في مشهد جديد من مشاهد "الدراما السياسية اليمنية"، زار وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، قيادة المنطقة العسكرية الخامسة في ميدي شمالي محافظة حجة، وكأن الإعلام أصبح ذراعًا عسكرية لا تقل أهمية عن المدفعية الثقيلة!
الوزير، الذي لم يُعرف له مكتب في العاصمة عدن، ولا حتى طابعة رسمية باسم الوزارة، ظهر فجأة من خطوط التماس، حيث ألقى خطابًا حماسيًا أمام الجنود، حاملاً راية الإعلام على كتفه، وراية السياحة في جيبه، وراية الثقافة ربما على خوذة أحد الجنود.
وتساءل كثير من المتابعين عن العلاقة بين الثقافة والسلاح، بين الفن والميدان، بين الإعلام والتكتيك القتالي! فهل تحوّلت وزارة الإعلام إلى لواء عسكري؟ أم أن الوزير يبحث عن دور جديد بعد أن غابت وزارته فعليًا عن خارطة المؤسسات في العاصمة؟
المفارقة أن الوزير لم يتطرق خلال زيارته إلى وضع الإعلاميين في عدن، أو الصحف المتوقفة، أو قنوات التلفزة التي لا تُبث، بل فضّل خوض معارك لا علاقة لها باختصاصه، مؤكدًا أن "اليمن ينادي أبناءه"، ربما لينضموا إلى جبهاتٍ تنقصها الميكروفونات أكثر مما تنقصها البنادق.
مصدر ساخر في عدن علّق قائلاً: "نقترح على الوزير أن يُطلق نشرة أخبار من ميدي، بما أن مكاتب الإعلام مغلقة، وأصوات الإعلاميين محجوبة، والسياحة في البلاد مغامرة حياتية أكثر منها ترفيهية".
وفي ختام زيارته، ترك الإرياني وراءه الجنود والميادين والشعارات النارية، وعاد إلى مكانٍ ما، لم يُعرف إن كان مقره عدن، أو مأرب، أو مجرد تغريدة جديدة في حسابه الرسمي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news