الحلقة الرابعة والخمسون: يمانيون في موكب الرسول.. عرفجة بن هرثمة البارقي “قائد أول غزوة بحرية في الإسلام

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 84 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
الحلقة الرابعة والخمسون: يمانيون في موكب الرسول.. عرفجة بن هرثمة البارقي “قائد أول غزوة بحرية في الإسلام

استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:

من أعلام الفاتحين اليمانيين هو الصحابي عرفجة بن هرثمة البارقي أمير الموصل ومؤسس عصرها العربي الإسلامي.

بارق قبيلة من اليمن، من الأزد، وهم ولد بارق، واسمه: سعد بن عدي بن حارثة بن عمرو مزيقاء بن عامر ماء السماء، وهو الملك عامر ماء السماء بن حارثة الغطريف.. بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

والمنطقة الأولى للأزد باليمن هي أرض مأرب، فلما وقع سيل العرم هاجرت وانتقلت عشائر من الأزد من مأرب.

وليس كل الازد هاجروا خارج اليمن، وإنما هاجرت فرقة منهم إلى عمان والبحرين وهم أزد عمان.

وهاجرت فرقة منهم إلى الحجاز وهم خزاعة في مكة والأوس والخزرج في يثرب.

وفرقة منهم هاجرت إلى الشام وهم أزد الشام، بينما بقت فرقة منهم في اليمن انتقلوا من مأرب إلى منطقة السراة في أعالي اليمن ما بين صعدة وبيشة، ونجران ويمين الطائف، فسكنوا السراة.

عرفجة في موكب الرسول

لم تذكر كتب التراجم أي خبر عن وفادة عرفجة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفترة مكوثه في موكب الرسول بالمدينة المنورة وصحبته لرسول الله.

في ذي الحجة من سنة 10 للهجرة شهد عرفجة بن هرثمة البارقي حجة الوداع مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكثير من الرؤساء اليمانيين وكذلك رجال من سائر قبائل اليمن، منهم رؤساء ورجالات بجيلة وبارق وأزد السراة.

بعد حجة الوداع عاد عرفجة ورجالات بارق وبجيلة وأزد السراة الى مناطقهم بسراة اليمن.

فتوحات وولاية عرفجة

بعد أمد يسير في ربيع سنة 11هجرية توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبويع أبو بكر الصديق رضى الله عنه بالخلافة، عقد لعرفجة أمارة المهرة وعمان.

لقد كان عرفجة بن هرثمة البارقي أول من اختط الموصل وأسكنها العرب.

عرفجة في فتوح البحرين

بعد أن استتب الأمر في مخلاف المهرة وعمان وحضرموت باليمن انطلق عرفجة إلى ولاية البحرين مدداً لأميرها العلاء بن الحضرمي.

لقد كان أول أمير بحر في الإسلام هو عرفجة بن هرثمة البارقي وذلك عندما سيره العلاء بن الحضرمي لغزو الفرس.

ندب أمير البحرين العلاء بن الحضرمي الناس لفتح جزيرة دارين، فكان عرفجة من ضمن القادة لفتحها، وفتحت في رجب سنة 13هجرية، ليكتمل بذلك فتح وتحرير إقليم البحرين.

بعدها انطلق عرفجة البارقي أميراً وقائدا على زهاء سبعمائة من فرسان أزد السراة اليمانيين، وعامتهم من بارق، في الجيش العربي الإسلامي الذي انطلق الى إقليم الحيرة في العراق سنة 13 هجرية بقيادة جرير بن عبدالله البجلي.

في هذه المعركة كان تسعة أمراء يمنيين، كل منهم قائد على فرسان قبيلته، منهم عرفجة البارقي، فدخلوا منطقة المذار في العراق وحاربوا جيشا من الفرس بقيادة مرزيان المذار، ومضوا نحو الحيرة، فجمع لهم الفرس جيشا عظيما زهاء 120 ألف مقاتل، والتقى الجمعان في موقعة “يوم النخيلة” ووقعت معركة عظيمة وانهزم الفرس أواخر رمضان سنة 13 هجرية، وكانت هذه الواقعة تشبه واقعة اليرموك بالشام ضد دولة الروم.

