المُؤتَمرُ العِلمِيُّ الأوّلُ فِي اليمنِ بين فَلَسفةُ الإبداعِ والتفكيرِ

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 70 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المُؤتَمرُ العِلمِيُّ الأوّلُ فِي اليمنِ بين فَلَسفةُ الإبداعِ والتفكيرِ

جَاءَ في كُتبِ فلاسِفةِ العَربِ أنّ “إبْداعَ” اللهِ تجلّى في إيجادِهِ الأشياءِ مِنَ العدمِ على غيرِ مِثالٍ سابِقٍ؛ وأعظمُ إبداعٍ لله هُو خَلْقهُ الإنسانِ وهندستُه في “أحسنِ تقويم”…، ثمَّ أنَّ نِعْمةَ اللهِ لا تُعدُّ ولا تُحْصى، مِنْها هذا “العقلُ” وَهو قبسٌ مِنْ نُورِ اللهِ وفيهِ تكْمنُ الطاقةُ الخلّاقةُ الإبداعيّةُ، أضفْ إليهِ جسدَ الإنسانِ وأعضاءَه وَقدْ أبْدعَ الخالقُ في التصميم لهُ ليسودَ الإنسانُ العالمَ، لاسِيّما يداهُ اللتانِ تَصْلُحانِ للخلقِ والإبداعِ والابتكارِ.

عليْهِ يُمْكنُ القوْلُ: أنّ المُبدعَ الأوّلَ (الله) قَدْ جعلَ في كلّ إنسانٍ قدرتَهُ عَلى الإبداعِ وخلقهَا، فكلُّ إنسانٍ حيّ يَخْلقُ إبداعَهُ بصورٍ شَتّى متفاوتةٍ، والحياةُ في هذه الدنيا إجمالاً هي إبْداعٌ في إبْداعٍ؛ إنّما أكثرُ الناسِ واقعًا لا يُعاملونَ أنفسَهُم ولا الآخرينَ بوصفهم مُبدعينَ! … لأنَّهُم ظَنوا أنّ الإبداعَ في التعقيدِ والتقعيدِ، وحقيقةُ الأمرِ غيرُ ذلك فسِرُّ الإبداعِ يكْمنُ في البَساطةِ. ” فكُنْ بسيطًا صادقًا مع نفْسِكَ، وتعاملك معَ الله والآخرين تَكنُ مُبدعًا”.

مِنَ المُتَصالحِ عليهِ بينَ الناسِ جعلُ البسيطِ مُعقّدًا، وهذا الأمرُ يُتقنهُ كلُّ الناسِ متفنّنين بِه؛ لكنّ جعلَ المُعقّد سهلًا بسيطًا فذا هو الإبداع بعينِهِ، إبداعُ المعلِّمِ في شرحِ الدّرسِ وإبداعُ الزُّعماءِ والسّاسة في خلقِ الحلولِ لمشاكلِ شعوبهم ولمعوّقات ازدهارهم، وإبداعُ الآباءِ في تربيةِ الأبناء، والمديرون مع مرؤوسيهم؛ فكلّكمُ راعٍ مبدعٌ ومسئولٌ عن رعيته، وأغلبُ الدّراساتِ تؤكّدُ أنّ المبدعينَ يتميّزونَ بحبّهم المتبادل لغيرهم والمثمر، متّصفينَ بالسّكينةِ والقناعةِ والرّضا وهمُ أكثرُ استقرارًا في صحّتهم النّفسيّة.

كُلُّ إنسانِ في هذهِ الدّنيا عِندهُ من مكامنِ الإبداعِ وأسبابه ما يؤهّله ليركبَ صهوةَ المعالي وقممَ النُّبوغِ، والإبداع والتميّز؛ إنّما لمَنْ يملك الشّجاعةَ والإقدامَ و” يفوزُ بالقممِ الجسورُ”؛ ولا يُخطئ من عدّ الإبداعَ تصميمًا على النّهوضِ والخروجِ من الفشل الذي يغرقُ فيهِ الإنسانُ في كثيرٍ مِن الأحيان.

الطرِيفُ أنّ بعضَ المفكّرين يربطون بين الإبداعِ والجنون! … هَل حقًّا أنّ الجنونَ يصْنعُ الإبداعَ؛ أمْ أنّ الإبداعَ يصنعُ الجنون ؟! مجنونٌ منْ يظنُ أنّ للإبداعِ علاقةً بالجنونِ، ومجنون أكبر من يعتقد أنّ الجنونَ سببٌ للإبداع!

يُمكنُ تفسير هذا: بأنّ حيويّة الإبداع قَد تجاورُ، أو تصاحبُ أو ربّما تتداخل أحيانًا معَ ما يُسمّى أو يصطلح عليه بالجنونِ، وربّما كانت مقدرة الإنسان على الرّبط بين الأشياء بطريقةٍ غريبة وغير مألوفة (مجنونة) سببًا في هذا الرّبط بين الإبداع والجنون. والفنون جنون أو الجنون فنون!

وَحِيْنَ يَتَسامى الإبداعُ يبرزُ في قصيدة عذبة، مصدره ألم قاهر، ويتجلّى في السّردِ والنّثرِ أملاً وحلمًا، وهو عابرٌ للحدودِ حاضرٌ في كلّ زمان ومكان، خالدٌ بالإنسانِ وكامنٌ لكن .. لكنْ ((لا إبداعَ بلا حُبّ)).

