بسبب تأثيرات الرسوم الجمركية.. الدولار الأمريكي يواصل تعثره أمام العملات المنافس

يمن إيكو|تقرير:

يواصل الدولار الأمريكي تعثره تحت ضغط تأثيرات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، فيما تتقدم العملات المنافسة، يتصدرها الروبل الروسي، الذي تفوق على الذهب وهزم الدولار، وفقاً لما نشرته منصات المواقع الاقتصادية العالمية ورصده موقع “يمن إيكو”..

وظل الدولار الأمريكي اليوم الثلاثاء بالقرب من أدنى مستوياته في ثلاث سنوات مقابل اليورو، وفي ستة أشهر مقابل الين مع بقاء المستثمرين حذرين إزاء الأصول الأمريكية ويحاولون تقييم التغييرات المستمرة في الرسوم الجمركية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. حسب منصة “مباشر الاقتصادية”.

ولم يتعافَ الدولار الأمريكي بالقدر الكافي أمام اليورو الذي يعد واحداً من أكبر المستفيدين من هبوط الأصول الأمريكية هذا الشهر، رغم أن اليورو تراجع قليلاً اليوم إلى 1.1336 دولار، وهو أقل بقليل من أعلى مستوى في ثلاث سنوات الذي سجله الأسبوع الماضي عند 1.1474 دولار.

وارتفع الروبل الروسي ليصبح العملة الأقوى أداءً على مستوى العالم هذا العام، متفوقاً حتى على الذهب الذي يُعد ملاذاً تقليدياً آمناً، بحسب بيانات جمعتها بلومبرغ، مؤكدة أن الروبل حقق مكاسب بنسبة 38% مقابل الدولار في سوق التداول خارج البورصة منذ بداية العام.

ووفقاً للمحللين فإن صعود الروبل جاء مدفوعاً بعدة عوامل داخلية، أبرزها أسعار الفائدة المحلية المرتفعة بشكل قياسي، بينما يواجه الدولار الأمريكي ضغوطاً متزايدة بسبب تصاعد الحروب التجارية التي يقودها الرئيس دونالد ترمب، كما جاء صعوده رغم استمرار العقوبات الغربية على روسيا منذ غزو أوكرانيا في فبراير 2022.

وأمام العملة اليابانية، هبط الدولار قليلاً إلى 142.99 ين، ليظل قريباً من أدنى مستوى في ستة أشهر عند 142.05 ين الذي لامسه يوم الجمعة، وتعافى الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% أمام الفرنك السويسري بعد الانخفاض إلى أدنى مستوى في 10 سنوات مقابل الفرنك الأسبوع الماضي، كما لا يزال منخفضاً 8% تقريباً مقابل الفرنك السويسري هذا الشهر، مما يجعله معرضاً لتسجيل أكبر انخفاض شهري أمامه منذ ديسمبر 2008.

وأبدت العملات الأكثر ارتباطاً بالمخاطر بعض التماسك، فارتفع الجنيه الإسترليني 0.1% إلى 1.347 دولار، بينما زاد الدولار الأسترالي 0.7% إلى 0.6371 دولار وصعد الدولار النيوزيلندي 0.71% ليصل إلى 0.592 دولار ويبقى بالقرب من أعلى مستوى له في أربعة أشهر ونصف شهر.

وتأرجح الدولار الأمريكي في تعاملات اليوم الثلاثاء بالقرب من أدنى مستوياته منذ أكتوبر، بينما يستعد كل من الدولار الأسترالي والنيوزيلندي لتسجيل مكاسب لليوم الخامس على التوالي، وهي أطول سلسلة ارتفاع منذ نحو عام. حسب مؤشر “بلومبرغ للدولار الفوري”.

وخلال الجلسات الخمس الماضية ارتفع الدولار الأسترالي والنيوزيلندي بنحو 7% أمام الدولار الأمريكي، متفوقين بذلك على جميع نظرائهما من عملات مجموعة العشرة خلال نفس الفترة، حيث تلقت العملة الأسترالية دعماً إضافياً من موقف بنك الاحتياطي الأسترالي المتحفظ تجاه خفض أسعار الفائدة في المستقبل.

كما سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات أخرى اليوم الثلاثاء، 99.641 ليظل بالقرب من أدنى مستوى في ثلاث سنوات الذي سجله الأسبوع الماضي، كما هبط المؤشر بأكثر من 4% هذا الشهر مقترباً من تسجيل أكبر انخفاض شهري له منذ نوفمبر 2022.

وحسب بلومبرغ، فقد تمكنت جميع عملات مجموعة العشرة، باستثناء الكرونة النرويجية، من محو خسائرها التي تكبدتها نتيجة الرسوم الجمركية المتبادلة التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في الثاني من أبريل الجاري، وهو اليوم الذي أطلق عليه اسم “يوم التحرير”.

وتسارعت وتيرة تعافي العملات المرتبطة بالمخاطر عقب قرار تأجيل فرض الرسوم الجمركية على الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية الشهيرة، وذلك عقب تعليق مؤقت للرسوم المتبادلة خلال الأسبوع الماضي، لتعكس رهانات المستثمرين على هبوط الدولار قلقاً من أن السياسات الجمركية الفوضوية لترمب قد قوضت مكانة الدولار كملاذ آمن، في وقت ترتفع فيه احتمالات دخول الاقتصاد الأمريكي في حالة ركود. حسب المحللين.

وقال ريتشارد فرانولوفيتش، رئيس استراتيجية العملات في بنك “ويستباك بانكينغ” في سيدني، إن “مصداقية السياسة الأمريكية تضررت”، مرجحاً أن تظل علاوة المخاطر الناتجة عن عدم اليقين السياسي قائمة لبعض الوقت”. وأضاف: “نرصد ضعفاً مستمراً في أداء الدولار الأمريكي، ويتوقع أن يتوزع هذا الضعف بشكل أكثر اتساقاً بين العملات الأخرى”.