ليلة القدر هي من أعظم الأيام وأكثرها خير وبركة، خاصة وأنها الليلة التي انزل فيها القرآن الكريم ودستور المسلمين، كما اشار إلى ذلك المولى سبحانه وتعالى، فقال في محكم التنزيل إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ (1) وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ (2) لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ (3) تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ (4) سلاَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ (5) صدق الله العظيم.
ومع دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يجتهد ملايين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالتقرب إلى الله بالطاعات والعبادات والتهجد في المساجد والمنازل والابتهال إلى الله بالدعاء، والجميع يأملون أن يتصادف هذا الاجتهاد والدعاء مع هذه الليلة المباركة، خاصة وان رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم أمرنا بالتحري عن هذه الليلة في العشر الأواخر في هذا الشهر الفضيل.
الموقع الشهير " إسلام ويب " أكد إن ليلة القدر وإن كانت لا تعلم أي ليلة هي على الراجح، إلا أنها محصورة في العشر الأواخر من رمضان، ولم يقتصر الشرع على هذا الحصر، بل أخبر ببعض العلامات التي تميز تلك الليلة رغبة في استباق الخير فيها والتزود للآخرة، وهناك علامات في أثنائها، وعلامة بعد انقضائها، فالأولى بمثابة المرغب المنشط على إحيائها، والأخرى بمثابة المبشر لمن عمل الصالحات فيها، والمحسر لمن ضيع وفرط.
كما نشر الموقع مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة المتعلقة بهذه الليلة المباركة، فمنها ما رواه أحمد من حديث عبادة بن الصامت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمراً ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح.
ومنها ما أخرجه مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أيكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة، وقال بعض العلماء: فيه إشارة إلى أنها تكون في أواخر الشهر، لأن القمر لا يكون كذلك عند طلوعه إلا في أواخر الشهر.
وعلق مفتي الديار اليمنية، العلامة علي العمراني - يرحمه الله - بشأن ليلة القدر والعلامات البارزة التي تدل عليها فقال خلال حديث متلفز "إن ما أخفاه الله لن يستطيع ان يظهره أحد، وأكد أن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم لم يكونوا يعلمون موعد ليلة القدر، وكذلك لم يتمكن العلماء السابقين والحاليين من تحديد موعدها، موضحا أن الله وحده هو الذي يعلمها فقط.
العلامة العمراني - رحمة الله عليه- كشف ان اخفاء الله لهذه الليلة المباركة لحكمة حنى يستمر كافة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بالاستمرار في التقرب والابتهال إلى الله طوال العشر الأواخر من شهر مضان المبارك، فيتضاعف أجرهم ويجزل الله لهم الثواب، ودعا العمراني كافة المسلمين إلى عدم التركيز على ليلة القدر، وقال ان الله سبحانه وتعالى هو أكرم الأكرمين وقد أمرنا بالدعاء ووعدنا بالاستجابة، لكنه سبحانه وتعالى لم يوضح كيفية الاستجابة وعلينا ان نوقن يقينا تاما من أعماق قلوبنا أن الله لا يخلف الميعاد، ولذلك يقول سبحانه وتعالى في كتابه العزيز " ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾صدق الله العظيم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news