استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:
من الزعماء والأمراء الفاتحين الذين خلد ذكرهم التأريخ هما الأميران خالد ابن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر بن عبد الله بن عبد شمس بن عقبة بن جرير بن شق الذي أخبر وبشر بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل مبعثه بأجيال.
في بيت الزعامة
لقد انتشر الإسلام في منطقة السراة بعالي اليمن منذ السنوات الأولى للبعثة النبوية بمكة المكرمة فكان من أوائل السابقين إلى الإسلام الكاهن سواد بن قارب، والطبيب ضماد بن ثعلبة الازدي، والزعيم الطفيل بن عمرو الدوسي، وكذلك أسد بن كرز القسري جد خالد بن عبد الله القسري.
لقد كان مولد عبد الله القسري في منطقة بجيلة باليمن فنشأ في بيت رياسة وزعامة فهو نجل الزعيم الصحابي يزيد أسد بن الزعيم كرز بن عامر القسري.
لقد كان عبدالله بن يزيد من الثقات التابعين فأبوه وجده من الصحابة وقد سار عبدالله من اليمن وهو شاب فسكن بدمشق في كنف أبيه الزعيم الصحابي يزيد بن أسد القسري حوالي سنة 24 هـ، وهو بن 14 سنة تقريبا.
ثم مضى في الجيش الذي بعثه الخليفة عثمان بن عفان بقيادة الصحابي الجليل حبيب بن مسلمة الفهري على بلاده أرمينية والقوقاز، فشهد عبدالله بن يزيد فتوحات بلاد أرمينية والقوقاز مع حبيب بن مسلمة وكان يكتب له المراسلات والعهود ولم يزل في أرمينية في أعالي الشام وثوغور الروم مجاهدا وكاتبا زهاء عشر سنوات في خلافة عثمان بن عفان.
أما ابنه خالد بن عبد الله القسري فقد وُلد في دمشق سنة 66 هجرية الموافق 686، وقد نشأ خالد مع إخوته في كنف أبيهم بدمشق ونشأ نشأة صالحة.
فضائله
لقد تتلمذ خالد على يد أبيه عبد الله القسري وعلى يد كبار العلماء من بقية الصحابة وعلماء التابعين ورجال الفقه والحديث والتاريخ والأدب واللغة في دمشق.
كان عبد الله القسري من رؤساء اليمانية بالشام الذين بايعوا عبد الملك بن مروان بالخلافة في سنة 65هجرية، كما كان ابنه خالد وإخوته مضربا للأمثال في العلم والأدب والفروسية في دمشق.
قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية: “قال الأصمعي وغيره: خطب خالد بن عبد الله القسري يوما في واسط فقال: يا أيها الناس تنافسوا في المكارم وسارعوا إلى المغانم واشتروا الحمد بالجود، ولا تكتسبوا بالمطل ذما، واعلموا أن حوائج الناس إليكم نِعمٌ فلا تملوها فتحول نقما، فإن أفضل المال ما أكسب أجرا وأورث ذكراً، ولو رأيتم المعروف لرأيتموه رجلا حسناً جميلاً يسر الناس إذا نظروا إليه ويفوق العالمين، ولو رأيتم البخل لرأيتموه رجلاً مشوها قبيحاً تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار”.
ذات يوم سأل أعرابي خالد بن عبد الله القسري أن يملا جرابه دقيقا فأمر أن يملأ دراهم، فقد عرف بالكرم والعطاء.
ولاية خالد بن عبد الله القسري
في رجب سنة 89 هجرية بدأ عهد ولاية خالد بن عبد الله القسري لمكة المكرمة وما كان إليها من بلاد الحجاز بأمر من الخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان.
كان خالد بن عبد الله القسري أول من أدار الصفوف حول الكعبة، كما قام بتوسيع المسجد الحرام، وبناء منارة شامخة له بناء على أوامر من الخليفة الوليد بن عبدالملك، ثم قام بكسوة الكعبة بالحلل النجرانية اليمنانية وفوقها الديباج وكان ذلك سادس مرحلة متميزة في تاريخ كسوة الكعبة.
وفي سنة 96 هجرية تولى الخلافة سليمان بن عبد الملك، فأقر سليمان بن عبد الملك استمرار خالد بن عبد الله القسري أميرا على مكة والحجاز للوليد ثم سليمان.
كان لخالد بن عبد الله القسري معرفة وثيقة بعمر بن عبد العزيز بن مروان في خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان، فقد كان عمر واليا على المدينة المنورة وخالد القسري واليا على مكة المكرمة.
