بقلم العميد الركن الدكتور/
عبدالاله عبدالواسع الخضر
الأزمة اليمنية تتفاقم بفعل التدخلات الإقليمية والدولية ما أدى إلى انهيار سياسي واقتصادي وأمني متواصل وسط انقسامات داخلية حادة.
يعاني الشعب من أوضاعًا مأساوية متراكمة منذ اندلاع الأزمة.
الرئيس هادي تولّى السلطة عبر انتخابات شرعية ديمقراطية لكن تعيين مجلس رئاسي بثمانية أعضاء شكّل سابقة خطيرة خارجة عن إطار الدستور
وإرباك في اتخاذ القرار وأضعف فعالية القيادة.
كان الأجدر تعيين رئيس ونائب أو نائبين فقط لضمان وضوح الصلاحيات وسرعة اتخاذ القرار لا توزيع المهام بشكل مبهم بين عدة أشخاص.
القيادة الحقيقية تتطلب الحضور الميداني خاصة من القائد الأعلى للقوات المسلحة لدعم الجبهات ورفع الروح المعنوية للجنود كما يفعل الرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان .
اليوم لا مخرج حقيقي إلا عبر عودة الرئيس هادي لممارسة مهامه استنادًا إلى الدستور وإعادة الأمور إلى مسارها القانوني الصحيح مع مراجعة التدخلات الخارجية التي عطّلت المصلحة الوطنية وظلت عاملاً مؤثراً في صنع القرار مما جعل المصلحة الوطنية بعيدة المنال .
تولّى الرئيس هادي السلطة بدعم دستوري وإقليمي. لكن إقالته دون مبرر قانوني أدخل البلاد في فوضى سياسية.
تشكيل مجلس رئاسي بـ 8 أعضاء زاد الانقسام وصعّوبة اتخاذ القرار الوطني . تسعى بعض الاطراف لإبقاء اليمن في حالة لاغالب فيها ولا مغلوب حتى ظل اليمن في حلقة مفرغة .
الحوثيون استغلوا التدهور الأمني والاقتصادي للتوسع .
انهيار العملة الوطنية وغياب الخدمات الأساسية ضاعف من معاناة المواطنين.
فشل المجلس الرئاسي في إدارة الملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية وتحقيق العدالة والمساواة مما خيب آمال الشعب وأدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية.
ومن الأفضل من الرئيس وأعضاء المجلس تقديم استقالتهم راحة لهم وللشعب.
الحل يبدأ بعودة المسار الدستوري وتعيين رئيس واحد يعيد الاستقرار والعدالة لأن استمرار المجلس أثر بشكل مباشرعلى مستوى المعيشة وعدم السيطرة على الموارد النفطية والبحرية وقلل من امكانيات النهوض
بالأقتصاد الوطني .
يلعب التحالف دوراً محورياً مهماً في المشهد اليمني سواء من خلال الدعم الأقتصادي والسياسي
ومساهمته لليمن في صنع القرار ويعد هذا الدور امتدادا لمسؤولية التحالف في استعادة الشرعية وتحقيق الاستقرار .
ينبغي استثمار السياسة الأمريكية الحالية وصراعها مع الحوثيين
كفرصة أخيرة لإنقاذ اليمن وتحريره من سطوة المليشيات الحوثية.
على الأشقاء في التحالف وخاصه المملكة العربية
السعودية أن يدركوا أن خطر المليشيات الحوثية لا يهدد اليمن فحسب بل يهدد أمن المنطقة بأكملها ومن المنطق فإن دعم الجيش الوطني اليمني ضرورة ملحة للقضاء على هذه العصابة الإيرانية .
وتفتقرايضًا حاشية الرئيس إلى الخبرة في العمل الاحترافي العام أوانها لا تدرك أهمية التعامل الإنساني والمهني وتلبية احتياجات المواطنين والأستماع إلى مطالبهم باسلوب مهني وعدم نقل
المعطيات الحقيقية وحجب الرؤية عن القيادة فقد تعزل الرئيس عن الواقع .
كان من المفترض أن يتم نشر هذا المنشور منذ فترة طويلة
لكن تريثنا حتى ثبت فشل المجلس .
فالسؤال الآن:
ما دور القائد الأعلى للقوات المسلحة من الأحداث الجاريةفي اليمن في ظل استمرار التدخلات الدولية في الوقت الحاضر؟
وماهي الرؤية المحتملة لتحرير العاصمة صنعاء وبقية المدن؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news