وأنت تتابع وتستقرأ بيقظة وتمعن اهتماتنا وتراشقاتنا وسلوكياتنا اليومية في مختلف جوانب حياتنا كيمنيين، سواء ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي أو في واقع الحياة اليومية بالعمل والأسواق والمقايل والتجمعات، تتفجر في وجهك ووعيك تساؤلات مربكة تحاصر وعيك أمام خضم هذا المشهد وتعاملنا معه!.
بلد يتلقى في اليوم مئات الصواريخ وآلاف الأطنان من المتفجرات ويسقط العشرات من الأبرياء قتلى وجرحى، وفي سياق آخر تضيق وتتضاءل فرص العيش الكريم، صوت قرقرة الجوع في بطوننا الفارغة يضاهي صوت المآذن والانفجارات.
تقوست ظهورنا من أثقال البؤس وانجرحت أكتافنا من حمل الجنازات وتمزقت ثيابنا من لفحات المعاناة، وجف ماء أيدينا حتى التشقق ولم نعد قادرين على إيجاد موارد لنسد به جوعنا وحاجاتنا الأخرى.
يحصدنا الموت يوميًا ويفتك بنا المرض والجهل والجوع والعوز وووو إلخ.. من الويلات والمهلكات والتي ليس آخرها من يحكمنا..! ورغم ذلك كله تجدنا غير ذو اهتمام حقيقي بكل تلك المعسرات والأهوال، بل ولازلنا وفي سيكيولوجية ذهنية غريبة لاتفسير لها منشغلين بقضايا وصراعات إقليمية وعالمية تستهلك أحاديثنا وكتابتنا وتحليلاتنا!.
باختصار، وبتعبير أوجز لقد تصالحنا مع مستحيلات الحياة ولازلنا نتدبر أمورنا وبعض التزاماتنا بهمة دؤوبة ما أمكننا ذلك وكأن هذا هو نموذج العيش الذي لايمكن إلا أن نعيشه!.
هل هذه الحالة المركبة والمفخخة التي تستحكم على ذهنيتنا ووعينا وعلاقاتنا وأعمالنا هي مرحلة من مراحل العدمية والهوان والاستسلام اللاواعي ؟ أم أن ذلك خصوصية ومكنه يمنية تعكس قوتنا وتطاولنا على أوجاعنا وتحدينا لملمات الحياة وأهوالها بصبر وإيمان وتحدي؟.
بصراحة، شخصيًا وإن كنت أميل لترجيح الأمر الثاني إلا أن ثمة غموض والتباس بدأ يشكل غشاوة في عيون قلبي ووعي!.
فكيف تقرأون وتفسرون ماسبق أصدقائي؟.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news