يمن ديلي نيوز:
قال الصحفي اليمني المتخصص في الشؤون العسكرية وجماعة الحوثي، عدنان الجبرني، إن قرار الجماعة “المصنفة إرهابية” وقف نشر أخبار مواكب تشييع ضباطها القتلى، يأتي في إطار خطة أمنية تهدف لإخفاء حجم خسائرها العسكرية عن خصومها.
وأوضح الجبرني، لـ”يمن ديلي نيوز”، أن هذا التوجه يعكس مساعي الجماعة لتعزيز مفهوم “الأمن العملياتي”، في محاولة للحد من تسرب المعلومات المرتبطة بخسائرها البشرية، لاسيما في ظل تصاعد الغارات الأمريكية على مواقع ومعسكرات الجماعة.
وفي 29 مارس/آذار الماضي، نشرت جماعة الحوثي آخر خبر لتشييع ضباطها القتلى عبر وكالة “سبأ” بنسختها التابعة للجماعة، وكان لأربعة ضباط قالت إنهم قُتلوا في جبهات القتال.
وفق الصحفي “الجبرني”: تحرص الجماعة على إخفاء حقيقة وضعها العسكري، حفاظاً على معنويات أنصارها، وضمان بقاء خصومها في دائرة الغموض، وهو ما ينسجم مع طبيعة الحوثيين المغلقة.
لكنه أشار إلى أن هذا التكتم لا يمنع تسرب بعض المعلومات، خاصة فيما يتعلق بمقاتلي الصف الثالث وضباط المشاة، الذين يُسمح لعائلاتهم بتشييعهم دون إعلان رسمي.
وتحدث عن وجود تسريبات أخرى حول مقتل بعض القيادات، بالإضافة إلى انتشار أسماء قيادات يُزعم مقتلها، لكن هذه المعلومات غير دقيقة وعارية عن الصحة.
وخلال سنوات الحرب التي تقودها جماعة الحوثي ضد الحكومة المعترف بها دولياً، نادراً ما مر أسبوع دون نشر أخبار تشييع لضحاياها من الضباط أو المقاتلين، ضمن ما تسميه الجماعة “معركة النفس الطويل”.
ويتزامن وقف نشر مواكب التشييع مع عودة الغارات الجوية الأمريكية ضد مواقع ومعسكرات الحوثيين في منتصف مارس/آذار الماضي، رداً على هجمات الجماعة المتواصلة في البحر الأحمر.
ومنذ سريان الهدنة بين الحوثيين والحكومة قبل نحو ثلاث سنوات، دأبت الجماعة على نشر مواكب تشييع لعشرات من ضباطها، وكان آخرها في مارس الماضي، حين شيعت 78 ضابطاً، من بينهم 69 قتلوا بعد استئناف الغارات الأمريكية في 15 مارس/آذار، بحسب ما رصده “يمن ديلي نيوز”.
كما أظهرت بيانات الرصد الخاصة بالموقع أن عدد الضباط الذين شيعتهم الجماعة منذ بداية العام الجاري وحتى 29 مارس بلغ 174 ضابطاً، جميعهم قتلوا ـ حسب رواية الحوثيين ـ في جبهات القتال ومعركة “النفس الطويل”.
إلى ذلك، روجت جماعة الحوثي خلال الأيام الماضية لوسم “#مدري” عبر منصاتها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، في حملة تهدف إلى فرض تعتيم إعلامي واسع النطاق على نتائج الغارات الأمريكية.
ويعد وسم “#مدري” تطوراً جديداً في سياسة الجماعة الإعلامية، حيث يحث مناصريها على الامتناع عن نشر أي تفاصيل حول مواقع القصف أو حجم الخسائر، والاكتفاء بعبارة “مدري” (لا أعلم)، في تناقض واضح مع حملات سابقة كانت تحث على نشر صور وأخبار القصف تحت وسم “#أين_القارح”.
مرتبط
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news