كشفت الدكتور عبدالجليل شايف، الرئيس السابق للمنطقة الحرة عدن، في احدى مذكراته عن مواجهة حادة دارت في أحد اجتماعات مجلس الوزراء بصنعاء، بحضور رئيس الوزراء آنذاك الأستاذ محمد سالم باسندوة وعدد من الوزراء، حول قضية تبعية ميناء المنطقة الحرة.
وذكر الدكتور شايف في مذكراته أنه طرح بوضوح خلال الاجتماع ضرورة تبعية ميناء المنطقة الحرة إداريًا وماليًا للمنطقة الحرة نفسها، استنادًا إلى قانون تأسيسها، مؤكدًا على ضرورة فصله عن وزارة النقل مركزياً في صنعاء.
إلا أن الاجتماع شهد تحولًا إلى نقاش محتدم، حيث بدا واضحًا، بحسب المذكرات، أن بعض الأطراف الحكومية لم تكن تسعى لحل بقدر ما كانت تهدف إلى الإبقاء على الوضع الراهن، وهو ما وصفه الدكتور شايف بـ "منطقة حرة بدون سلطة على مينائها، أي كيان بلا قلب".
واستمر النقاش لساعات طويلة حتى الصباح الباكر، ووصفه الدكتور شايف بأنه كان "مستفيضًا، صريحًا، وأحيانًا حادًا"، إلا أنه انتهى دون التوصل إلى أي نتيجة. وخلص الدكتور شايف إلى أن "النية المبيتة" كانت تهدف إلى عدم منح عدن "أي قدرة حقيقية على النهوض".
وعقب الاجتماع، توصل الدكتور شايف إلى قناعة بأن "المعركة في جوهرها ليست اقتصادية، بل سياسية"، مؤكدًا أن هذا "الفشل" لم يكن نهاية المطاف، بل كان بمثابة تأكيد له على أن "التغيير لا يأتي من العواصم المركزية، بل يُبنى على الأرض".
وتُلقي هذه المذكرات الضوء على التحديات التي واجهت إدارة المنطقة الحرة عدن في سعيها لترسيخ استقلاليتها الإدارية والمالية، وتكشف عن وجود خلافات عميقة حول إدارة مواردها الحيوية.
واختتمت الشعيبي مذكرته بالقول:"خرجت من الاجتماع وأنا أكثر قناعة أن المعركة في جوهرها ليست اقتصادية، بل سياسية. ومع ذلك، لم يكن هذا الفشل نهاية الطريق، بل تأكيدًا لي أن التغيير لا يأتي من العواصم المركزية، بل يُبنى على الأرض.وتستمر الحكايه هكذا!"
وتختتم المذكرة بالإشارة إلى استمرار "الحكاية"، مما يوحي باستمرار الجهود المبذولة لتحقيق أهداف المنطقة الحرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news