مقدمة برنامج تحل مشكلة في مخيم بمأرب بما يقارب 2500 دولار والعرادة يدشن دورة تدريبية لعدة أيام بحوالي 5 ملايين دولار!.
رغم أني رمضان هذا العام قررت عدم مشاهدة برامج ومسلسلات رمضان، والاستعاضة عن المشاهدة ببرنامج عمل يومي يغنيني عن وجع الرأس، لكني يومي الجمعة الماضية وهذه الجمعة 21 رمضان انسقت لرغبة زميل والجلوس معه في استراحة.
ومع تقليب زر القنوات، أوقف مسوؤل الاستراحة الزر على قناة السعيدة وكان وقت برنامج حقق حلمك مع لول، والضيف المختار نازح في أحد مخيمات النزوح في مأرب.
مخيم يقطنه 17 أسرة حسب ما ورد بالبرنامج كل أسرة متوسط عددها 5 أفراد، كافتهم يعيشون في ظروف بائسة للغاية.
وفي لفتة كريمة من مقدمة برنامج حقق حلمك مع لول أي المذيعة مايا العبسي، تكشف واقع مزري داخل المخيم فالأسر لا تملك فرش وبطانيات ولا الغذاء.. محزن للغاية وبالذات لأننا نسمع عن تبديد ملايين الدولارات باسم النازحين وفي محافظة مأرب.
وبمبلغ لا يتعدى 2500 دولار وفرت مايا العبسي فرش وبطانيات وكذلك ما يوازي سلة غذائيـة لكل أسرة، مبلغ بسيط جدا مقارنة بما يصرف تحت مسمى دعم النازحين.
على سبيل المثال دشن محافظ مأرب العرادة قبل أشهر دورة تدريبية لعدد 93 نازح في مجال صيانة الهاتف بمبلغ يقارب 5 ملايين دولار_ تمويل خارجي، ثم دشن مشروع لترميم 64 غرفة تفتيش صرف صحي بحوالي 4 ملايين دولار_ تمويل خارجي، وقبله مشروع بئر ارتوازية بحوالي 2 مليونيين دولار، وعشرات المشاريع الأخرى بعشرات ملايين الدولارات وتحت مسمى تحسين حياة النازحين.
فيما الحلقة التي بثتها مايا العبسي من المخيم سالف الذكر تكشف عن واقع مغاير في مخيمات النازحين الذين يتكشف كل يوم أكثر وأكثر سلطات محافظة مأرب ومثلها الأمم المتحدة صارت تحنل يافطة النازحين للتكسب والاسترزاق.
يافطة النازحون أكبر ملف فساد تتخفى وراءه الأمم المتحدة وسلطات مأرب، فبحوالي 2500 دولار استطاعت مايا العبسي حل مشكلة فرش وبطانيات مخيم وتوفير سلة تكفي لشهر لكل أسرة، فيما منظمات الأمم المتحدة وسلطات مأرب لم تحقق سوى مزيد من الاسترزاق والشحت باسم النازحين.
أكثر من 45 مليون دولار حسب خطط الاستجابة الانسانية الخاصة باليمن كل عام توجه للنازحين في مأرب، هذا المبلغ يكفي لتغيير حياة سكان محافظة باكملها وليس عدة مخيمات، ولكن الحاصل لا شيء يصل للنازحين في مأرب سوى استمرار الشحت باسمهم.
فلترحل الأمم المتحدة وكل الشركاء المحليين معها. فساد الأمم المتحدة يستوجب الحساب العاجل.
هذه جردة حساب وسبق أن نشرتها حول جانب من فساد الأمم المتحدة باليمن وهنا أعيد نشره لتوضيح حجم الفساد الحاصل
حوالي 2.4 مليار دولار أمريكي
جانب من فساد هيئات الأمم المتحدة باليمن
2.403.039.390 مليار دولار إجمالي مبالغ صرفتها هيئات الأمم المتحدة العاملة من التعهدات المسلمة لليمن لدعم خطط الاستجابة الإنسانية باليمن خلال الفترة من 2015 إلى 2023 في باب لم يتم الإبلاغ عنه كما ورد في تقارير مكتب الشئون الإنسانية باليمن الأوتشا، وكما يلي:
عام 2023 مبلغ 50.878.609 مليون دولار
عام 2022 مبلغ 214.007.665 مليون دولار
عام 2021 مبلغ 241.795.031 مليون دولار
عام 2020 مبلغ 336.298.073 مليون دولار
عام 2019 مبلغ 671.571.345 مليون دولار
عام 2018 مبلغ 387.574.230 مليون دولار
عام 2017 مبلغ 302.315.490 مليون دولار
عام 2016 مبلغ 210.889.400 ملايين دولار
عام 2015 مبلغ 198.658.965 مليون دولار
الإجمالي: 2.403.039.390 مليارين دولار
.
هذه المبالغ لم تعلن الهيئات الأممية العاملة في اليمن ضمن تبويبات أنشطتها ولا ضمن الاحتياجات المطلوبة؛ وجاء في تقارير الأوتشا أنه تم صرفها كما هو أعلاه وضمن باب ” لم يبلغ عنها” هكذا حرفيا وفي خانة الانفاق يذكر بأنه تم الصرف 100 بالمائة.
وفي إيضاح نشره مكتب الأوتشا للعام 2019 ذكر المكتب أن هذا الباب أي ” لم يبلغ عنه” هو خاص بجانب من الأموال التي يستلمها مكتب المبعوث الأممي في جنبف ثم لا يُعلم أين تذهب.
الجانب الأخر من هذه الأموال رغم تأكيد مكتب الأوتشا استلامها لكنه لم يوضح أين وكيف صرفت، واكتفى بوضع توصيف ” لم يبلغ عنها” ولكن تم صرفها 100 بالمائة.
وهذا الباب لبس له أي صلة بمجالات عمل هيئات الأمم المتحدة باليمن إطلاقا مثل التغذية والصحة واللاجئين والتعليم وحتى نفقات اتصالات وخدمات اللوجستيك للهيئات.
باختصار هذا فساد يجب على الأمم المتحدة الكشف عنه قبل التسويق لضرورة عقد مؤتمر للمانحين لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام الحالي 2024.
ودون الكشف عن هذا الفساد فلا داعي لاستغلال الحاجة الإنسانية باليمن لاستجداء العالم التبرع ومن ثم العبث والفساد بهذه التبرعات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news