قبل عقد من الزمن و على ضفاف نهر السين الذي يشق باريس تقف تلك الفتاة العشرينية تشاهد الوداع الاخير للأمواج وهي تودع ذالك القارب الخشبي الذي قرر أن يرسو للمرة الأخيرة فقد انهكه الإبحار الطويل ..
تغمض تلك الفتاة الطموحة عينيها لتغرق في بحر من الذكريات مؤمنة أنها ستنجو فهناك وطن يمسك بيدها ...
وفي لحظة سكون للروح وصمت يحتضن الأجواء تهب نسمة باردة تحرك رمش جفنها المتعب الذي القى بنفسه على بحيرة من الدموع التي تأبى السقوط ....
ينهض ذالك الجفن مرغماً تجره تلك الرموش التي تحمل بقايا دمعات مكسرة تتلألأ كسنابل في حقل ذرة عند الشروق ..
تشرق العينين الغارقتين بالدموع لترى الروح الطامحة لتلك الفتاة الجميلة مشهد ما بعد الوداع الأخير .... كان مشهداً زادها إصراراً على التشبث بالحياة و أن هناك ما يستحق أن تعيش لأجله و تناضل لتحقيقه ....
وكأن تلك العينين تشرق لأول مرة لترى ...
ذالك القارب يقطع المرساة ويمتطي أول موجة يصطدم بها ليذهب بعيداً يطارد الغروب يريد الوصول إلى المحيط الواسع حيث لا جبال تتوارى خلفها الشمس .....
في المحيط ترى الشمس مجردة من رداء الظلام تراها بكل تفاصيلها المضيئة ...
هل قرر القارب الخشبي أن يرسو وسط المحيط ليكون قريباً من الشمس و يظهراا معاً في الأفق في لوحة جميلة كنجمين من عالمين مختلفين جمعهما الطموح بالخلود ... فالشواطئ الصغيرة لا تليق أن تكون مرساه الأخير ... فقد قرر القارب أن يصبح رفيق لنجوم المجرة ....
تشاهد الفتاة القارب وهو يمتطي الأمواج راحلاً باحثاً عن وطن يضيء فيه كنجم في السماء فتتذكر موطنها الأصلي عدن الذي يعيش معها في الذكريات ...
تسقط دمعة من عينيها فتقع على التراب الفرنسي موطن فيكتور هوغو ونابليون وفتاة نهر السين .... يمتزج الطين بتلك الدمعة العربية فتتشكل مشاعر حنين يعتريها الخوف والأمل ...
هل سنعود يوماً للوطن هل سيكون الوطن في انتظارنا حين نعود
هل نستطيع أن نضيء في سماء وطننا ونصنع فرقاً ....
....
اسأله تخطها المشاعر بحبر من الدموع والأسى فالاوراق حين يخيم الظلام لا تصلح للكتابة وكيف ادون ذكرى مهمة والوقت ينفذ والذاكرة يحاصرها النسيان ...
هل ادون على التراب الفرنسي رحلة ذالك القارب الذي ذهب نحو الغرب يحمل معه مشاعر الانتماء للوطن البعيد ...
تلك المشاعر تسافر عبر المحيط كل يوم لا تبحث عن شاطئ ترسو عليه بل تبحث عن وطن تستقر فيه للأبد ،
المحامية سارة سعيد ابنة عدن ابنة مدينة النور باريس ،
تحمل قضايا الإنسانية وتدافع عنها ،
سارة جعلت من نفسها لسان المستضعفين في العالم تسلط الضوء على البقع المظلمة في موطنها الاول لتصل العدالة والمساواة إلى من حرموا منها ....
شخصية سارة سعيد تستحق التامل كثيرا فتاة نذرت حياتها للدفاع عن الحقوق والوقوف في وجه الظلم مع أنه بالإمكان أن تعيش لنفسها وعائلتها وتترك خلفه الذكريات والحنين إلى عدن كما فعل الكثير ممن فقدوا ذكرياتهم في رحلة البحث عن ذات جديدة وهوية جديدة ...
أيعقل أن تنسى عدن ...
لكن المحامية سارة سعيد لم تنسى عدن فهي حاضرة بروحها معنا في مدينة عدن تتجول تحلق في سماءها تدافع عن الحقوق المسلوبه و تنادي بالعدالة والمساواة .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news