عرض صومالي للولايات المتحدة.. هل يقضي على حلم تمدد ذراع إيران الحوثية في أفريقيا؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 40 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 عرض صومالي للولايات المتحدة.. هل يقضي على حلم تمدد ذراع إيران الحوثية في أفريقيا؟

عرض صومالي للولايات المتحدة.. هل يقضي على حلم تمدد ذراع إيران الحوثية في أفريقيا؟

كشفت وسائل إعلام دولية عن مساعي صومالية لدى الادارة الامريكية الجديدة، للحصول على دعم ومساندة للخلاص من التواجد الايراني في الصومال، في ظل التعاون القائم بين عصابة الحوثي "وكلاء ايران في اليمن"، وجماعة الشباب المؤمن التابعة لتنظيم القاعدة المتواجدة في الصومال

.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة "رويترز" فقد سعى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، لدى الادارة الامريكية برئاسة دونالد ترامب، من اجل التعاون للقضاء على المد الايراني في الصومال، على خلفية الضربات التي توجهها القوات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن المجاور، والنشاط المتزايد للجماعات الارهابية والمتمردة في الصومال.

وحسب التقرير، فإن الرئيس الصومالي عرض على الادارة الامريكية الجديدة، امكانية توفير الصومال لقواعد تشغيلية حصرية للقوات الامريكية، في حربها ضد المد الايراني في المنطقة، بما فيها الموانئ الصومالية المطلة على البحر الأحمر.

وحسب الوكالة، فإن العرض الصومالي جاء ضمن رسالة بتاريخ 16 مارس اطلعت عليها ونشرت تفاصيلها وكالة "رويترز" وموقع "سيمافور" الإخباري الأمريكي، حيث أكدا أن المقترح الصومالي يتضمن ميناء قاعدة بربرة الجوية في إقليم أرض الصومال الانفصالي، وميناء وقاعدة بوصاصو الجوية في إقليم بونت لاند في الشمال الشرقي للبلاد، بجانب قاعدة بيلي دوغلي الجوية، الواقعة في منطقة شبيلي السفلى على بعد 90 كيلومترا غرب مقديشو.

وأضافت الرسالة التي لم يتم نفيها من قبل المسؤولين في البلدين، أن سيطرة واشنطن على هذه الأصول الإستراتيجية "ستعزز المشاركة الأمريكية في المنطقة، وتضمن وصولا عسكريا ولوجستيا متواصلا، وتمنع المنافسين الخارجيين من ترسيخ وجودهم في هذا الممر الحيوي".

تعاون ذراع ايران الحوثية مع القاعدة

وتعاني الصومال من المد الايراني المتمثل بالتعاون الذي كشفته تقارير استخباراتية امريكية ودولية، وتقرير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الامن الدولي المعنية باليمن، حول وجود تعاون مشترك بين الحوثيين المدعومين من ايران في اليمن، وجماعة الشباب المؤمن ذراع تنظيم القاعدة في الصومال فيما يتعلق بتهريب الاسلحة والمخدرات والبشر، وتهديد الملاحة في المنطقة.

يمثل هذا العرض محاولة من الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، لإعادة تموضع مقديشو كلاعب مؤثر في مشهد الصراعات الداخلية، والاستفادة من عمليات قطع اذرع ايران في المنطقة كما حدث في لبنان وسورية وحاليا في اليمن، للخلاص من تبعات التعاون الايراني مع تنظيم القاعدة في بلاده، وضمان الحصول على دعم يمكنه من ترسيخ الدولة الصومالية من خلال استعادة الاقاليم المنفصلة عن كيان الصومال.

ويلاحظ أن الرسالة جاءت في اليوم التالي لأعنف هجمات نفذتها القوات الأمريكية على الحوثيين في 15 مارس ، والتي تضمنت 40 غارة خلفت عشرات القتلى، تنفيذا لأوامر الرئيس الأمريكي بشن "عمل عسكري حاسم وقوي" ضد الحوثيين الذين هددهم في منشور على منصة إكس بأن "وقتهم قد انتهى.. وأن نيران جهنم" ستتنزل عليهم إن لم يوقفوا عملياتهم.

البحث عن دور فاعل في المنطقة

وحسب ما نشر حول الرسالة الصومالية، فإن محللين يرون ان العرض الصومالي يمثل محاولة لإدخال مقديشو كشريك ضمن ترتيبات واشنطن الأمنية في المنطقة، من خلال سيطرة الأخيرة على مرافق حيوية للخدمات اللوجستية والعمليات العسكرية في كل من إقليمي بونت لاند وأرض الصومال المواجهتين لليمن عبر خليج عدن.

واشاروا الى ان هذا العرض الصومالي يعد بديلا أكثر فاعلية لواشنطن عن قاعدة لومونييه الأمريكية في جيبوتي المجاورة، بعد تصريح الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيله في فبراير 2024 برفض بلاده أن تكون منطلقا لاستهداف أي طرف في أزمة البحر الأحمر.

أهداف أخرى 

من جهة أخرى، يهدف الرئيس الصومالي من خلال هذه الرسالة إلى التعاطي مع تحديات داخلية تواجهها مقديشو تمتد في قوس من الأزمات يبدأ بالحفاظ على تماسك ووحدة البلاد، وينتهي بتزايد ملحوظ للجماعات الإرهابية في البلاد ونشاطها وعلى رأسها حركة الشباب.

