كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء عن تصاعد حدة التوتر داخل صفوف ميليشيا الحوثي، بعد توجيه اتهامات مباشرة لما يُعرف بـ"كتائب العائدين" من جبهات القتال بالعمالة والتجسس لصالح "حراس الجمهورية" بقيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبد الله صالح. وتأتي هذه التطورات وسط مخاوف متزايدة داخل الجماعة من اختراق أمني محتمل يقوّض بنيتها الاستخباراتية والعسكرية.
ووفقًا للمصادر، فقد حذّر جهاز الأمن والمخابرات التابع للجماعة، والمُشكّل من دمج ثلاثة أجهزة استخباراتية (الأمن السياسي، الأمن الوقائي، والأمن القومي)، من الثقة بالعائدين من جبهات الساحل الغربي، رغم إعلانهم الانفصال عن "حراس الجمهورية" والانضمام للحوثيين.
وأشارت المصادر إلى أن القيادات الحوثية تلقت توجيهات صارمة بالاكتفاء بوجود العائدين في الأماكن العامة، ومنعهم من الاطلاع على أي تحركات تخص القيادات العليا، في ظل تنامي الشكوك حول دورهم في استهداف مواقع عسكرية ومقرات سرية تابعة للجماعة، خاصة بعد ضربات جوية دقيقة نفذها الطيران الأمريكي.
كما قامت الجماعة برفع أرقام هواتف القيادات العائدة ومتابعة اتصالاتهم وتحركاتهم، وسط اتهامات مباشرة لهم بالتنسيق مع العميد طارق صالح، ما أدى إلى توقيف عدد من القيادات الحوثية الميدانية الذين تربطهم علاقات بالعائدين، وكانوا على علم بمواقع استُهدفت مؤخرًا، منها منازل بارزة مثل منزل السهيلي، الجنيد، وشرف الدين.
وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد الخلافات والصراعات الداخلية بين أجنحة ميليشيا الحوثي، والتي تنذر بتفجر مزيد من التوترات في الفترة المقبلة، مع سعي كل طرف لتصفية حساباته داخل الجماعة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news