجوم الذي وقع اليوم بالقرب من المطار، اتهم زعماء المعارضة في إسرائيل الحكومة بالفشل في وقف الصواريخ التي أطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد وأرسلت ملايين المدنيين إلى الملاجئ”.
ووفقاً لوسائل إعلام عبرية منها صحيفة “يديعوت أحرنوت” فقد وصل الصاروخ الذي أطلقته قوات صنعاء إلى مطار “بن غوريون” بسرعة بعد إطلاق صافرات الإنذار، وهو ما يشير إلى فشل في إجراءات الرصد والإنذار المبكر، على الرغم من أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية أعلنت مؤخراً عن نظام جديد يتيح إرسال تنبيهات مسبقة قبل إطلاق صافرات الإنذار، في حالة الهجمات من اليمن.
وقد نقلت الصحيفة عن رئيس هيئة المطارات بنحاس عيدان، قوله: “لم نرَ أي اعتراضات أو نشاط دفاعي”، مضيفاً أن “صافرات الإنذار دوت وعلى الفور كان هناك صوت انفجار عالٍ جداً، ولم يكن هناك وقت لبدء الجري والبحث عن مكان آمن داخل المبنى”.
وليست هذه المرة الأولى التي تتجاوز فيها صواريخ قوات صنعاء الطبقات الدفاعية الإسرائيلية والأمريكية المتعددة، وتصيب أهدافاً في العمق الإسرائيلي، فقد حدث ذلك بشكل موثق في عدة هجمات استهداف منطقة “يافا” (تل أبيب) ووقتها فسرت تقارير عبرية فشل محاولات الاعتراض بأن الرأس الحربي لصاروخ (فلسطين2) الذي تستخدمه قوات صنعاء يتمتع بقدرة على المناورة وتعديل مساره، الأمر الذي يجعل اعتراضه غير ممكن.
ولم تكشف قوات صنعاء عن اسم الصاروخ الذي استخدمته في الهجوم على مطار بن غوريون، واكتفت بالقول إنه صاروخ “فرط صوتي”، وهو أمر تكرر بشكل ملحوظ في بياناتها عن العمليات الصاروخية المتزايدة التي استهدفت العمق الإسرائيلي، بما في ذلك “حيفا” خلال الأيام الأخيرة، الأمر الذي يشير على الأرجح إلى صاروخ جديد.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news