ويرى المحللون ان العرض الصومالي يعد محاولة استباقية من القيادة الصومالية للحيلولة دون إقدام ترامب على الاعتراف باستقلال إقليم أرض الصومال، مع تزايد زخم الدعوات من مقربين من الإدارة الأمريكية إلى اتخاذ هذه الخطوة لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد في القرن الأفريقي، والاستعاضة بأرض الصومال عن جيبوتي التي تحتضن قاعدة بكين العسكرية الوحيدة خارج الصين.

هذه المحاولة الصومالية تشكل جهدا استباقيا يستهدف استمالة واشنطن التي صرح أحد مسؤوليها للفايننشال تايمز بأن بلاده تقوم "بمراجعة شاملة" لسياستها في الصومال، مما قد يحمل في طياته قطيعة مع سياسة "الصومال الواحد" التي دأبت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على دعمها.

أخيرًا.. يجب الإشارة الى ان حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة، عملت خلال السنوات الأخيرة على تحسين علاقتها مع ايران عبر ذراعها في اليمن الحوثيين، من اجل الحصول على اسلحة وتدريبات عسكرية خاصة فيما يتعلق باستخدام المسيَّرات.

وعلى ضوء التقارير في هذا المجال، فإن الحركة والحوثيين شاركوا في تنفيذ العديد من عمليات تهريب الأسلحة الايرانية من والى اليمن والقرن الافريقي، فضلًا عن تهريب شحنات نفط ايراني، ومخدرات وممنوعات وحتى عمليات متاجرة بالبشر من اجل الحصول على تمويلات لازمة لنشاط الجماعتين تحت إشراف عناصر من الحرس الثوري الايراني.

ذلك التعاون، منح حركة الشباب الصومالية القوة في تصعيد عملياتها الارهابية وهجماتها الشهرية في الصومال بنحو 50% في عام 2025 مقارنةً بمتوسطها في عام 2024 في منطقتي هيران وشبيلي الوسطى، وفقًا لبيانات "مشروع بيانات أحدث الصراعات المسلحة" و"معهد دراسة الحرب".

وأوضح ملخص نشره "مركز صوفان" أن هجمات "الشباب" الأخيرة أدت إلى استيلائها على بلدات إستراتيجية رئيسية، بل وحتى إلى الاستيلاء مؤقتا على قاعدة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الصومالية، كذلك شملت هذه الزيادة محاولة اغتيال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود في 18 مارس ، واستعادة السيطرة على عدة بلدات فُقدت خلال هجوم الحكومة الصومالية عام 2022 على المسلحين.

ويتوقع مراقبون قبول واشنطن بالعرض الصومالي، الأمر الذي سيعزز من انهاء التواجد الايراني في القرن الافريقي وافشال مخططها التوسعي عبر وكلائها في اليمن الحوثيين، فضلًا عن تعزيز الوجود الامريكي في المنطقة، وتحويل الصومال إلى قاعدة إقليمية لاستهداف خصومها سواء على المستوى الإقليمي كالحوثيين في اليمن، أو المجموعات الإرهابية داخل الصومال، او التمدد الصيني والروسي في افريقيا.

وحسب المراقبين، فإن عرض الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود يأتي ضمن إطار إستراتيجي يهدف إلى تعزيز سلطة الحكومة الفدرالية من خلال الاستعانة بواشنطن في مواجهة خصومه الداخليين من جهة وفي مكافحة الإرهاب والتحديات الأمنية من جهة أخرى، وفي حين تستطيع الولايات المتحدة الاستفادة من هذا التعاون لتعزيز نفوذها في منطقة جيوسياسية بالغة الحساسية، فإن الانتشار العسكري الأمريكي في الصومال ليس خاليا من التحديات، بما في ذلك تمزق البلاد والتهديدات الأمنية والحساسية الشعبية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أول رد حوثي على العملية العسكرية البرية المرتقبة ضدها

وطن نيوز | 640 قراءة 

تعرف على رفيق الرئيس السوري احمد الشرع والذي تم تعيينه رئيس لكيان التغيير والتحرير بحضرموت

جهينة يمن | 512 قراءة 

بالصور و الأسماء .. أول تقرير عسكري أمريكي يكشف عن هوية قيادات حوثية قتلت في الغارات الجوية

المشهد اليمني | 488 قراءة 

شاهد جديدة وصادمة لمنزل القيادي الحوثي "الشريف" قبل وبعد الغارات الأمريكية

وطن نيوز | 414 قراءة 

جمهورية الصين الشعبية تصدر قرار يسعد كل اليمنيين

اليمن السعيد | 371 قراءة 

تساؤل سعودي عن سبب اهتمام ترامب بهذا الأمر في اليمن

جهينة يمن | 366 قراءة 

معلومة سوف تصدمك ... ما السر فى ارتداء الساعة فى اليد اليسرى؟

صوت العاصمة | 348 قراءة 

”لبيك يا طارق” تُدخل شباب صنعاء معتقلات الحوثي .. قمع بسبب منشورات واتساب!

المشهد اليمني | 338 قراءة 

بطريقة غير مسبوقة .. جماعة الحـ.وثي تنقل الصواريخ البالستية وعتاد عسكري الى هذه الأماكن

جهينة يمن | 311 قراءة 

دعوة جنوبية لتدخل عسكري عاجل في وادي حضرموت

عدن تايم | 291 قراءة