استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:
من عظماء وأعلام العرب في الجاهلية والإسلام هو الزعيم والقائد عمير ذي مران الناعطي الهمداني الذي كتب إليه رسول الله كتابا.
كان عمير ذي مران من أقيال وقادة قبائل همدان وقائدها الحربي العام في الجاهلية وعند ظهور الإسلام، وكانت مدينة ناعط مركز قيالة وزعامة آل ذي مران منذ عصور دولة سبا ودولة حمير.
إسلامه
أخذ دين الإسلام ينتشر في قبائل همدان على يد اثنين من الصحابة السابقين إلى الإسلام هما: قيس بن مالك الرحبى البكيلي الهمداني، ومالك بن نمط الأرحبي الهمداني، الذي برئاسته سار وفد يمثل كافة قبائل همدان (حاشد وبكيل) إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة في رجب 9 هجرية، فوصلوا المدينة والتقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد انصرافه من غزوة تبوك في رمضان 9 هجرية.
وقد حفظت المصادر التاريخية والتراجم نص الكتاب النبوي إلى عمير ذي مران، وهو من الوثائق السياسية والتأريخية للعهد النبوي.
فقد كتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا، استهله قائلا: “بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى عمير ذيمران وإلى من أسلم من همدان: سلم أنتم، فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فقد بلغنا إسلامكم مرجعنا من أرض الروم، فأبشروا فإن الله قد هداكم بهداه”.
وإنكم إذ شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، فإن لكم ذمة الله وذمة رسوله، على دمائكم وأموالكم وأرض البون (قاع البون في همدان مشهور) التي اسلمتم عليها، سهلها وجبلها وعيونها وفروعها، غير مظلومي ولا مضيق عليكم، وأن الصدقة، إنما هي زكاة تزكونها عن أموالكم لفقراء المسلمين.
وقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه هذا إلى عمير بن مران مع مالك بن نمط الأرحبي لما رجع مع وفد همدان إلى اليمن.
وكتب له الرسول صلى الله عليه وسلم مرة أخرى، عندما ادعى الأسود العنسي النبوءة في صنعاء وتغلب عليها، في محرم سنة 11 هجرية، حيث كتب الرسول إلى زعماء قبائل اليمن ومنهم عمير بمصاولته”.
استتب الأمر في صنعاء بعد القضاء على العنسي، التي استمرت نحو شهر ونصف، وأقام معاذ بن جبل في صنعاء، ورجع العمال وزعماء القبائل إلى مناطقهم ومنهم عمير ذو مران.
ولما توفي الرسول صلى الله عليه وسلم، وتولى الخلافة أبو بكر الصديق، اجتمعت همدان في ناعط، (في محافظة عمران حاليا) وفيهم من الصحابة والزعماء مالك ذو المشعار بن حمرة ذي المشعار، وكان كبير الأقيال وبمثابة الملك فحرضهم على الثبات على الإسلام”.
وقام عمير بن مران، فقال “يا معشر همدان، إنكم لم تقاتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يقاتلكم، فأصبتم بذلك الحظ ولبستم العافية، وقد سبقكم قوم إلى الإسلام، وسبقتم قوماً، فإن تمسكتم لحقتم من سبقكم، وإن أضعتموه لحقكم من سبقتموه”، فأجابوه إلى ما أحب والثبات على الإسلام”.
ولما انتهت ولاية معاذ بن جبل على اليمن وعاد إلى المدينة، كتب الخليفة أبو بكر إلى قادة اليمن من الزعماء أن يسمعوا من الوالي الذي ولاه ويعينوه، كان عمير ذو مران الشخصية الأولى في ذلك الكتاب”.
ويدل كتاب أبي بكر على استمرار مكانة عمير ذي مران القيالية والقيادية في قبائل همدان، كقائد حربي عام، ومعه سعيد بن العاقب ذي زود.
وفاته
لم يزل عمير ذي مران قيلاً قائداً في ناعط وقبيلة همدان، إلى أن توفي بمدينة ناعط، سنة 12هجرية، في خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وأنجب عمير ذو مران: عريبا، والأسود، ومران، والمجالد، فكان مران بن عمير ذي مران قائداً مع أبيه وبعده، وأما المجالد فكان من القادة والفرسان، الذين انطلقوا إلى الفتوحات بالعراق واستقروا في الكوفة، وكان فقيها وعالما.
وأما عريب بن عمير فمكث باليمن، ومن سلالته: أبو علكم المراني، قال الهمداني ” إن أبو علكم المراني علامة اليمن في عصره، وكان في خلافة هارون الرشيد” كان ذلك في أواخر القرن الثاني الهجري، وكان فقيها شاعرا.
رئيس الوزراء الأسبق
ذكر الهمداني أن من فقهاء الناعطيين يسار بن أبي حرب.. ومن أشرافهم اليوم آل أبي المغلس ملوك الجؤة بالمعافر”.
