المُؤتَمرُ العِلمِيُّ الأوّلُ فِي اليمنِ بين فَلَسفةُ الإبداعِ والتفكيرِ

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 75 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المُؤتَمرُ العِلمِيُّ الأوّلُ فِي اليمنِ بين فَلَسفةُ الإبداعِ والتفكيرِ

جَاءَ في كُتبِ فلاسِفةِ العَربِ أنّ “إبْداعَ” اللهِ تجلّى في إيجادِهِ الأشياءِ مِنَ العدمِ على غيرِ مِثالٍ سابِقٍ؛ وأعظمُ إبداعٍ لله هُو خَلْقهُ الإنسانِ وهندستُه في “أحسنِ تقويم”…، ثمَّ أنَّ نِعْمةَ اللهِ لا تُعدُّ ولا تُحْصى، مِنْها هذا “العقلُ” وَهو قبسٌ مِنْ نُورِ اللهِ وفيهِ تكْمنُ الطاقةُ الخلّاقةُ الإبداعيّةُ، أضفْ إليهِ جسدَ الإنسانِ وأعضاءَه وَقدْ أبْدعَ الخالقُ في التصميم لهُ ليسودَ الإنسانُ العالمَ، لاسِيّما يداهُ اللتانِ تَصْلُحانِ للخلقِ والإبداعِ والابتكارِ.

عليْهِ يُمْكنُ القوْلُ: أنّ المُبدعَ الأوّلَ (الله) قَدْ جعلَ في كلّ إنسانٍ قدرتَهُ عَلى الإبداعِ وخلقهَا، فكلُّ إنسانٍ حيّ يَخْلقُ إبداعَهُ بصورٍ شَتّى متفاوتةٍ، والحياةُ في هذه الدنيا إجمالاً هي إبْداعٌ في إبْداعٍ؛ إنّما أكثرُ الناسِ واقعًا لا يُعاملونَ أنفسَهُم ولا الآخرينَ بوصفهم مُبدعينَ! … لأنَّهُم ظَنوا أنّ الإبداعَ في التعقيدِ والتقعيدِ، وحقيقةُ الأمرِ غيرُ ذلك فسِرُّ الإبداعِ يكْمنُ في البَساطةِ. ” فكُنْ بسيطًا صادقًا مع نفْسِكَ، وتعاملك معَ الله والآخرين تَكنُ مُبدعًا”.

مِنَ المُتَصالحِ عليهِ بينَ الناسِ جعلُ البسيطِ مُعقّدًا، وهذا الأمرُ يُتقنهُ كلُّ الناسِ متفنّنين بِه؛ لكنّ جعلَ المُعقّد سهلًا بسيطًا فذا هو الإبداع بعينِهِ، إبداعُ المعلِّمِ في شرحِ الدّرسِ وإبداعُ الزُّعماءِ والسّاسة في خلقِ الحلولِ لمشاكلِ شعوبهم ولمعوّقات ازدهارهم، وإبداعُ الآباءِ في تربيةِ الأبناء، والمديرون مع مرؤوسيهم؛ فكلّكمُ راعٍ مبدعٌ ومسئولٌ عن رعيته، وأغلبُ الدّراساتِ تؤكّدُ أنّ المبدعينَ يتميّزونَ بحبّهم المتبادل لغيرهم والمثمر، متّصفينَ بالسّكينةِ والقناعةِ والرّضا وهمُ أكثرُ استقرارًا في صحّتهم النّفسيّة.

كُلُّ إنسانِ في هذهِ الدّنيا عِندهُ من مكامنِ الإبداعِ وأسبابه ما يؤهّله ليركبَ صهوةَ المعالي وقممَ النُّبوغِ، والإبداع والتميّز؛ إنّما لمَنْ يملك الشّجاعةَ والإقدامَ و” يفوزُ بالقممِ الجسورُ”؛ ولا يُخطئ من عدّ الإبداعَ تصميمًا على النّهوضِ والخروجِ من الفشل الذي يغرقُ فيهِ الإنسانُ في كثيرٍ مِن الأحيان.

الطرِيفُ أنّ بعضَ المفكّرين يربطون بين الإبداعِ والجنون! … هَل حقًّا أنّ الجنونَ يصْنعُ الإبداعَ؛ أمْ أنّ الإبداعَ يصنعُ الجنون ؟! مجنونٌ منْ يظنُ أنّ للإبداعِ علاقةً بالجنونِ، ومجنون أكبر من يعتقد أنّ الجنونَ سببٌ للإبداع!

يُمكنُ تفسير هذا: بأنّ حيويّة الإبداع قَد تجاورُ، أو تصاحبُ أو ربّما تتداخل أحيانًا معَ ما يُسمّى أو يصطلح عليه بالجنونِ، وربّما كانت مقدرة الإنسان على الرّبط بين الأشياء بطريقةٍ غريبة وغير مألوفة (مجنونة) سببًا في هذا الرّبط بين الإبداع والجنون. والفنون جنون أو الجنون فنون!

وَحِيْنَ يَتَسامى الإبداعُ يبرزُ في قصيدة عذبة، مصدره ألم قاهر، ويتجلّى في السّردِ والنّثرِ أملاً وحلمًا، وهو عابرٌ للحدودِ حاضرٌ في كلّ زمان ومكان، خالدٌ بالإنسانِ وكامنٌ لكن .. لكنْ ((لا إبداعَ بلا حُبّ)).

