في تطور لافت يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي، كشفت مجلة "ذا كريدل" أن صنعاء رفضت عرضًا أمريكيًا مغريًا كان يهدف إلى تحييد موقفها من العدوان الإسرائيلي على غزة، مقابل حوافز اقتصادية وسياسية كبيرة.
الصفقة التي وصفتها المجلة بـ"الجزرة الأخيرة"، جاءت في ظل فشل الحملة العسكرية الأمريكية في اليمن، وتزايد التورط الإقليمي في الصراع، حيث باتت السعودية والإمارات مهددتين بالانزلاق إلى مواجهة مباشرة مع قوات صنعاء، التي أعلنت بوضوح ارتباط معركتها في البحر الأحمر والسواحل اليمنية بما يجري في فلسطين.
بحسب التقرير، فإن صنعاء تعاملت مع العرض الأمريكي بحزم ورفض قاطع، معتبرة أن فلسطين "قضية مركزية" لا تقبل المساومة، حتى وإن كان الثمن هو تجميد المفاوضات الاقتصادية مع السعودية، وتعرض اليمن لضربات عسكرية متواصلة بقيادة واشنطن.
المجلة أوضحت أن إدارة ترامب، بعكس بايدن، لم تحاول التغطية على العلاقة المباشرة بين حماية السفن الإسرائيلية والهجمات الأمريكية على اليمن، مشيرة إلى أن الضربات الأمريكية جاءت بعد استئناف صنعاء عملياتها البحرية، كرد فعل على نكوص إسرائيل عن اتفاق التهدئة مع غزة مطلع 2025.
تقرير "ذا كريدل" أشار إلى أن صنعاء تتحرك وفق قناعة أيديولوجية واستراتيجية برفض الهيمنة الإسرائيلية والغربية، ومعارضة التطبيع، وهو ما يجعل موقفها يتصادم تمامًا مع التوجه الخليجي الذي أصبح، بحسب التقرير، أكثر انخراطًا في فلك السياسة الأمريكية.
وقد بدأت تظهر تداعيات هذا التصادم في شكل عقوبات من الرياض وأبوظبي، وتراجع فعلي عن هدنة أبريل 2022، مما يهدد بتفجر مواجهة جديدة قد تمتد إلى العمق الخليجي، في حال استمرت صنعاء في توسيع نطاق عملياتها.
المصدر
مساحة نت ـ رزق أحمد
الوسوم
أمريكا
الحوثي
اليمن
صنعاء
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news