حلف قبائل حضرموت يرفع أول نقطة تقطع وقود كهرباء عدن

في تطور لافت يعكس تصاعد الجهود القبلية والسياسية لمعالجة أزمة الوقود التي تعاني منها العاصمة المؤقتة عدن، أفادت مصادر محلية بقيام حلف قبائل حضرموت برفع أول نقطة تتقطع المشتقات النفطية المخصصة للكهرباء في المحافظة.

وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد رفع النقطة الواقعة غرب مدينة المكلا، في إشارة إلى بدء تحرك شامل لإزالة كافة النقاط التي تعيق وصول الوقود إلى محطات الكهرباء بعدن.

وتأتي هذه التحركات عقب عودة رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ "عمرو بن حبريش العليي"، من المملكة العربية السعودية، حيث يعتقد أنه ناقش خلال زيارته هناك ملفات هامة تتعلق بدعم استقرار المناطق الجنوبية وتعزيز الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه.

البداية: رفع النقطة غرب المكلا

أكدت المصادر أن حلف قبائل حضرموت قام برفع النقطة الواقعة غرب مدينة المكلا، وهي واحدة من النقاط الرئيسية التي كانت تتقطع شحنات الوقود المتجهة إلى عدن.

وتشير هذه الخطوة إلى بداية حملة أوسع تستهدف إنهاء حالة التقطع التي أصبحت تشكل أزمة مستمرة تهدد استقرار الخدمات الأساسية في عدن، خاصة مع تفاقم أزمة الكهرباء خلال فصل الصيف.

دوافع القرار وأبعاده السياسية

يأتي هذا القرار في ظل تصاعد الانتقادات الشعبية والرسمية ضد استمرار التقطعات التي تؤدي إلى حرمان عدن من الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، ما يزيد من معاناة المواطنين جراء الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي.

ويعكس تحرك الحلف توجهاً نحو الضغط على الجهات المسؤولة عن تلك التقطعات، سواء كانت قبلية أو سياسية، بهدف وضع حد لهذه المشكلة.

وبحسب المراقبين، فإن هذه الخطوة قد تكون رسالة واضحة إلى الأطراف التي تقف وراء التقطعات، بأن القبائل لن تقبل باستمرار هذه السياسة التي تؤثر سلباً على حياة الناس وتعرقل الجهود الرامية إلى استقرار الوضع الخدمي والسياسي في المناطق المحررة.

دور الشيخ بن حبريش

عودة الشيخ عمرو بن حبريش من السعودية يبدو أنها لعبت دوراً محورياً في اتخاذ هذه الخطوة. إذ يُعتقد أن بن حبريش حصل على دعم سياسي وإسناد لتحركاته الهادفة إلى حلحلة الأزمات الخدمية في حضرموت وعدن.

ويعرف عن بن حبريش دوره الفاعل في تعزيز الاستقرار عبر الحوار والتفاهمات القبلية، بالإضافة إلى تنسيقه المستمر مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي لدعم جهود التنمية والاستقرار.

ردود الفعل الأولية

على الفور، لاقت خطوة حلف قبائل حضرموت ترحيباً واسعاً من قبل المواطنين والنخب السياسية في عدن وحضرموت.

وأكد عدد من المسؤولين المحليين أن هذه الخطوة تعتبر بداية مشجعة نحو حل جذري لأزمة الوقود، داعين إلى ضرورة مواصلة الجهود لضمان عدم عودة النقاط مرة أخرى.

من جهة أخرى، أعربت بعض الأطراف عن قلقها من أن يؤدي هذا التحرك إلى تصعيد جديد إذا لم يتم التعامل معه بحذر وعقلانية، خاصة وأن هناك أطرافاً قد تكون لها مصالح اقتصادية أو سياسية مرتبطة بتلك التقطعات.

تحديات المرحلة المقبلة

رغم أهمية الخطوة التي اتخذها حلف قبائل حضرموت، إلا أن التحدي الأكبر يبقى في كيفية ضمان استمرارية هذه التحركات وعدم عودة النقاط مرة أخرى.

كما أن هناك حاجة ملحة لمعالجة الأسباب الجذرية التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة، والتي تشمل الفساد الإداري، والصراعات السياسية، وضعف الرقابة الحكومية.

وفي السياق ذاته، يأمل المواطنون في عدن وحضرموت أن تسهم هذه الخطوة في تحسين مستوى الخدمات الأساسية، وخاصة الكهرباء، التي تعد إحدى أهم المطالب الشعبية خلال هذه الفترة الحرجة.