يعبّر قادة عسكريون أميركيون يخططون لاحتمال نشوب صراع مع الصين عن قلق متزايد من أن وزارة الدفاع (البنتاغون) ستضطر قريباً إلى نقل أسلحة دقيقة بعيدة المدى من مخزوناتها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى الشرق الأوسط، بحسب ما أفاد به مسؤولون في الكونغرس.
السبب في ذلك هو الكميات الكبيرة من الذخائر التي تستخدمها الولايات المتحدة في حملة القصف في اليمن، والتي أمر بها الرئيس دونالد ترامب.
وتتأثر جاهزية القوات الأميركية في منطقة المحيط الهادئ أيضاً نتيجة نشر البنتاغون سفناً حربية وطائرات إلى الشرق الأوسط عقب اندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة في أكتوبر 2023، وبدء ميليشيات الحوثي في اليمن بمهاجمة السفن في البحر الأحمر دعماً للفلسطينيين.
تعمل السفن والطائرات الأميركية، ومعها الجنود، بوتيرة تشغيلية عالية جداً، حتى أن صيانة المعدات الأساسية أصبحت تمثل تحدياً في ظل هذه الظروف.
قال مسؤولون في الكونغرس تحدثوا بشرط عدم كشف هويتهم إن القائد الجديد للقيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال صامويل بابارو، من المتوقع أن يُسأل عن هذه القضايا خلال شهادته أمام الكونغرس هذا الأسبوع.
•
الحملة على اليمن تستهلك الذخائر بسرعة
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأسبوع الماضي أن حملة القصف المستمرة منذ شهر في اليمن كانت أكبر بكثير مما أعلن عنه البنتاغون علنًا.
فقد استُهلكت ذخائر بقيمة نحو 200 مليون دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى وحدها، ويقول المسؤولون إن التكلفة الإجمالية تجاوزت المليار دولار عند احتساب النفقات التشغيلية والبشرية.
نشر البنتاغون حاملتي طائرات، وقاذفات الشبح B-2، ومقاتلات، بالإضافة إلى منظومات الدفاع الجوي "باتريوت" و"ثاد" في الشرق الأوسط.
وتنطلق قاذفات B-2 من جزيرة دييغو غارسيا الصغيرة في المحيط الهندي.
في الأول من أبريل، أعلن متحدث باسم البنتاغون أن حاملة الطائرات "كارل فينسون" وسفنها المرافقة تم سحبها من المحيط الهادئ لتنفيذ مهام في الشرق الأوسط.
وفي حين يواصل ترامب نشر مقاطع تُظهر ضربات جوية ضد الحوثيين على وسائل التواصل الاجتماعي، أكد مسؤولون في البنتاغون خلال إحاطات مغلقة أن النجاح كان محدوداً في تدمير الترسانة الكبيرة للحوثيين من الصواريخ والطائرات المسيرة.
•
مخاوف من تقويض الاستعداد للصراع مع الصين
قال مسؤول بارز في وزارة الدفاع لمساعدي الكونغرس إن البحرية والقيادة الأميركية في المحيطين الهندي والهادئ "قلقتان للغاية" من سرعة استهلاك الذخائر في اليمن.
وذكر أن المخزونات البحرية كانت أصلاً أقل من المستوى المستهدف قبل أن يصدر الرئيس بايدن الأمر الأولي بمهاجمة الحوثيين قبل عام ونصف.
وتحدث المسؤول عن "مخاطر حقيقية على مستوى العمليات" في حال اندلاع أي صراع في آسيا.
رغم ذلك، حاول المتحدث باسم الأدميرال بابارو التقليل من حجم القلق، قائلاً:
"الجيش الأميركي يقدم خيارات ردع مرنة لحماية مصالحه الوطنية عبر القيادات القتالية، مع الحفاظ دائمًا على قوة جاهزة وقادرة وقاتلة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
•
تركيز إدارة ترامب على آسيا
خلال زيارته الأخيرة لآسيا، حاول وزير الدفاع بيت هيغسث طمأنة الحلفاء بالتزام الولايات المتحدة بردع "التهديدات" الصينية، قائلاً إن الإدارة ستركز على هذه المنطقة بشكل غير مسبوق.
وأوضح: "اليوم نحن في الفلبين، وغداً في اليابان، وسنكون في أستراليا وكوريا الجنوبية ودول أخرى في هذه المنطقة"، مضيفًا: "معاً سنؤسس الردع اللازم لمنع الحرب".
•
الأسلحة المستخدمة في اليمن مطلوبة في آسيا أيضاً
تشمل الأسلحة المستخدمة في اليمن صواريخ "توماهوك" التي تُطلق من السفن، وقنابل انزلاقية من نوع AGM-154، وصواريخ AGM-158 الشبحية. وهي نفس الأسلحة التي يقول المخططون العسكريون الأميركيون إنها ضرورية للتصدي لهجوم صيني محتمل في البحار المحيطة بتايوان.
هذه الأسلحة مخزنة في قواعد أميركية في غوام وأوكيناوا والعديد من المواقع الأخرى في غرب المحيط الهادئ. وحتى الآن لم يتم السحب منها لاستخدامها في اليمن، لكن قد يحدث ذلك قريبًا، حسب ما أفاد به المسؤولون.
وقد وقعت اليابان في يناير 2024 صفقة لشراء 400 صاروخ "توماهوك"، ومن المتوقع أن تستخدمها لمساعدة الولايات المتحدة في أي حرب محتملة مع الصين.
•
تايوان تظل نقطة التوتر الكبرى
تحسنت العلاقات العسكرية والصفقات الدفاعية بين الولايات المتحدة وحلفائها مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وأستراليا، في إطار جهود ردع الصين عن أي تحرك عسكري تجاه تايوان، الجزيرة التي تسعى بكين إلى ضمها.
بينما يواصل الرئيس الصيني شي جين بينغ تأكيد نية السيطرة على تايوان، لم يحدد جدولاً زمنياً لذلك.
أما ترامب، فقد بقي غامضًا بشأن رده المحتمل في حال أقدمت الصين على غزو الجزيرة.
وقال بايدن في أكثر من مناسبة إن القوات الأميركية ستدافع عن تايوان في حال تعرضت لهجوم كبير من الصين.
تايوان تبقى نقطة الاشتعال الأبرز في العلاقات الأميركية الصينية، وأكثر الأسباب المحتملة لنشوب صراع مسلح بين القوتين النوويتين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news