شهد الريال اليمني تحسنًا ملحوظًا أمام العملات الأجنبية خلال الأيام الماضية، بعد تهديدات مباشرة وصارمة أطلقتها الولايات المتحدة لكبار الصرافين المتحكمين بسوق الصرف في اليمن، حسبما كشفته صحيفة "الأيام" في تقرير مثير نقلاً عن مصدر حكومي رفيع.
وأكد المصدر أن التحسن المفاجئ لم يكن نتيجة إصلاحات اقتصادية أو تحركات داخلية، بل جاء بفعل اجتماع حاسم عُقد يوم الثلاثاء الماضي، ضم كبار الصرافين في اليمن، وجمعية الصرافين، ومسؤولين سعوديين، إلى جانب ممثلين من وزارة الخزانة الأمريكية، الذين وجهوا تهديدًا مباشرًا للصرافين:
"إما وقف المضاربة والتلاعب، أو مواجهة عقوبات مالية ستشل أعمالكم."
و أفاد دبلوماسيون غربيون أن الصرافين اليمنيين باتوا في مرمى نيران الاتهامات الدولية، إذ وصفوا سمعتهم بأنها "رديئة" ويمكن اتهامهم بسهولة بارتكاب جرائم مالية مثل غسل الأموال والتهريب وتمويل أطراف النزاع.
وأوضح المصدر الحكومي أن كبار الصرافين أُصيبوا بالذعر من تحذيرات واشنطن، خاصة في ظل تصاعد الغضب الشعبي والمظاهرات، كما حدث مؤخرًا في حضرموت، والتي اعتُبرت إنذارًا مبكرًا بإمكانية فقدان السيطرة على الشارع.
وأضاف أن أغلب الصرافين يفتقرون لأي تمويل خارجي أو أرصدة في الخارج، ويعتمدون كليًا على السوق المحلي وشبكات التبادل والتحويل غير النظامي، ما يجعلهم عرضة للانهيار في حال فرضت عليهم عقوبات دولية.
ورغم هذا التحسن المفاجئ، حذر مراقبون اقتصاديون من أن السوق ما تزال هشّة، وأن استمرار التحسن مرهون بإجراءات حقيقية لكسر احتكار السوق، وتفعيل الرقابة على أنشطة الصرافة، ووضع حد للنفوذ المالي لمراكز المضاربة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news