محللون: ضربات واشنطن باليمن حرب بلا استراتيجية والعمل البري مستبعد

     
شروين المهرة             عدد المشاهدات : 106 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
محللون: ضربات واشنطن باليمن حرب بلا استراتيجية والعمل البري مستبعد

شروين المهرة: الجزيرة نت

قال محللون عسكريون وسياسيون إن الضربات الأميركية المكثفة التي استهدفت مواقع جماعة الحوثي في اليمن، لا تعكس وجود إستراتيجية واضحة، ولا يُتوقع أن تُترجم إلى عملية برية، رغم كثافة القصف وتنوع الأهداف خلال الشهر الأخير.

وتأتي هذه التصريحات على خلفية تصعيد عسكري هو الأعنف منذ بدء العمليات الأميركية في منتصف مارس/آذار الماضي، وشمل أكثر من 11 محافظة يمنية، من صنعاء وصعدة إلى الحديدة ومأرب، وسط تأكيدات متضاربة بشأن فاعلية الضربات ومآلاتها السياسية والعسكرية.

وقال محرر الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة أحمد الشلفي لبرنامج مسار الأحداث إن العمليات الأميركية استهدفت معاقل رئيسية للحوثيين في 4 محافظات مركزية، هي صنعاء وصعدة والحديدة وذمار، حيث تتمركز قيادات الجماعة ومراكز اتخاذ القرار العسكرية.

وأضاف أن واشنطن ركزت على منصات إطلاق الصواريخ ومعسكرات التدريب ومراكز القيادة والسيطرة، مشيرا إلى أن الجماعة التزمت بعد الضربات بقواعد اشتباك محددة، مما قد يعكس حجم الضرر الذي لحق بها، رغم غياب معلومات دقيقة بشأن إصابة قيادات الصف الأول.

وفيما يتعلق باحتمال تنفيذ عملية برية أميركية، استبعد الشلفي هذا السيناريو بالكامل، موضحا أن واشنطن قد تكتفي بتقديم دعم للفصائل المحلية، لكنها لن تزج بقواتها على الأرض، في ظل رفض سعودي وإماراتي لأي تدخل بري مباشر، واستمرار التفاوض مع إيران بشأن ملفات إقليمية عدة.

مغامرة محفوفة بالمخاطر

من جهته، أكد الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري أن دخول القوات الأميركية اليمن سيعد مغامرة محفوفة بالمخاطر، لأن الطبيعة الجغرافية الوعرة والشبيهة بأفغانستان، ستُفشل أي تدخل بري، مشيرا إلى أن الكتلة السكانية الكبرى تقع في مناطق الحوثيين، مما يجعل أي اجتياح مغامرة غير محسوبة.

وأضاف الدويري أن واشنطن قد تلجأ فقط لعمليات نوعية محدودة، عبر وحدات كوماندوز أو إنزال جوي، تهدف لاختطاف أو تصفية قيادات حوثية، لكنه شدد على أن التاريخ العسكري الأميركي يثبت فشله في حروب لا تملك أهدافا سياسية واضحة، بدءا من فيتنام وانتهاء بالعراق وأفغانستان.

وتساءل الباحث في مركز الجزيرة للدراسات الدكتور لقاء مكي عن الهدف السياسي من الضربات الأميركية، معتبرا أن العمليات الجارية تفتقر إلى تصور إستراتيجي متكامل، وتخدم فقط تقليم أظافر الحوثيين دون نية لإسقاط حكمهم أو إضعافهم بشكل نهائي.

وقال مكي إن المقارنة مع حرب الخليج الثانية توضح الفارق الكبير، حيث استغرقت واشنطن 40 يوما من القصف الجوي قبل بدء الهجوم البري في العراق، بينما فشلت حتى الآن في شل قدرات الحوثيين رغم مرور شهر من القصف المكثف.

وأشار إلى أن تكلفة الضربات -التي استهلكت مئات الصواريخ المتطورة- أثارت تساؤلات داخل وزارة الدفاع الأميركية، خصوصا بعد تقارير عن استنزاف الذخيرة المعدة لردع الصين، دون نتائج ميدانية ملموسة في اليمن.