الإنسان والإبداع

يتمظهرُ الإبداعُ في الإنسان متخذا له أشكالا شتى متراوحة بين الأشياء النظرية العقلية المتصلة بالدماغ والذكاء التي لا تحتاج للبدن إنما لا غنى لها عنه … الى الأشياء البدنية كمختلف أنواع الرياضات المهارية التي يساعدها العقل

يمكن تقسيم تاريخ الإبداع والمبدعين حسب الإنجازات الثقافية العلمية – من خلال الملاحظة والدراسات مع وجود استثناءات لمن قد يُشتبه أمرهم بأنهم موهوبون- إلى ثلاثة أصنافٍ:

أولا : منتجو الأفكار

أي المنتجون للأفكار بطريقةٍ إبداعيةٍ ونشير هنا إلى الحكماء والفلاسفة والشعراء البارعين والروائيين وكتاب المقالات والقصص القصيرة؛ وليس من يقرؤون الأدب أو يحبون الفلسفة والتاريخ، إنّما الفلاسفة والمؤرخون، أي الذين ينتجون شيئا لم يسبقهم اليه أحد، وأيضا من ينتجون مختلف الفنون، والألحان الجديدة؛ ويجب التمييز بينهم وبين من يحبون الفن أو يتذوقونه.

هؤلاء هم المبدعون حقا في مجالات العلوم الإنسانية والعلماء النظريين والتجريبيين لا المتحمسين للعلم .

ويمكن إلحاق الإعلاميين المبدعين إليهم، وقادة الرأي العام وليس المهادِنين المنافقين.

ثانيا :منتجو الأشياء المادية بطريقة إبداعية

هم المبدعون المخترعون الذين يتمتعون بخيال كاف في العلم والتكنولوجيا لتطوير منتجات قد تحصل على براءة اختراع مثل: الأجهزة الكهربائية والمعدات الميكانيكية وتطبيقات الحاسوب والمعدات الطبية وأجهزة الاتصال المعقدة إلى أبسطها مثل ( مصيدة الفئران ) وفي المجال الفني فهناك النحاتون والمهندسون المعماريون ومهندسو التصاميم الذين تركز مواهبهم على تطوير منتجات ذات قيمة عالية في النواحي الجمالية أو الوظيفية .

يمكن إضافة الى هاتين الفئتين

من يقومون بتأدية الأعمال بطريقة إبداعية كالغناء والموسيقى والتمثيل و مختلف أنواع الرياضات الجسدية والعقلية ومن يقدمون الخدمات الإنسانية بطريقة إبداعية مثل المعلمين الموهوبين المجددين والمنوعين ىفي أساليبهم وأنشطتهم

أضف إليهم القادة السياسيين والعاملين الاجتماعيين المبدعين، والنشطاء السياسيين المحنكين

وثمّة عناصر خمسة مركزية حاسمة تسهم في ظهور الموهبة والإبداع هي:

ذكاء عام عال ، استعدادات خاصة مميزة ، سمات غير العقلية مساندة ، وبيئة تتصف بالتحدي والأمان، وأخيرا الحظّ الذي يبتسم في فترات حاسمة من حياة الإنسان.

أشكر كلّ القائمين على هذا المؤتمر؛ فهو يؤسس لنهضة علمية أكاديمية في اليمن، إنما ضمن أولويات في نظرنا تركزُ على الأزمة اليمنية والحرب وتشظي الذات اليمنية، وتعطى فيها مساحة أكبر للعلوم الإنسانية، التي تفسر علميا ما يجري من عبث وانهيار، وتقترح الحلول فالبلاد تعاني من أزمة فكر ونقص حاد في المفكرين الأحرار، وغياب الرؤيا الواضحة.

من :مجيب الرحمن الوصابي


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

هبوط غير متوقّع للريال اليمني.. تغيّرات حادة بأسعار العملات صباح اليوم"

نيوز لاين | 950 قراءة 

سعر الريال السعودي في عدن وحضرموت اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025

المشهد العربي | 700 قراءة 

الريال يحافظ على قيمته في عدن لليوم الثالث ويسجل سعر مفاجئا.. السعر الآن

مساحة نت | 581 قراءة 

يتحدى قرارات حكومة بن بريك .. دعوات لإقالة بن وهيط لرفضه تخفيض أسعار الغاز المنزلي

المنتصف نت | 553 قراءة 

صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي في صنعاء وعدن لليوم الثلاثاء

اليوم برس | 538 قراءة 

اختفاء نجل نائب رئيس مجلس النواب السابق في صنعاء وسط اتهامات للحوثيين بالاختطاف

يني يمن | 521 قراءة 

تحديث أسعار صرف الريال اليمني مقابل الدولار والريال السعودي اليوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025

عدن نيوز | 419 قراءة 

توتر في ميناء عدن بسبب شحنة المسيرات وصحفي يكشف التفاصيل

نافذة اليمن | 394 قراءة 

نشرة أسعار صرف العملات الأجنبية صباح اليوم 5 أغسطس 2025

عدن تايم | 346 قراءة 

تفاصيل الشحنة العسكرية المضبوطة في ميناء عدن

كريتر سكاي | 333 قراءة