أعلنت الرئاسة الفرنسية أن إيمانويل ماكرون بادر أثناء القمة التي جمعته في القاهرة، أمس، مع نظيره المصري والعاهل الأردني، لإجراء اتصال بين القادة الثلاثة والرئيس الأمريكي لبحث الوضع في غزة، حيث تقيم إسرائيل إنشاءات تؤشر لـ«إقامة دائمة» في القطاع.
وجاء في بيان أصدره قصر الإليزيه: «أجرى الرئيس دونالد ترامب والرئيس عبدالفتاح السيسي والملك عبدالله الثاني والرئيس إيمانويل ماكرون مكالمة هاتفية ناقشت الوضع في غزة».
وناشد قادة مصر وفرنسا والأردن تقديم الدعم الدولي للخطة العربية لإعادة إعمار غزة، كما دعوا إلى العودة الفورية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. وفي بيان مشترك، دعا السيسي وماكرون والملك عبدالله، عقب قمة ثلاثية في القاهرة، إلى «الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي في السابع من مارس، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة»، حسب بيان للرئاسة المصرية.
وكان ماكرون وصل إلى مصر، الأحد، في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، في حين وصل العاهل الأردني إلى القاهرة أمس.
وأضاف البيان: «أكد القادة أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكون بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمي ودولي قوي».
وأشار البيان إلى أن القادة الثلاثة «أبدوا استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء». كما عبر القادة عن «قلقهم البالغ بشأن تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية»، داعين إلى «وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات».
وقف النار
وفي جنيف، دعا رؤساء ست وكالات تابعة للأمم المتحدة، أمس، إلى تجديد عاجل لوقف إطلاق النار في غزة، محذرين من نقص حاد في المساعدات وارتفاع عدد القتلى المدنيين منذ استئناف القصف الإسرائيلي في 18 مارس.
وجاء في البيان الذي شارك في توقيعه رؤساء ست وكالات تابعة للأمم المتحدة، منها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية وبرنامج الأغذية العالمي، أن «أكثر من 2.1 مليون شخص يتعرضون للحصار والقصف والجوع مرة أخرى بينما تتراكم إمدادات الغذاء والدواء والوقود والمأوى وغيرها من المعدات الحيوية عند نقاط العبور».
وحمّلت منظمة التعاون الإسلامي إسرائيل مسؤولية مقتل أكثر من 210 صحافيين وإعلاميين منذ بدء الحرب على غزة. وأدانت المنظمة، في بيان لها أمس بشدة جريمة قصف القوات الإسرائيلية خيمة للصحافيين بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل صحافي وإصابة عدد آخر من الإعلاميين، مؤكدة أن ذلك يشكل انتهاكاً فاضحاً لحرية الصحافة والإعلام، وامتداداً لسياسات إسرائيل الهادفة لمصادرة الحقيقة وتكميم الأفواه والتغطية على جرائمها ومنع إيصالها إلى الرأي العام العالمي.
مواقع للسيطرة
وشوهدت القوات الإسرائيلية، أمس، وهي تمهد أراضي وتشيد أبراج مراقبة ضمن مناطق من غزة سيطرت عليها في الأيام القليلة الماضية في عملية عسكرية تقول الأمم المتحدة إن الجيش سيطر خلالها بالفعل على ثلثي مساحة القطاع أو أخلاها من السكان.
وأصدر الجيش أوامر متكررة بالإخلاء لمئات الآلاف من الفلسطينيين في المناطق الجنوبية والوسطى والشمالية منذ استئناف عملياته في غزة في 18 مارس، ما أجبرهم على النزوح إلى منطقة ضيقة المساحة على شاطئ البحر.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إجمالي المساحة التي استولت عليها إسرائيل أو أصدرت أوامر بإخلائها بلغ 65 بالمئة من القطاع.
وفي رفح وحدها، أوضحت لجنة الإنقاذ الدولية أن 140 ألف شخص نزحوا خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال سكان إن هناك مؤشرات متزايدة على أن الجيش يعد نفسه لإقامة طويلة، إذ يشيد أبراج مراقبة في الشجاعية شمالاً وفي الجنوب في أنحاء منطقة بين مدينتي خان يونس ورفح كانت في السابق مستوطنة إسرائيلية تدعى موراج.
وأظهرت لقطات متداولة على مواقع التواصل رافعة كبيرة تحميها مدافع رشاشة وكاميرات مراقبة، إضافة إلى معدات حفر تعمل بالقرب من الشجاعية.
وأصدرت منظمة «كسر الصمت» الحقوقية الإسرائيلية تقريراً روى فيه جنود إسرائيليون تفاصيل عن الأساليب القاسية التي انتهجتها القوات لفتح ما وصفوها بأنها «منطقة قتل» في أنحاء غزة من خلال تدمير أراضٍ زراعية وإخلاء أحياء سكنية بأكملها في القطاع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news