تخويف إيران

وأضاف مكي أن تصريحات مسؤولين أميركيين عن احتمال استخدام الضربات كنموذج تخويف لإيران تعكس ربطا غير مباشر بين الملفين، لكنه شدد على أن طهران -رغم إدانتها للهجمات على اليمن- لم تتخذ أي خطوات ميدانية دعما للحوثيين، في ظل انشغالها بالمفاوضات النووية.

ورأى اللواء الدويري أن ما نُشر عن تزويد شركة صينية مرتبطة بالجيش الصيني الحوثيين بصور أقمار اصطناعية دقيقة لاستهداف السفن الأميركية، يعقد المشهد العسكري ويجعل السيطرة على البحر الأحمر أكثر صعوبة، خاصة في ظل انتشار الحوثيين على شريط ساحلي يتجاوز 1000 كيلومتر.

وأوضح أن الصواريخ الحوثية لا تُطلق من الموانئ وإنما من عقد جغرافية داخل المرتفعات الجبلية، مما يجعل السيطرة على مواقع الإطلاق شبه مستحيلة عبر إنزال بحري، واستحضر في هذا السياق هجوما سابقا دمر فيه الإسرائيليون منشآت نفطية في الحديدة دون التأثير على مواقع إطلاق الصواريخ.

واعتبر الدويري أن الحرب الأميركية في اليمن تمثل نموذجا صارخا “للعنف بلا جدوى”، لأن غياب الهدف السياسي يعني تكرار فشل الولايات المتحدة في حروبها السابقة.

ورقة ضغط

بينما يرى مكي أن إدارة دونالد ترامب الحالية -ورغم قوتها النارية- تفتقر للاتساق في صنع القرار، وأن الضربات في اليمن جزء من سياق تفاوضي أوسع مع إيران، وربما تُستخدم كورقة ضغط في المفاوضات النووية، دون أن تكون ذات أهداف حاسمة على الأرض.

وأضاف أن الحوثيين -رغم تصنيفهم كأعداء إستراتيجيين- لم يواجهوا حتى اللحظة تحركا حقيقيا لإسقاطهم أو استبدالهم بالحكومة المعترف بها دوليا، مؤكدا أن غياب التنسيق بين واشنطن والجيش اليمني ينسف فكرة التغيير الجذري ويجعل الضربات مجرد ردود تكتيكية مؤقتة.

واستبعد مكي أن يتحقق نجاح أميركي على الأرض من دون تحريك القوى المحلية المناهضة للحوثي، مثل العشائر أو القوات التابعة لطارق صالح، معتبرا أن هذا الغياب يعكس رغبة أميركية في إبقاء الحوثيين في السلطة ولكن بصورة أضعف، لضمان استمرار نفوذها دون الدخول في مغامرات عسكرية مكلفة.

وأجمعت مداخلات الضيوف على أن الضربات الأميركية لن تغيّر المعادلة في اليمن، طالما لم تُصاحبها رؤية سياسية متماسكة تشمل حلفاء واشنطن الإقليميين، وتفتح أفقا للحل السياسي، لا مجرد عقاب تكتيكي لمعادلة معقدة تستنزف واشنطن من دون جدوى.

ويرى مكي أنه لا ينبغي فصل التصعيد اليمني عن الحرب المستمرة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الهدوء في اليمن كان يتزامن مع هدنة في غزة، وأن استئناف الحرب هناك رافقه تجدد الهجمات الحوثية، مما يعكس ترابط الجبهتين.

 

 

 

تابعوا شروين المهرة على

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 874 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 793 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 625 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 605 قراءة 

هل اكتشفت الرياض أن قوات الدرع التي بنتها غير جاهزة للمواجهة؟

الوطن العدنية | 456 قراءة 

حسين الجسمي يستفز الشعب اليمني.. اكتشف القصة

المشهد اليمني | 440 قراءة 

شرطاً جديداً يفرضه منفذ الوديعة على المغتربين اليمنيين

يمن فويس | 429 قراءة 

باسندوة: أتمنى الموت قبل أن أرى تقسيم اليمن

قناة المهرية | 376 قراءة 

رئيس الوزراء الأسبق ‘‘باسندوة’’ يخرج عن صمته ويعلن موقفه من سيطرة الانفصاليين على حضرموت والمهرة: أتمنى الموت قبل أن أرى هذا الأمر!!

المشهد اليمني | 328 قراءة 

تمنى الموت.. رئيس الوزراء الاسبق باسندوة يعلن موقفه من الانفصال في اليمن

كريتر سكاي | 286 قراءة