في أوائل سنة 14هجرية انطلق عرفجة البارقي بالسفن والمراكب من ميناء القطيف بولاية البحرين إلى الجزيرة “ابركاوان” الفارسية فافتتحها، فكان أول أمير بحر في الإسلام، وهو أيضا قائد أول غزوة بحرية في التاريخ العربي الإسلامي.

لقد كان عرفجة البارقي مرابطاً في الجزيرة الفارسية التي افتتحها حينما أتى كتاب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى أمير البحرين العلاء بن الحضرمي بأن يتوجه عرفجة الى البصرة مددا لعتبة بن غزوان المازني.

وجاء بكتاب الجامع أن عرفجة من كبار القادة الفاتحين في العراق .. وهو الذي فتح “رام هرمز” و “تستر” في خوزستان، بعد أن طهّر منطقة “كسكر” “كشكر” الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دخلة” من جيش الفرس.

كما شارك عرفجة في فتح تكريت وبلاد الموصل، وكانت الموصل قد وقعت بعد فتحها تحت سيطرة الملك “انطاق” ملك الموصل بعد أن زحف عليها بجيش من العج ونصارى العرب، فتم استعادتها وكان عرفجة على قيادة الخيل بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب.

ولقد كان عرفجة قائداً فذاً وإدارياً ذا خبرة ودراية بتسيير الأمور وعارفاً بتنظيم الخراج والأمور المالية، ولهذا فقد استعمله الخليفة عمر بن الخطاب عامل لخراج الموصل، سنة 18 هجرية.

وقد ولاه الخليفة عمر بن الخطاب على الموصل وقد اشتهر بإعادة تخطيط الموصل وهو الذي مصّرها وأسكنها العرب”.

في سنة 25هجرية بدأ عرفجة بالعمل الكبير الذي خلده التاريخ وهو تأسيس واختطاط مدينة الموصل، وأسكن عرفجة الالاف من اليمنيين من مناطق المهرة وحضرموت وأُزد عُمان في مدينة الموصل.

وبقي والياً على الموصل حتى بعد أن تولي عثمان بن عفان الخلافة، وكانت مدة ولاية عرفجة البارقي، للموصل من سنة 21-30 هجرية في خلافة عثمان بن عفان.

وفاته

أعطى الأمير عرفجة البارقي، اهتماماً رئيسياً لنشر الإسلام في مدينة الموصل، فكانت الموصل في عهده قاعدة انطلاق وانتشار الإسلام، إلى أرجاء مناطق ولاية الموصل فأسلم على يديه الكثير من العرب، واللذين كان معظمهم على دين النصرانية، ودخل الاكراد أيضا في دين الإسلام افواجا وترسخت دعائم الإسلام ولم يزل واليا عليها إلى أن رجعت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية مرضية.

لم تذكر التراجم تأريخ وفاته بالتحديد، لكن يمكن القول بصفة عامة أنه توفي بعد سنة 30 هجرية، بعد سنوات من الفتوحات ونشر الإسلام في مناطق وبلدان شتى، فرضي الله عنه وأرضاه.

