غازي القصيبي .. شاعرٌ وأديبٌ رفيع في بلاط السياسة

     
اليمن الاتحادي             عدد المشاهدات : 126 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
غازي القصيبي .. شاعرٌ وأديبٌ رفيع في بلاط السياسة

كتب/ بشرى العامري:

ألومُ صنعاءَ … يا بلقيسُ … أمْ عَدَنَا؟!

أم أُمَّةً ضيَّعَتْ في أمسِها يَزَنا؟!

ألومُ صنعاءَ … لو صنعاءُ تسمعني!

وساكني عدنٍ … لو أرهفوا أُذُنًا!

وأُمَّةً عَجَبًا … ميلادُها يَمَنٌ

كمْ قَطَّعَتْ يَمْنًا … كمْ مَزَّقَتْ يَمْنَا!

هذه الصرخة الحزينة، التي حاصرها الألم، هي عتابٌ ولومٌ من الشاعر الكبير غازي القصيبي لليمن وعنه، في لحظة اقتتالٍ سابقٍ بين اليمنيين.

لايُذكر غازي القصيبي إلَّا ويُذكَر معه الشعر في السعودية أو الوطن العربي، فهو من قِلَّةٍ بقت في صدارة الضوء عربياً على مستوياتٍ عدة، بين السياسة، والعمل الدبلوماسي، والإبداع الشعري.

يُعدُّ غازي عبد الرحمن القصيبي واحدًا من أبرز الأدباء والشعراء في المملكة العربية السعودية والعالم العربي، فقد جمع بين الإبداع الأدبي والعمل السياسي والأكاديمي، ليترك بصمةً فريدةً في مجالات الشعر، والرواية، والإدارة، والدبلوماسية. امتاز بأسلوبه العميق، الذي يجمع بين الجمال اللغوي والنقد الاجتماعي، مما جعله شخصيةً استثنائيةً في المشهد الثقافي العربي.

دخل القصيبي ميدان السياسة وصار وزيراً، لكنه برز شاعراً مُلفتاً، ثم انتقل إلى العمل الدبلوماسي، ليظهر لنا أديباً روائياً، ثم ترك الدبلوماسية، لكنه لم يُغادر بلاط القصيدة.

قلائل هم الذين جمعوا بين مهارة الدبلوماسي وإبداع الشاعر، ومنهم: عمر أبو ريشة، ونزار قباني، وغازي القصيبي.

في أوج عمله الدبلوماسي، ترك لنا شقة الحرية، وهي روايةٌ عن مغامرات الشباب في القاهرة أثناء الدراسة في الستينيات، وشقاوة العمر الأولى، ثم أتبعها برواية سعادة السفير، التي تناول فيها هموم الصراع العربي وأحزان العمر الأخيرة!

تقلَّب القصيبي بين مناصب وزارية عدة، كما شغل منصب سفير السعودية في البحرين، ثم في بريطانيا قرابة عقدٍ من الزمن، لكنَّ سيرته الأدبية والشعرية بقيت أبرز العلامات التي تركها الراحل، وعزَّز من خلالها حضوره السياسي وعلاقاته الدبلوماسية المتميزة.

وكان في شعره الوطني كما في شعره عن خبايا القلب ووجع الروح شفّافاً وواضحاً ومن ومضات إبداعه:

أَأَعتَذِرُ؟.. عَن القَلبِ الَّذِي مَاتَ …

وَحَلَّ مَحلَّهُ حَجَرُ؟

عَن الطُّهرِ الَّذي غَاضَ …

فَلَم يُلمَحْ لَه أَثَرُ؟

وَقولِي: كَيفَ أَعتَذرُ؟

وَهل تَدرِينَ مَا الكَلِمَاتُ؟

زَيفٌ كَاذبٌ أَشِر ُ…

بِه تَتَحَجَّبُ الشَّهَوَاتُ … أو يُستَعبَدُ البَشرُ!

رحل القصيبي في 15 أغسطس 2010، بعد معاناةٍ مع المرض، تاركاً خلفه إرثاً ثقافياً وفكرياً ثرياً، لا يزال تأثيره حاضراً في الأدب العربي، إذ ألهمت أعماله العديد من الكتّاب والمثقفين، وبقيت كلماته شاهدةً على فكره ورؤيته العميقة.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

جرائم حوثية جديدة تطال نساء صنعاء.. وحقوقيون يطالبون بتدخل دولي

حشد نت | 634 قراءة 

كارثة مالية في اليمن.. السعودية تسحب دعمها والرئاسي ينهب الأموال قبل الانهيار

مساحة نت | 632 قراءة 

الاعلام الاسرائيلي: الحرب القادمة ستكون مع مصر .

موقع الأول | 516 قراءة 

بعد غياب 3 سنوات ..العميد لعكب يعود للواجهة من معسكر عارين.. رسائل عسكرية وتحركات قد تُعيد خلط أوراق شبوة ( صور )

يني يمن | 434 قراءة 

لماذا خذل الحوثيون إيران ولم يشاركوا معها في الحرب ضد إسرائيل؟ إليك الأسباب الثلاثة

المشهد اليمني | 433 قراءة 

قرب استئناف هذا الأمر من صنعاء وبقية المحافظات(سار)

كريتر سكاي | 430 قراءة 

خبير عسكري يتوقع سقوط مدوٍ لمليـ.ـشيا الحـ.ـوثي في اليمن

صوت العاصمة | 421 قراءة 

خبير إيراني يحذر: إسرائيل وأمريكا تستعدان لضربات مفاجئة ضد طهران.. في هذا الموعد

مساحة نت | 354 قراءة 

لماذا اختفى الحوثيون عن المعركة؟.. تحليل أمريكي يورد 3 تفسيرات لغياب الجماعة عن مساندة إيران (ترجمات)

بران برس | 337 قراءة 

ظهور علني للعميد عبدربه لعكب في محافظة شبوة

موقع الأول | 289 قراءة