حضرموت تنتفض في 24 أبريل: الجنوب يحمي نخبته ويُسقِط المؤامرة
هل يكون "الخروج الكبير" محطة فاصلة في التاريخ الحضرمي؟
حضرموت ستقول كلمتها: لا مكان للفوضى.. ولا عودة للوصاية
هل تسقط حضرموت أقنعة التدخلات وتعيد رسم خارطة القوة
؟
من حضرموت يبدأ الحسم.. الشعب يحمي من حماه..
في حضرموت.. من لا يعرف النخبة سيعرفها في 24 أبريل!
حضرموت تتأهب لـ"الخروج الكبير"
تقرير / غازي العلوي :
تتجه الأنظار نحو مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، التي تستعد لاحتضان فعالية جماهيرية كبرى في 24 أبريل الجاري، تحت عنوان "الخروج الكبير"، والتي يُنظر إليها ليس فقط كاحتفاء بذكرى تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب، بل كرسالة سياسية قوية في مواجهة التحركات الأخيرة التي يقودها حلف قبائل حضرموت والدعوات المثيرة للجدل بشأن مصير المحافظة.
الخروج الكبير.. رداً على محاولة تمزيق حضرموت
تأتي هذه الفعالية المرتقبة في ظل تصاعد التوترات السياسية والاجتماعية في حضرموت، عقب احتشاد حلف قبائل حضرموت وما صاحب ذلك من دعوات اعتبرها كثيرون بمثابة تمهيد لمشاريع تهدف إلى تقسيم المحافظة، أو فرض وصاية سياسية على قرارها، بعيداً عن إرادة المكوّنات الجنوبية المؤمنة بخيار التوحد تحت مظلة المجلس الانتقالي الجنوبي.
وفي هذا السياق، يُنظر إلى "الخروج الكبير" كتحرك شعبي مضاد، يسعى إلى إعادة التوازن للمشهد السياسي في حضرموت، وتأكيد أن غالبية أبناء المحافظة يقفون خلف قوات النخبة الحضرمية ومشروعها الوطني الجنوبي، ويرفضون أي محاولات لاختطاف قرار حضرموت أو إعادة إنتاج الوصاية باسم القبيلة أو الجغرافيا.
دعم متجدد للنخبة الحضرمية
جاء الإعلان عن الفعالية خلال الاجتماع الدوري الثاني للهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، برئاسة العميد سعيد أحمد المحمدي، الذي شدد على ضرورة تعزيز الاصطفاف خلف قوات النخبة الحضرمية، والتصدي لمحاولات النيل منها أو التشكيك بدورها في حماية أمن ساحل حضرموت.
وأكد الاجتماع أن هذه الفعالية تُعد استفتاءً شعبيًا جديدًا على مشروعية النخبة الحضرمية، ورسالة واضحة بأن أبناء حضرموت لن يسمحوا بتمرير مشاريع الفوضى أو التمزيق، خاصة في هذا الظرف الحساس الذي يشهد استقطابات داخلية وتحركات مريبة تهدد استقرار المحافظة.
حضرموت ترفض الاحتكار السياسي
كما شددت قيادة المجلس الانتقالي على أن حضرموت كانت وستظل حاضنة للتعدد السياسي والاجتماعي، ولن تقبل باختزال تمثيلها في جهة واحدة أو حلف معين، مشيرة إلى أن التنوع هو أحد أبرز سمات حضرموت، وأن أي محاولة للهيمنة على القرار السياسي فيها مرفوضة شعبياً ووطنياً.
توحيد الصف ورفض الفوضى
فعالية 24 أبريل تأتي أيضاً كتعبير عن وحدة الصف الجنوبي في حضرموت، ورفض كل مشاريع التمزيق التي تحاول فصله عن محيطه الجنوبي وهويته الوطنية. ويأمل منظمو الفعالية أن تكون محطة فارقة في طريق استعادة القرار الحضرمي من أي وصاية، وبداية لمرحلة جديدة من الاستقرار بقيادة أبنائها ومؤسساتها الأمنية، وعلى رأسها قوات النخبة الحضرمية.
