كشف التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في تقرير جديد عن استمرار ميليشيا الحوثي باستغلال المساعدات الإنسانية والإغاثية كوسيلة للضغط على الأسر اليمنية، من أجل تجنيد أطفالهم وإشراكهم في العمليات العسكرية.
وأوضح التحالف في بيان - اطلع عليه "بوابتي"-، أن استمرار الحرب في اليمن قد منح الأطراف المختلفة، بما في ذلك الحوثيين، فرصًا أكبر للاستفادة من الوضع الإنساني المتدهور.
وأشار إلى أن الحوثيين يقومون بنهب المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية، ويستخدمونها كأداة لابتزاز الأسر، حيث يتم إجبارها على دفع أبنائها للتجنيد في صفوفهم، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال.
وذكر التحالف اليمني أن هذا الأمر يعكس بشكل واضح تأثير الحرب المستمر على حياة المدنيين، خاصة الأطفال الذين أصبحوا ضحايا للتجنيد الإجباري في صفوف الجماعات المسلحة.
كما شدد على أن استخدام المساعدات الإنسانية كوسيلة ضغط يعمق معاناة الأسر الفقيرة التي تعاني من نقص حاد في الاحتياجات الأساسية جراء استمرار الحرب.
وأكد التحالف أن تجنيد الأطفال في العمليات العسكرية يعد جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي، وطالب المجتمع الدولي بضرورة الضغط على جماعة الحوثي لوقف هذه الممارسات. كما دعا إلى تقديم المزيد من الدعم للمساعدات الإنسانية لضمان وصولها إلى المحتاجين دون أي عراقيل أو استغلال سياسي.
وأشار التحالف إلى أن هناك حاجة ملحة لتكثيف الجهود الدولية لإنهاء الحرب في اليمن، والحفاظ على حياة المدنيين، وتوفير حماية للأطفال من الاستغلال في النزاعات المسلحة.
وتعد قضية تجنيد الأطفال من أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في النزاع اليمني المستمر منذ عام 2014. وبحسب تقارير دولية، بما في ذلك منظمات حقوق الإنسان مثل "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"، فإن ميليشيا الحوثي استخدمت الأطفال في الحرب بشكل واسع، حيث جندت وأشركت الأطفال في الأعمال القتالية على الجبهات المختلفة.
وتشير التقارير الصادرة عن "التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان" إلى أن أكثر من 18,000 طفل قد جُندوا في صفوف الحوثيين منذ بداية الحرب في عام 2014.
كما أظهرت إحصائيات من "اليونيسف" أن حوالي 7,000 طفل على الأقل تم تجنيدهم من قبل الحوثيين في الأعوام الماضية. وتُظهر تقديرات أخرى أن هذه الأرقام قد تكون أعلى من ذلك، مع استمرار تجنيد الأطفال في مختلف مناطق النزاع.
يشار إلى أن الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على تجنيد الأطفال من المناطق الريفية، حيث يواجه العديد من الأسر فقرًا مدقعًا، مما يجعلهم عرضة للضغوط التي تمارسها الجماعة المسلحة. بعض الأطفال يتم تجنيدهم عن طريق الإقناع أو الإغراء بالمال والطعام، بينما يتم تهديد آخرين أو إجبارهم بالقوة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news