في سنة 105هجرية تولى خالد بن عبد الله القسري بلاد العراقين ومشارقها، وهو يومئذ ابن تسع وثلاثين سنة.
لقد ساد الأمن والسلام والعدل وقوة الدولة في عهد ولاية خالد بن عبد الله القسري للعراق.
وفي عهد هشام بن عبدالملك كان، أمراء أبرز الولايات في أرجاء دولة الخلافة من اليمنيين فقال أحدهم يخاطب الخليفة “يا أمير المؤمنين، رجل من اليمن على افريقية، ورجل من اليمن على الاندلس، ورجل من اليمن على مصر، ورجل من اليمن على العراق”، وهذا القول لا يعدو أن يكون نوعا من الحسد او الاحتجاج.
استمر خالد بمنصبه في ولاية العراق زهاء 15 سنة، وفيها ساد الأمن والسلام والعدل وقوة الدولة، كما قام بشق النهر وانهار دجلة، وغيرها من الإنجازات، بعد فترة شهدت فيه العراق اضطرابات وفتن.
وفاته
وفي سنة 125 هجرية، مات الخليفة هشام بن عبدالملك بعد 19 سنة و8 أشهر من الحكم، وكان من الخلفاء الأمويين العظماء، وهو عاشر خلفاء دولة بني أمية، فلما مات هشام تولى الخلافة بعده الوليد بن يزيد بن عبدالملك، وقد عرف بفسقه وتحامله على خالد بن عبدالله القسري، وكذلك بتعصبه على اليمانية وانحيازه إلى القيسية، فقام بحبس خالد القسري انتقاما منه، فمات خالد في الحبس.
توفي خالد بن عبد الله القسري في شهر محرم سنة 126هجرية في السجن، وقد أثار موت خالد فوضى في أكثر من ولاية انتقاما له، رحمه الله وغفر له ورضي الله عنه.
سلسلة
حلقات
“يمانيون
في
موكب
الرسول”
:
الجزء الأول من سلسلة “يمانيون في موكب الرسول”
الحلقة الحادي والثلاثون: الصحابي وائل بن الحضرمي وجد الفيلسوف العربي “ابن خلدون”
الحلقة الثانية والثلاثون: الصحابي عمران بن حصين مصافح الملائكة وإمام التابعين
الحلقة الثالثة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. الصحابي الربيع بن زياد أمير خراسان
الحلقة الرابعة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. بديل بن ورقاء سيد خزاعة وقائد فرسانها في فتح مكة
الحلقة الخامسة والثلاثون: الصحابي مالك بن نمط الأرحبي رائد بكيل وحاشد إلى رسول الله
الحلقة السادسة والثلاثون: الصحابي عُدي بن حاتم الطائي “خير الناس
”
الحلقة السابعة والثلاثون: طريف المعافري “قائد أول حملة استطلاعية فدائية ضد الاسبان
”
الحلقة الثامنة والثلاثون: سفيان بن وهب الخولاني أمير إفريقية
الحلقة التاسعة والثلاثون: موسى بن نصير اللخمي.. فاتح المغرب وبلاد الاندلس
الحلقة الأربعون: شرحبيل بن السمط الكندي “أمير عاصمة كسرى وفاتح قيصر
”
الحلقة الواحد والأربعون: عيّاض الاشعري “أمير الجزيرة الفراتية وأرمينية”
الحلقة الثانية والأربعون: عروة بن زيد الخليل فاتح بلاد “الديلم” الحلقة
الحلقة الثالثة والاربعون: عبد الرحمن الغافقي “سابع الحكام العرب لأسبانيا”
الحلقة الرابعة والأربعون: الحارث بن عبد كلال “ملك حمير”
الحلقة الخامسة والأربعون: أبيض بن حمال المأربي “أول من فرش له النبي رداءه”
الحلقة السادسة والأربعون: غالب بن عبد الله الكلبي “أمير سرايا الرسول
”
الحلقة الثامنة والأربعون: زيد الخيل بن مهلهل الطائي “زيد الخير”
الحالقة الثامنة والأربعون: السمح بن مالك الخولاني “أمير الاندلس وفاتح جنوب فرنسا”
الحلقة التاسعة والأربعون: الجراح بن عبد الله الحكمي.. فاتح وأمير بلاد القوقاز
الحلقة الخمسون: جيفر بن جلندي الأزدي “ملك عُمان”
الحلقة الواحد والخمسون: عنبسة بن سحيم الكلبي “فاتح بلاد الغال وشرق فرنسا”
مرتبط
الوسوم
يمانيون في موكب الرسول
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news