وقد انتقل آل أبي المغلس من مدينة ناعط الحاشدية الهمدانية، إلى مدينة وقلعة الجؤة المعافرية بمنطقة الحجرية، محافظة تعز حالياً، وتقع الجؤة في عزلة الأشعوب على سفح حصن الدملؤة والصلو من شرقيه، وكانت مقر الملوك آل أبي المغلس وكانوا ملوكاً لبلاد المعافر ومنها التربة والأغابر والقبيطة وسائر مخلاف المعافر في إطار الدولة اليمنية بعد الإسلام.
قال المؤرخ القاضي محمد بن علي الأكوع، عن آل مران الناعطيين” آل أبي المغلس بالمعافر لهم بقية ومن أشرافهم اليوم، (حينها) وأنبلهم وأعلاهم قدرا وأحسنهم أخلاقا رئيس مجلس الوزراء (الأسبق) الدكتور عبدالعزيز عبدالغني المغلسي الهمداني الأغبري (رحمه الله).
يقول مؤلف كتاب “يمانيون حول الرسول” في وصف الدكتور عبدالعزيز عبدالغني: ” لقد كان عبدالعزيز عبدالغني من كبار أعلام اليمن، وقد تولى منصب رئيس الوزراء في يناير 1975، حتى عام 1978، ثم كان نائباً لرئيس الجمهورية، ثم عضوا لمجلس رئاسته الجمهورية اليمنية (1990-1994) ثم رئيساً للوزراء (1994 -1997) ثم رئيساً للمجلس الاستشاري (1997-2001) ورئيساً لمجلس الشورى منذ عام 2001 وحتى (وفاته متأثراً بجراحه في حادثة تفجير دار الرئاسة في 2011) رحمه الله.
سلسلة حلقات “المستشرقون واليمن”:
الحلقة الأولى: الألماني “نيبور” ورحلته إلى البلاد التي تحكمها التوازنات
الحلقة الثانية: “هاليفي” في رحلة استكشاف تاريخ اليمن تحت عباءة التسول
الحلقة الثالثة: رحلة البريطاني “برتون” إلى أرض النقوش والعادات الفريدة
الحلقة الرابعة: “ثيسيجر” الذي وجد أن السعادة الحقيقية في قلب الصحراء
الحلقة الخامسة: فيلبي “الحاج عبدالله” الذي ساهم في رسم ملامح الجزيرة العربية واليمن
الحلقة السادسة: “جلازير” النمساوي الذي ارتدى ثوب “التشيع” لنهب آثار اليمن
الحلقة السابعة: “مانزوني” في رحلة تكشف تطور صنعاء قبل عودة الإمامة إليها
الحلقة الثامنة: “فريا ستارك” في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا
الحلقة التاسعة: “جورج كولان” رحلة دبلوماسية واكتشاف اللهجات اليمنية
الحلقة العاشرة: الألماني “هولفريتز” في رحلة إلى اليمن من الباب الخلفي
الحلقة الحادية عشرة: الفرنسي “نيزان” والوجه المظلم للاحتلال البريطاني في عدن
الحلقة الثانية عشرة: “فيليبس” على رأس بعثة أمريكية إلى جوهرة الصحراء “مأرب
”
الحلقة الثالثة عشرة: رحلة ماكنتوش لتعلم “العربية” في البلد الأقرب للفصحى
الحلقة الرابعة عشرة: الألماني “بورخارت” الذي قاده شغفه باليمن إلى مقتله
الحلقة الخامسة عشرة: الألماني “هيرش” أول غربي يزور شبام حضرموت
الحلقة السادسة عشرة: “روبرت سرجنت” في مهمة دراسة الثقافة اليمنية
الحلقة لسابعة عشرة: جورج وايمان بري “جاسوس” بريطاني بعباءة مستكشف
الحلقة الثامنة عشر: رحلة الفرنسي “جان جاك بيربي” في البلاد المعزولة
الحلقة التاسعة عشرة: الألماني “سيتزن”: اكتشف اليمن ولم تُكتشف وفاته الغامضة في تعز
الحلقة العشرون: “لانجر”: مهمة علمية انتهت بترحيل 22 نقشاً حميرياً إلى فيينا
الحلقة الحادية والعشرون:“فارتيما”.. أقدم قصة تجسس لصالح البرتغال في اليمن
الحلقة الثانية والعشرون: القنصل الفرنسي “أرنو” الذي أصبح باحث آثار في مأرب
الحلقة الثالثة والعشرون: “انجرامز” ومهمة تثبيت أقدام بريطانيا في حضرموت
الحلقة الرابعة والخمسون: عرفجة بن هرثمة البارقي “قائد أول غزوة بحرية في الإسلام
الحلقة الخامسة والخمسون: حسام بن ضرار الكلبي “آخر ولاة الأندلس العظماء
”
الحلقة السادسة والخمسون: سعيد بن قيس العاقب ذو زود “زعيم همدان في العراق
”
مرتبط
الوسوم
اليمنيون في موكب الرسول
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news