 

 سلسلة حلقات “المستشرقون واليمن”:

الحلقة الأولى: الألماني “نيبور” ورحلته إلى البلاد التي تحكمها التوازنات

الحلقة الثانية: “هاليفي” في رحلة استكشاف تاريخ اليمن تحت عباءة التسول

الحلقة الثالثة: رحلة البريطاني “برتون” إلى أرض النقوش والعادات الفريدة

الحلقة الرابعة: “ثيسيجر” الذي وجد أن السعادة الحقيقية في قلب الصحراء

الحلقة الخامسة: فيلبي “الحاج عبدالله” الذي ساهم في رسم ملامح الجزيرة العربية واليمن

الحلقة السادسة: “جلازير” النمساوي الذي ارتدى ثوب “التشيع” لنهب آثار اليمن

الحلقة السابعة: “مانزوني” في رحلة تكشف تطور صنعاء قبل عودة الإمامة إليها

الحلقة الثامنة: “فريا ستارك” في مهمة الاستكشاف والتجسس لصالح بريطانيا

الحلقة التاسعة: “جورج كولان” رحلة دبلوماسية واكتشاف اللهجات اليمنية

الحلقة العاشرة: الألماني “هولفريتز” في رحلة إلى اليمن من الباب الخلفي

الحلقة الحادية عشرة: الفرنسي “نيزان” والوجه المظلم للاحتلال البريطاني في عدن

الحلقة الثانية عشرة: “فيليبس” على رأس بعثة أمريكية إلى جوهرة الصحراء “مأرب

الحلقة الثالثة عشرة: رحلة ماكنتوش لتعلم “العربية” في البلد الأقرب للفصحى

الحلقة الرابعة عشرة: الألماني “بورخارت” الذي قاده شغفه باليمن إلى مقتله

الحلقة الخامسة عشرة: الألماني “هيرش” أول غربي يزور شبام حضرموت

الحلقة السادسة عشرة: “روبرت سرجنت” في مهمة دراسة الثقافة اليمنية

الحلقة لسابعة عشرة: جورج وايمان بري “جاسوس” بريطاني بعباءة مستكشف

الحلقة الثامنة عشر: رحلة الفرنسي “جان جاك بيربي” في البلاد المعزولة

الحلقة التاسعة عشرة: الألماني “سيتزن”: اكتشف اليمن ولم تُكتشف وفاته الغامضة في تعز

الحلقة العشرون: “لانجر”: مهمة علمية انتهت بترحيل 22 نقشاً حميرياً إلى فيينا

الحلقة الحادية والعشرون:“فارتيما”.. أقدم قصة تجسس لصالح البرتغال في اليمن

الحلقة الثانية والعشرون: القنصل الفرنسي “أرنو” الذي أصبح باحث آثار في مأرب

الحلقة الثالثة والعشرون: “انجرامز” ومهمة تثبيت أقدام بريطانيا في حضرموت

مرتبط

الوسوم

يمانيون في موكب الرسول

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تعيد قيادات “الإصلاح” إلى الإقامة الجبري

العاصفة نيوز | 521 قراءة 

السعودية تُرحّل غالبية المقيمين من ثلاث جنسيات نهائيًا

صوت العاصمة | 370 قراءة 

شاهد صورة للمراهق الحوثي الوريث للحركة الذي أصبح برتبة لواء بعد مقتل والده

يمن فويس | 339 قراءة 

الداعري: هل سيكون محافظ المهرة أول المقالين والمحالين للتحقيق؟!

مراقبون برس | 326 قراءة 

رئيس الحكومة يعلن موقفه من امتناع محافظ المهرة توريد الايرادات الى البنك المركزي بعدن

كريتر سكاي | 314 قراءة 

حادث جديد: اشتعال النيران في باص نقل دولي والركاب ينجون بأعجوبة

نيوز لاين | 311 قراءة 

قوات تابعة للإمارات تعتقل قائد لواء ضبه المقدم ركن بحري ماجد العوبثاني

الموقع بوست | 244 قراءة 

مالك شركة صقر الحجاز يرفض تعويض أسر الضحايا في كارثة احتراق باص النقل الجماعي في أبين

يمن فويس | 242 قراءة 

تراجع الريال اليمني أمام العملات الأجنبية صباح الأحد

نيوز لاين | 224 قراءة 

ماحقيقة تعيين القائد مصلح الذرحاني قائدا لوحدة مكافحة الا ر هاب في عدن؟

كريتر سكاي | 209 قراءة