يمن ديلي نيوز: أرجع السياسي الإيراني “مهدي عقبائي” تناقضات النظام الإيراني بين نفي دعمه لجماعة الحوثي
المصنفة إرهابية والإقرار بالدعم إلى سياسة إعلامية قال إن النظام الإيراني ينتهجها بهدف الهروب من تبعات الاعتراف وحصرها في طرف الحوثيين.
وأضاف “عقبائي”، وهو عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في تصريح خاص لـ”يمن ديلي نيوز”: “النظام الإيراني يتعامل في ملف الحوثيين بسياسيتين إعلاميتين؛ الأولى منكرة ويستخدمها أمام المجتمع الدولي، وسياسة ثانية داخلية هدفها مخاطبة أنصاره سواء في إيران أو اليمن”.
ومطلع هذا الأسبوع، 5 إبريل/نيسان، أقر القائد العام للحرس الثوري “حسين سلامي” بإشراف “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري على العمليات العسكرية للحوثيين في البحر الأحمر، بعد أيام من نفيها دعم جماعة الحوثي أمام مجلس الأمن الدولي.
قال “عقبائي” إن نفي النظام الإيراني دعمه للحوثيين أمام مجلس الأمن الدولي وإخلاء مسؤوليته عن أفعالهم يأتي في سياق الخوف من مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، مما قد يتسبب في أضرار مباشرة، وإبقاء الضرر محصورًا على اليمن وحليفها الحوثيون.
وأشار إلى أن بيان بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في مارس/آذار الماضي، الذي نفت فيه أن طهران لا تلعب أي دور في عمليات الحوثيين، يتناقض مع عقود من الدعم الموثق، ويعتبر محاولة للهروب من المسؤولية، لترك الحوثيين لمواجهة مصيرهم وحدهم.
وتابع: “تعامل إيران الإعلامي مع الحوثيين يمكن وصفه بالنفاق، وهذا التعامل يكشف حقيقة أن النظام الإيراني داعم للإرهاب عندما يخدم مصالحه، ومنكر لمسؤولياته عندما تشتد الأزمات”.
وقال: “النظام الإيراني، منذ تسعينيات القرن الماضي، استغل الظروف الاجتماعية والسياسية في اليمن لدعم الحركة الحوثية، التي رأى فيها أرضًا خصبة لنشر نفوذه، ودعمت في العام 2004 فكريًا وسياسيًا مؤسس الجماعة ‘حسين الحوثي’ الذي استلهم شعاراته من خطابات آية الله الخميني، مثل ‘الموت لأمريكا'”.
وأضاف: “بحلول عام 2014، مع سيطرة الحوثيين على صنعاء، كان الدعم الإيراني قد تطور إلى مساعدات عسكرية مباشرة، بما في ذلك تدريب المقاتلين وتزويدهم بالأسلحة”، مشيرًا إلى أن إيران حينها أعلنت بصراحة أنها سيطرت على العاصمة العربية الرابعة.
وتحدث “عقبائي” عن تقارير موثوقة، مثل تلك الصادرة عن معهد أبحاث التسلح في فبراير 2016، كشفت عن قنوات تهريب أسلحة من إيران إلى الحوثيين عبر الصومال، تشمل صواريخ وطائرات مسيرة.
وتابع: “في مايو 2021، أكدت البحرية الأمريكية اعتراض شحنة أسلحة إيرانية في بحر العرب متجهة إلى اليمن، كما أشارت تقارير دولية إلى وجود مستشارين عسكريين من الحرس الثوري في اليمن لتدريب الحوثيين على استخدام الصواريخ، التي استهدفت لاحقًا السعودية وإسرائيل”.
ولفت إلى أن إيران استخدمت الحوثيين كأداة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، مثل تعطيل الملاحة في البحر الأحمر ومواجهة السعودية والغرب.
وقال: “جماعة الحوثي دفعت ثمن هذا الدعم بتدمير بلادهم، لأنهم لم يكونوا سوى أداة في يد طهران، والشعب اليمني هو الضحية الحقيقية لهذه السياسات التدميرية”.
وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني “حسين سلامي” تحدث خلال اجتماع لقادة ومديري القيادة العامة للحرس الثوري في طهران في 5 إبريل الجاري عن تحديات وضربات تعرض لها ما يُعرف بـ”محور المقاومة”، بدءًا من اغتيال إسماعيل هنية، وفق تعبيره، وصولاً إلى حسن نصر الله.
وفي إقرار صريح بوقوف الحرس الثوري وراء عمليات الحوثيين، قال “سلامي”: “إن تلك التحديات جاءت في وقت كانت فيه قوة القدس التابعة لنا تدير جبهات اليمن والعراق ولبنان وفلسطين في آنٍ واحد، وهو ما دفعنا إلى العزم مجددًا على الانتقام الكبير”.
وتابع في كلمته: “استمرت هذه الوقائع حتى وقعت الأحداث المؤلمة المرتبطة بانفجار أجهزة البيجر، والتي أودت بحياة قادة حزب الله، ومن ثم استشهاد الزعيم الروحي والقائد الأسطوري في تاريخ الإسلام، السيد حسن نصر الله، مع العميد عباس نيلفروشان”.
وقال: “اليمنيون، وحزب الله في لبنان، والمقاومة العراقية، يقاتلون بنفس الكفاءة… العدو يشن حربًا مستمرة ليلًا ونهارًا على كل هذه الجبهات، ومن الطبيعي أن تُسجل خسائر، لكن هذه المعركة ليست بلا مقابل”.
واعتبر “سلامي” أن ما وصفه بـ”صمود الجبهات” هو انتصار لإرادة النظام الإيراني، وقال: “إذا كنا ضعفاء، فلماذا توقف العدو في لبنان؟ لماذا قَبِل بوقف إطلاق النار في غزة؟ لماذا لا يزال حزب الله صامدًا، وفلسطين تقاتل، واليمن يواصل المعركة رغم القصف؟ حتى الأمريكيون أقروا بأن الضربات لم تحقق أهدافها. هذا طريق مسدود أمام العدو”.
مرتبط
الوسوم
مهدي عقبائي
المقاومة المقاومة الإيرانية
دعم إيران للحوثيين
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news