الجنوب اليمني | متابعات خاص
كشفت صحيفة “
نيويورك تايمز
” في تقرير حصري عن حصول جماعة الحوثي في اليمن على مكونات أساسية لخلايا الوقود الهيدروجيني، وهي تكنولوجيا متقدمة يُتوقع أن تُحدث نقلة نوعية في قدراتهم العسكرية، خاصة في مجال الطائرات المسيرة.
وأشار التقرير، الذي نُشر تحت عنوان “طائرات الحوثيين المسيرة قد تصبح أكثر تخفيًا وتحلق لمسافات أبعد”، إلى أن هذه المكونات التي تم تهريبها إلى اليمن، ستمنح الحوثيين “قفزة تكنولوجية متقدمة” في عملياتهم.
ويأتي هذا التطور في سياق تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتي استهدفت سفنًا تجارية وحربية، مما أدى إلى اضطراب حركة التجارة العالمية عبر هذا الممر الملاحي الحيوي.
تحسين القدرات التكتيكية والاستراتيجية
ونقلت الصحيفة عن تيمور خان، المحقق في منظمة أبحاث تسليح الصراعات (CAR)، وهي منظمة بريطانية متخصصة في تتبع الأسلحة المستخدمة في النزاعات، قوله إن هذه التكنولوجيا “قد تمنح الحوثيين عنصر مفاجأة ضد القوات العسكرية الأمريكية أو الإسرائيلية إذا ما استأنفوا أيًا من هذه الصراعات”.
وأوضح خان أنه قام بتوثيق أجزاء من نظام خلايا وقود هيدروجينية عُثر عليها قبالة سواحل اليمن، مشيراً إلى أن خلايا الوقود الهيدروجينية تتميز بقدرتها على إنتاج الكهرباء بتفاعل الهيدروجين والأكسجين، مع إصدار القليل من الحرارة أو الضوضاء، مما يجعل الطائرات المسيرة التي تعمل بها أقل قابلية للاكتشاف بواسطة أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء.
مدى طيران مضاعف وصعوبة في الاكتشاف
ووفقًا للتقرير، فإن الطائرات المسيرة الحوثية الحالية، التي تعمل بالبطاريات أو محركات الغاز، قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 750 ميلًا تقريبًا.
لكن استخدام خلايا الوقود الهيدروجينية يمكن أن يضاعف هذا المدى ثلاث مرات، مما يمنح الحوثيين قدرة أكبر على الوصول إلى أهداف أبعد وأكثر عمقًا.
واستندت منظمة أبحاث تسليح الصراعات في تقريرها إلى وثائق شحن تُظهر أن مكونات خلايا الوقود تم تصنيعها من قبل شركات صينية، بالإضافة إلى خزانات هيدروجين مضغوطة تحمل علامات خاطئة كأنها أسطوانات أكسجين.
سلسلة توريد جديدة محتملة
وأشار خان إلى أن شحنات الأسلحة التي يتم اعتراضها للحوثيين عادة ما تكون إيرانية الصنع أو مرسلة من إيران.
لكن الحصول على هذه المكونات من مصادر تجارية صينية قد يشير إلى “سلسلة توريد جديدة” للحوثيين، مما يزيد من اكتفائهم الذاتي ويقلل اعتمادهم على الدعم الإقليمي.
مزايا خلايا الوقود الهيدروجينية
من جانبه، أوضح آندي كيلي من شركة “إنتيليجنت إنرجي”، وهي شركة بريطانية تصنع خلايا وقود الهيدروجين، أن هذه التكنولوجيا توفر مزايا عديدة للطائرات المسيرة، بما في ذلك القدرة على حمل أوزان أكبر لمسافات أطول، وتقليل الاهتزازات التي قد تؤثر على أجهزة الاستشعار والكاميرات، بالإضافة إلى إمكانية إعادة استخدامها لمرات أكثر من البطاريات التقليدية.
سياسة عدم الكشف عن الشركات الصينية
وفي سياق متصل، أكد تقرير منظمة أبحاث تسليح الصراعات أن المركز رفض الكشف عن أسماء الشركات الصينية المصنعة للمكونات التي تم العثور عليها، وذلك في إطار سياسة تهدف إلى الحفاظ على التعاون مع الشركات لتحديد كيفية وصول منتجاتها إلى جهات غير مصرح بها، ومنع تكرار ذلك في المستقبل.
مرتبط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news