محطة فاصلة في التاريخ الحضرمي
من المنتظر أن يكون يوم "الخروج الكبير" بمثابة محطة مفصلية في التاريخ الحضرمي الحديث، حيث سيعيد التأكيد على أن حضرموت ليست ساحة لصراع الأجندات أو المشاريع المتعارضة، بل أرضًا تنشد الأمن والاستقرار والسيادة الوطنية، بعيدًا عن أي محاولات للتقسيم أو التفرد بالقرار.
دعوات لإنجاح الفعالية
وفي هذا السياق، أكد عدد من الناشطين والسياسيين على أهمية فعالية "الخروج الكبير"، واعتبروها بمثابة فرصة تاريخية لأبناء حضرموت لإيصال صوتهم الرافض لمحاولات تجزئة المحافظة أو سلخها عن محيطها الجنوبي.
وقال الناشط السياسي عبدالله باحشوان إن "الفعالية تمثل الرد الأقوى على كل الدعوات التي تحاول بث الفرقة بين أبناء حضرموت وباقي محافظات الجنوب، وهي تأكيد على التمسك بالهوية الجنوبية وبالحق الحضرمي في أن يكون جزءاً فاعلاً في مشروع الدولة الجنوبية المنشودة".
من جانبه، شدد الإعلامي ناصر التميمي على ضرورة تكاتف الجميع لإنجاح الفعالية، قائلاً: "إن المشاركة الواسعة في هذا الحدث هي رسالة للعالم أن حضرموت ترفض أن تُختطف باسم القبيلة أو المصالح الضيقة، وتصر على أن تكون قراراتها نابعة من إرادة أبنائها، ضمن إطار جنوبي جامع".
أما عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي، نورة العبدلي، فقد دعت كافة المكونات المجتمعية والسياسية في حضرموت إلى تجاوز الخلافات، والانخراط في هذه الفعالية التي تعد، بحسب قولها، "أقوى رد حضاري وسلمي على مشاريع التمزيق، ودليلاً على أن صوت حضرموت الحقيقي هو مع الجنوب، ومع مشروع الاستقرار والسيادة بعيداً عن الفوضى والتبعية".
رسائل سياسية موحّدة
أكد ناشطون جنوبيون في تصريحات خاصة لـ"الأمناء" أن فعالية "الخروج الكبير" تمثل فرصة تاريخية لأبناء حضرموت لإيصال رسالة واضحة لكل من يحاول شق الصف أو فرض واقع لا يعبر عن تطلعاتهم، مشددين على أن المشاركة الواسعة في هذه الفعالية تعكس الوعي الشعبي بحجم التحديات، والتمسك بخيار الجنوب الواحد.
وأشار سياسيون إلى أن الفعالية تحمل أبعادًا سياسية تتجاوز حدود الاحتشاد الجماهيري، باعتبارها تعبيرًا عن الإرادة الشعبية في رفض محاولات تجزئة حضرموت أو سلخها عن محيطها الجنوبي، مؤكدين أن وحدة الصف الجنوبي في هذه المرحلة تُعد الضمانة الحقيقية لمواجهة أي أجندات تسعى لزرع الفتنة وإعادة الوصاية بأشكالها المختلفة.
كما شددت فعاليات مجتمعية على أهمية إنجاح هذه الفعالية باعتبارها الرد الأقوى والأكثر تأثيراً على مشاريع التفرقة والهيمنة، ورسالة بأن حضرموت تقف مع مشروع الدولة الجنوبية ومع قواتها الأمنية التي أثبتت كفاءتها، وعلى رأسها النخبة الحضرمية.
ويرى مراقبون في تصريحات خاصة أدلوا بها لـ"الأمناء" أن "الخروج الكبير" قد يتحول إلى محطة مفصلية تُعيد صياغة المشهد السياسي في حضرموت، وتؤكد أن أبناء المحافظة يرفضون أي وصاية خارجية أو محاولات لاختزال القرار الحضرمي في جهة واحدة أو مكوّن بعينه، ويتمسكون بهويتهم الجنوبية الجامعة.
وبينما تتجه الأنظار إلى مدينة المكلا، يترقب كثيرون أن يشكل "الخروج الكبير" علامة فارقة تعيد ترتيب المشهد السياسي في حضرموت، وتثبت أن المحافظة تقف صفاً واحداً في مواجهة مشاريع التفتيت، وأنها متمسكة بمستقبلها كجزء لا يتجزأ من الجنوب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news