استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:
الجراح بن عبد الله بن جعادة بن أفلح بن الحارث الحكمي المذحجي، بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن قحطان، من قبيلة حكم المذحجية، وكانت منطقة قبيلة حكم في قلب منطقة تهامة اليمن، الحديدة حاليا.
فاتح وأمير أرمينية وبلاد القوقاز، رافع رايات الإسلام في أرمينية وأذربيجان وشروان وفي تبليس عاصمة جورجيا وبلغت فتوحاته في بلاد القورقاز.
وُلد في دمشق، وولي إمرة البصرة، ثم خراسان وسجستان، وكان من كبار القادة بدمشق والشام في خلافة عبدالملك بن مروان 65-86 هجرية، وكان من أبرز قادة جيش الشام الذي وجهه عبدالملك بن مروان لمواجهة الثورة العارمة التي اندلعت من سجستان إلى العراق ضد الخليفة عبدالملك وعامله في العراق الحجاج بن يوسف الثقفي.
كما كان الجراح من قادة الجيش العربي الإسلامي الذي وجهه الخليفة عبداللملك بن مروان لإعادة فتح أرمينية سنة 84 هـ بقيادة الأمير محمد بن مروان أمير الجزيرة الفراتية فتم فتح مناطق من ارمينية.
بلغت فتوحات الجراح في بلاد القوقاز مالم يبلغه أحد في زمانه، وسمي باسمه نهر الجراح وجسر الجراح في قلب مدينة أرمينية وبلاد القوقاز المسلمة.
كان جد الجراح عبد الجد بن جعادة بن أفلح من خطباء وحكماء اليمن، وزعيم قبيلة الحكمي، لما قدم، عبد الجد الحكمي إلى رسول الله استقبله بالترحيب في المسجد النبوي وفرش له ردائه ليجلس عليه.
وقد جاء في كتاب الانباء أنه: أحد ملوك اليمن الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فافرشهم رداءه، وهم: جرير بن عبد الله البجلي، الحارث بن عبد كلال الحميري، وأبرهة بن الصباح الحميري، ووائل بن حجر الحضرمي، وأبيض بن حمال المأربي، وعبد الجد بن ربيعة الحكمي.
غزواته وفتوحاته
كان عبد الجد بن ربيعة الحكمي وعبد الله بن جعادة والد الجراح من أبرز فرسان بني حكم وتهامة الذين انطلقوا للجهاد وساهموا في فتوحات الشام ومصر.
كان الجراح بن عبد الله الحكمي من كبار القادة بدمشق والشام في خلافة عبد الملك بن مروان بن الحكم (65 – 86هجرية).
ثم كان الجراح من قادة الجيش العربي الإسلامي الذي وجهه الخليفة عبد الملك بن مروان لإعادة فتح أرمينيا سنة 84هجرية.
في عهد خلافة الوليد بن عبد الملك وُلّى الجراح بن عبدالله الحكمي أميرا على ولاية البصرة في إطار ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي للعراق وما جاورها.
وفي عهد الخليفة سليمان بن عبدالملك، استخلف يزيد بن المهلب على ولاية العراق، وكان الجراح بن عبد الله الحكمي نائبا ليزيد بن المهلب على ولاية واسط، واستخلفه يزيد بن المهلب عندما سار بالجيش لفتح إقليم جرجان وطبرستان.
وفي عام 99 هجرية تولى الخلافة عمر بن عبدالعزيز، وولى الجراح الحكمي، أميرا على خرسان.
في سنة 100هجرية بدأ الخليفة عمر بن عبد العزيز بتطبيق سياسة جديدة تتمثل في إسقاط الجزية عمن يعلن اعتناق الإسلام من الكفار في بلاد خرسان وفي غيرها من الثغور.
في إطار تلك السياسة الجديدة لعمر بن عبد العزيز كتب عمر إلى الجراح بن عبد الله الحكمي امير خرسان قائلا له: انظر من صلى قبلك، فضع عنه الجزية”، فسارع الناس الى الإسلام، فكتب الجراح الى الخليفة عمر بن عبد العزيز “إن الناس قد سارعوا الى الإسلام نفورا من الجزية”.
فكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز للجراح: “إن الله إنما بعث محمدا صلى الله عليه وسلم داعيا ولم يبعثه جابيا”، فالتزم الجراح بتطبيق السياسة الجديدة.
وفي مطلع سنة 104هجرية تسلم الجراح بن عبد الله الحكمي، ولاية مدينة أردبيل، عاصمة إقليم أذربيجان ثم انطلق منها بجيش عربي إسلامي فاتحاً جميع مدن القوقاز حتى وصل إلى بلاد الأبخاز ثم بلاد اللان واوغل باتجاه روسيا حاليا.