الإنسان والإبداع

يتمظهرُ الإبداعُ في الإنسان متخذا له أشكالا شتى متراوحة بين الأشياء النظرية العقلية المتصلة بالدماغ والذكاء التي لا تحتاج للبدن إنما لا غنى لها عنه … الى الأشياء البدنية كمختلف أنواع الرياضات المهارية التي يساعدها العقل

يمكن تقسيم تاريخ الإبداع والمبدعين حسب الإنجازات الثقافية العلمية – من خلال الملاحظة والدراسات مع وجود استثناءات لمن قد يُشتبه أمرهم بأنهم موهوبون- إلى ثلاثة أصنافٍ:

أولا : منتجو الأفكار

أي المنتجون للأفكار بطريقةٍ إبداعيةٍ ونشير هنا إلى الحكماء والفلاسفة والشعراء البارعين والروائيين وكتاب المقالات والقصص القصيرة؛ وليس من يقرؤون الأدب أو يحبون الفلسفة والتاريخ، إنّما الفلاسفة والمؤرخون، أي الذين ينتجون شيئا لم يسبقهم اليه أحد، وأيضا من ينتجون مختلف الفنون، والألحان الجديدة؛ ويجب التمييز بينهم وبين من يحبون الفن أو يتذوقونه.

هؤلاء هم المبدعون حقا في مجالات العلوم الإنسانية والعلماء النظريين والتجريبيين لا المتحمسين للعلم .

ويمكن إلحاق الإعلاميين المبدعين إليهم، وقادة الرأي العام وليس المهادِنين المنافقين.

ثانيا :منتجو الأشياء المادية بطريقة إبداعية

هم المبدعون المخترعون الذين يتمتعون بخيال كاف في العلم والتكنولوجيا لتطوير منتجات قد تحصل على براءة اختراع مثل: الأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية وتطبيقات الحاسوب والمعدات الطبية وأجهزة الاتصال المعقدة إلى أبسطها مثل ( مصيدة الفئران ) وفي المجال الفني فهناك النحاتون والمهندسون المعماريون ومهندسو التصاميم الذين تركز مواهبهم على تطوير منتجات ذات قيمة عالية في النواحي الجمالية أو الوظيفية .

يمكن إضافة الى هاتين الفئتين

من يقومون بتأدية الأعمال بطريقة إبداعية كالغناء والموسيقى والتمثيل و مختلف أنواع الرياضات الجسدية والعقلية ومن يقدمون الخدمات الإنسانية بطريقة إبداعية مثل المعلمين الموهوبين المجددين والمنوعين ىفي أساليبهم وأنشطتهم

أضف إليهم القادة السياسيين والعاملين الاجتماعيين المبدعين، والنشطاء السياسيين المحنكين

وثمّة عناصر خمسة مركزية حاسمة تسهم في ظهور الموهبة والإبداع هي:

ذكاء عام عال ، استعدادات خاصة مميزة ، سمات غير العقلية مساندة ، وبيئة تتصف بالتحدي والأمان، وأخيرا الحظّ الذي يبتسم في فترات حاسمة من حياة الإنسان.

أشكر كلّ القائمين على هذا المؤتمر؛ فهو يؤسس لنهضة علمية أكاديمية في اليمن، إنما ضمن أولويات في نظرنا تركزُ على الأزمة اليمنية والحرب وتشظي الذات اليمنية، وتعطى فيها مساحة أكبر للعلوم الإنسانية، التي تفسر علميا ما يجري من عبث وانهيار، وتقترح الحلول فالبلاد تعاني من أزمة فكر ونقص حاد في المفكرين الأحرار، وغياب الرؤيا الواضحة.

من :مجيب الرحمن الوصابي


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هل استقال رئيس الوزراء “بن بريك” من منصبه بسبب “الإعاشة”؟ مسؤول حكومي يحسم الجدل!!

المشهد اليمني | 1091 قراءة 

تقلبات جوية حادة.. أمطار متفاوتة الشدة تمتد من صعدة إلى عدن خلال الـ72 ساعة القادمة

حشد نت | 689 قراءة 

وزير كبير في الشرعية يعود إلى عدن

كريتر سكاي | 652 قراءة 

إسرائيل تهدد اليمن بـ"ضربة الإبكار".. فما هي هذه الضربة؟

يني يمن | 637 قراءة 

خاص- مصدر حكومي يكشف عن تغييرات اجراها بن بريك في كشف الاعاشة

نافذة اليمن | 588 قراءة 

أحمد علي عبد الله صالح يتلقى أقوى طعنة غادرة

المشهد اليمني | 562 قراءة 

فلكي يمني يطلق تنبيهًا عاجلًا : أمطار غزيرة وفيضانات تضرب هذه المحافظات خلال الساعات القادمة

صوت العاصمة | 558 قراءة 

حملة حوثية لإزالة الكاميرات تواكبها موجة تهجير للسكان جنوبي الحديدة

حشد نت | 492 قراءة 

السعودية ترفض مقترح الاحزاب اليمنية بشأن هيكلة مجلس القيادة (تفاصيل)

المجهر | 487 قراءة 

هل أطاحت أزمة الإعاشة برئيس الوزراء بن بريك من منصبه ؟.. مسؤول حكومي يكشف الحقيقة

يني يمن | 482 قراءة