ويحكم! بين هلال رمضان وهلال العيد!

     
التغيير برس             عدد المشاهدات : 72 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
ويحكم! بين هلال رمضان وهلال العيد!

خلال كل القرون التي مضت من عمر أمة الإسلام اعتمدت الأمة جمعاء، بمذاهبها ومدارسها ومشاربها ودولها، على الرؤية لإثبات دخول الشهر وخروجه. المسألة فيها أصل ولكن لا يسعها الاجتهاد مع وجود النص الصريح القطعي الثبوت والدلالة، فمن التزم الأصل فهو الحق، ومن ذهب إلى غير ذلك وخالف فلا عذر له، لأنه لا اجتهاد مع النص الواضح، وإذا تعرض نصّان فالحكم لكتاب الله الحق المحفوظ.

للأسف الشديد لا يزال في أمة الإسلام من يريد أن يلغي العلم والقرآن متمسكا بروايات الرؤية ويجعلها هي الأصل الذي أتت به الشريعة، مع العلم أن الرسول (ص) قد بين سبب لجؤه للرؤية لإثبات دخول رمضان وخروجه. وفي نفس الوقت ينظر للحساب الفلكي في إثبات رمضان ونهايته أنه مجرد اجتهاد بشري.

كانت الشعوب تعتمد على الرؤية لأنها كانت هي الوسيلة الممكنة والمتاحة، وإن وجد حساب فلكي فهو لدى نخبة ضيقة جدا من العلماء وفي بعض الحضارات دون بعض.

ولهذا السبب اعتمد الرسول -صلى الله عليه وسلم- الوسيلة الممكنة والمتاحة لإثبات الشهر وانتهاءه، فوجه للرؤية كأداة محددة. لكنه (ص) بين سبب اللجوء لهذه الوسيلة فأخبر أن أمته أمية لا تكتب ولا تحسب: "عن ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: (إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لَا نَكْتُبُ وَلَا نَحْسُبُ؛ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا، يَعْنِي مَرَّةً تِسْعَةً وَعِشْرِينَ وَمَرَّةً ثَلَاثِينَ) متفق عليه".

فالحديث لم ينه عن الحساب بمفهومه وطرقه الصحيحة، بل أكد على وجوبه ووجوب تعلمه كي تنتفي صفة الجهل عنها بالعلم، ومتى ماعلمت كان لزاماً عليها العمل بالعلم، وإلا لماذا ذكر (ص) أن الأمة أمية لا تكتب ولا تحسب؟ إلا إذا كان أصحاب الرؤية يريدون أن يظل المسلمون جاهلون مدى الدهر!

كتاب الله العزيز هو الحكم!

لا أصل بعد كلام الله تعالى ولا كلام:

نزل القرآن الكريم على صدر محمد (ص) ليهدي الناس وينظّم حياتهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور على حدِّ تعبير القرآن: قال تعالي: «الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّور". وقد تضمن مختلف شؤون الحياة، ما يهم الإنسان في دنياه وآخرته.

أما قوله جل جلاله: "وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ. لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ۚ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ"، وقوله: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ...".

فبمجرد جمع هذه التشكيلات القمرية (أهلة) خلال دورة كاملة، تتوافر لدى الناس وحده زمنية سميت (شهراً). وبجمع اثني عشر وحدة زمنية (شهر) تتكون وحدة زمنية أكبر سميت سنة (وهي السنةالقمرية)، وهذا ما أكّده القرآن الكريم صراحة بقوله: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأرض مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم". 

"وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ ۖ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ ۚ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا" (الإسراء ١٢)،

"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ.. وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ". (آل عمران ٩٠-٩١).

إذا الحساب الفلكي الأصل والمرجع والحكم الفصل.. ولا عزاء لمن يخالف كتاب الله المحكم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه!

ومن هذا التقديم نخلص إلى أن:

- أولا الحساب الفلكي هو رؤية بصرية وعلمية ثابتة، يعلمها أهل العلوم الفلكية ويرون الهلال بعد ميلاده، وليس بالضرورة أن يراه عامة الناس.

اخبار التغيير برس

- ثانيا: كل صلواتنا ومواعيد الإمساك والفطر تبعا للحساب الفلكي بالدقيقة والثانية في كل أرجاء الكون والمعمورة، فالتقويم الهجري وبدايات الأشهر ونهاياتها تبعا للحساب الفلكي.

- ثالثا: في عهده (ص) لم يشتغل العرب بعلم الفلك ولم تكن لهم به دراية، فعلم رسول الله (ص) أمته حينها أن تصوم وتفطر على الرؤية.

السؤال: لماذا تمسكون وتفطرون على الساعة والتوقيت الزمني للحساب الفلكي، ولا تصومون على الخيط الأبيض والأسود، وتفطرون على تقدير الغروب؟

ولم قال تعالى "إقرأ.. علم الأنسان مالم يعلم"؟

ولم قال: "سنريهم آياتنا في الآفاق.."؟

ولم قال: "لا تنفذون إلا بسلطان"؟

- رابعا: المرويات عن الرسول (ص) لا يعتد بها إذا عارضت كتاب الله، وإن صحت في زمن الرسول (ص) فذلك لفقدان العلم بعلم الفلك عند العرب في ذلك الوقت، وما كان يصلح حينها لم يعد صالحا في وجود البديل الأوثق والآكد. وأيهما أوثق الحساب أم رؤية العين الظنية؟

- وأخيرا: انشئت في الأزمنة المتأخرة مجالس القضاء والفتوى يعتمد الناس آراءها ويلتزمون بها على عموم أراضي الدولة، وكذلك يجب أن تكون مراكز الفلك والإرصاد التي تبث في هذه المسألة والمواقيت جميعها.

 

وفي الحساب وحدة للأمة من التخالف، وأوجب لتقوية الرابطة الإسلامية بين الشعوب، مثله كمثل الحج وتوقيته وشعائره.

تقبل الله طاعتكم وعساكم من عواده

 

أ. محمد الدبعي


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الرئيس العليمي يوجه اللواء العرادة بأمر عسكري هام

يمن فويس | 790 قراءة 

إغلاق طريق الضالع -صنعاء عقب حدوث هذا الأمر!

كريتر سكاي | 534 قراءة 

زعيم تنظيم القاعدة في اليمن يتوعد ترامب وماسك وقيادات دول الخليج ومصر والأردن

الموقع بوست | 509 قراءة 

للمرة الأولى .. ظهور علني لشقيق عيدروس الزبيدي بشوارع عدن(صور)

جهينة يمن | 436 قراءة 

مجزرة دمويّة في مسجد.. مسلح يقتل 24 مصلي بإطلاق نار وقنبلة أثناء صلاة المغرب في رداع

نافذة اليمن | 421 قراءة 

لكي نفهم ماحدث في مارب وكيف انتهى...

يني يمن | 416 قراءة 

من المستشفى الى المذبحة .. الكشف عن تفاصيل وهوية مرتكب مجزرة مسجد برداع قتل واصاب عشرات المصلين

المشهد اليمني | 366 قراءة 

إغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين عدن وصنعاء الذي تم فتحه قبل أيام

يمن فويس | 356 قراءة 

نعم القائد.. ونعم السند لعدن وأهلها

عدن تايم | 336 قراءة 

بيان شديد اللهجة من السفارة الأمريكية في اليمن ضد مليشيات الحوثي الارهابية (تفاصيل)

الحكمة نت | 298 قراءة