عدن توداي
بقلم الدكتور عوض أحمد العلقمي
بعد أن مررنا بليلة بائسة ، ساد فيها الطقس الساخن ، وخيم علينا فيها البؤس ؛ إذ رحل عنا ماتبقى من بصيص الكهرباء قبل أن يعسعس الليل ، واستمر الأمر كذلك إلى أن تنفس الفجر.
عند ذلك تناولت شيئا من الخمير الحضرمي ، واحتسيت كأسا من الشاي العدني الملبن ، بعدها انطلقت في عجالة من أمري نحو البحر ، لعلي أظفر بشيء من نسائم الفجر الباردة ، تعيد إلي نبض الحياة التي فقدتها أو أكاد من ذلك الهواء الرتيب والظلام الموحش ، وصلت شاطئ البريقة ، وقد بدا من الشمس مايحاكي قلامة الظفر من بين سحب سوداء ، يشبه ماتحاول الحسناء تعمد إظهاره من جبينها ؛ إذ تسترق سحب النقاب عن قليل من جبينها نحو الأسفل .
نظرت إلى تلك الجبال التي أرساها الله في شواطئ حاضرة بحر العرب ؛ لكسر الأمواج الهائجة ، ولصد العواصف المدمرة ، ولمنع الرياح المؤذية ، بل لمقاومة كل شر يتربص بالحاضرة ، غير أن الأصوات كانت مزعجة ، والصخور من الأعلى متساقطة .
سألت نفسي ، ما الذي يحدث هنا ؟ أعدت النظر نحو تلك الجبال ، وإذا بآلات الحفر الحديثة تنبش تلك الجبال وتهدمها ، تقتلع قممها ، وترمي بصخورها نحو البحر ، وهنا علمت يقينا أن الأمة قد قررت تدمير حياتها ، واقتلاع مراكز قوتها ، وقتل خلايا مقاومتها ، وكل ما من شأنه إعاقة الغزاة ، أو الوقوف في وجه الطغاة …
مقالات ذات صلة
المرأة في أبين.. والزواج المبكر
حين يسهم الملثم في تحبيب اللغة العربية إلى الناس وإبراز جمالها
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news