وفتح الجراح أرض شروان وباب والأبواب في ربيع الثاني 104هـ، ه وهي من بلاد جبال القوقاز وبحر قزوين (بحر الخرز سابقا)
ثم توجه إلى بلاد خيزان والران لفتحها، ثم سار إلى بلاد حمزين، فافتتحها وصالح أهلها على الجزية، ثم تقدم إلى يرغوا، ثم فتح أرض وحصن بلنجر وهي من أمنع الحصون في بلاد القوقاز.
وفي عام 105 هـ سار بجيشه لفتح بلاد “الوبندر” ففتحها بالصلح، ثم فتح بلاد اللان وقلعة باب اللان، احدى قلاع العالم الموصوفة بالمنعة.
ولما افتتح الجراح قلعة اللان مضى منها جنوبا إلى تفليس (تبلييسي) عاصمة جورجيا حاليا، واستمر الحكم الإسلامي على جورجيا منذ فتحها الجراح سنة 105 هـ حتى القرن الثالث الهجري في عهد المتوكل العباسي.
واستمرت فتوحات الجراح، في مناطق كثير من تلك البلدان، وأميرا على القوقاز وأذربيجان.
ذك البلاذري عن الجراح، ما نصه ” وُلي الجراح بن عبدالله الحكمي من مذحج، أرمينية، فنزل بذعة، فرُفع إليه اختلاف مكاييلها، فأقامها على العدل والوفاء، واتخذ مكيالاً يدعى الجراحي، فأهلها يتعاملون به إلى اليوم”.
استشهاده
استمر الجراح بن عبد الله أميرا وقائد وفاتحاً لبلاد القوقاز وأرمينية وأذربيجان حتى استشهد في إحدى معاركه عندما هاجمه جيشاً كبيراً مؤلف من قبائل اللان والخزر وأجناس الترك أقبلوا عليه من أعالي القوقاز وجهة “روسيا” وكان في فرقة صغيرة، وكان بإمكانه الفرار إلى المناطق الداخلية حتى يجتمع له الجيش، لكنه رفض وفضّل المواجهة على الفرار.
استشهد الجراح في تلك الواقعة عن عمر ناهز السبعين سنة 112 رضي الله عنه، وكان ذلك في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك رضي الله عنهم جميعا.
سلسلة
حلقات
“يمانيون
في
موكب
الرسول”
:
الجزء الأول من سلسلة “يمانيون في موكب الرسول”
الحلقة الحادي والثلاثون: الصحابي وائل بن الحضرمي وجد الفيلسوف العربي “ابن خلدون”
الحلقة الثانية والثلاثون: الصحابي عمران بن حصين مصافح الملائكة وإمام التابعين
الحلقة الثالثة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. الصحابي الربيع بن زياد أمير خراسان
الحلقة الرابعة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. بديل بن ورقاء سيد خزاعة وقائد فرسانها في فتح مكة
الحلقة الخامسة والثلاثون: الصحابي مالك بن نمط الأرحبي رائد بكيل وحاشد إلى رسول الله
الحلقة السادسة والثلاثون: الصحابي عُدي بن حاتم الطائي “خير الناس
”
الحلقة السابعة والثلاثون: طريف المعافري “قائد أول حملة استطلاعية فدائية ضد الاسبان
”
الحلقة الثامنة والثلاثون: سفيان بن وهب الخولاني أمير إفريقية
الحلقة التاسعة والثلاثون: موسى بن نصير اللخمي.. فاتح المغرب وبلاد الاندلس
الحلقة الأربعون: شرحبيل بن السمط الكندي “أمير عاصمة كسرى وفاتح قيصر
”
الحلقة الواحد والأربعون: عيّاض الاشعري “أمير الجزيرة الفراتية وأرمينية”
الحلقة الثانية والأربعون: عروة بن زيد الخليل فاتح بلاد “الديلم” الحلقة
الحلقة الثالثة والاربعون: عبد الرحمن الغافقي “سابع الحكام العرب لأسبانيا”
الحلقة الرابعة والأربعون: الحارث بن عبد كلال “ملك حمير”
الحلقة الخامسة والأربعون: أبيض بن حمال المأربي “أول من فرش له النبي رداءه”
الحلقة السادسة والأربعون: غالب بن عبد الله الكلبي “أمير سرايا الرسول
”
الحلقة الثامنة والأربعون: زيد الخيل بن مهلهل الطائي “زيد الخير”
الحالقة الثامنة والأربعون: السمح بن مالك الخولاني “أمير الاندلس وفاتح جنوب فرنسا”
مرتبط
الوسوم
يمانيون في موكب الرسول
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news