استعراض خاص بـ”يمن ديلي نيوز”:
هو عياض بن غنيم بن سعد الاشعري ينتمي إلى قبيلة الأشاعرة السابقين إلى الإسلام في منطقتهم بوادي “زبيد ورمع”.
أسلم عياض على يد أبي موسى الأشعر حينما أخذ يدعو إلى الإسلام منذ ما قبل الهجرة النبوية ببضع سنين، فهو من السابقين إلى الإسلام.
ذكر كتاب الزيادة في فضل الصحابة أن عياض صحابي، قائد، فاتح، وقال البخاري عن عياض “له صحبة”.
فضائله
منذ قدوم وفد الاشعريين مع أبي موسى الاشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة المنورة، سنة 7 هجرية، أخذ الصحابي عياض بن غنيم الاشعري مع الاشعرين أماكنهم بين المؤمنين الذين قدر لهم أن يكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلامذته، وأن يكونوا حملة الإسلام الى الناس.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمدح الأشعريين بوحدتهم وتعاطفهم ويضرب بهم المثل لأصحابه، فيقول صلى الله عليه وسلم: “إن الاشعريين اذا أرملوا في غزو، أوقل في أيديهم الطعام، جمعوا ما عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموه بالسوية، فهم مني وأنا منهم”.
وقد روى عياض بن غنيم الأشعري عدة أحاديث سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها ما أخرجه أبو يعلى من طريق أبي الزبير عن شهر بن حوشب الاشعري عن عياض بن غنيم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما”.
وأخرج بن مندة من طريق الزهري عن عروة عن عياض بن غنيم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا”.
أخرج الحاكم في المستدرك من طريق ابن عائذ عن جبير بن نفير، أن عياض بن غنيم الاشعري وقع على صاحب داريا حين فتحت، فاغلظ له هشام بن حكيم القول، فقال عياض لهشام: ألم تسمع رسول الله يقول: “من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يقل له علانية”.
غزواته
لقد شهد الأشعريون، وفي طليعتهم أبو عامر الاشعري وأبو موسى وعياض بن غنيم الاشعري، المشاهد والغزوات مع رسول الله في السنة السابعة والثامنة وحتى السنة التاسعة من الهجرة النبوية.
انطلق عياض بن غنيم الاشعري بفرقة من فرسان الاشاعرة وحمير إلى أبي بكر الصديق في أوائل خلافته، للمساهمة في التصدي لبعض حالات الردة والتمرد التي وقعت في بعض جهات نجد والحجاز في أواسط سنة 11هجرية.
بينما كان خالد بن الوليد والذين معه يواجهون حالة الردة في اليمامة كان عياض بن غنيم الأشعري والذين معه قد ضبطوا الأمور في المنطقة التي وجه أبو بكر عياض اليها وهي منطقة ما بين “النباج والحجاز”.
سار خالد بن الوليد من اليمامة وعياض بن غنيم من الحجاز متجهين الى العراق بأمر من الخليفة بو بكر الصديق رضى الله عنه للمشاركة في الفتوحات هناك.
وفي عهد الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب، أمّر عياض بن غنيم على جيش قوامه 8 آلاف مجاهد لفتح ديار بكر وربيعة الفرس، وقد ضم الجيش المئات من كبار الصحابة، منهم خال بن الوليد، المنذر بن مسعود اللخمي، والمقداد بن الأسود الكندي، وعمار بن ياسر.
انطلق الجيش العربي الإسلامي الذي كان قد فتح إقليم الحيرة في العراق بقيادة خالد بن الوليد ومعه من الصحابة القادة جرير بن عبد الله البجلي، وعياض بن غنيم الاشعري، ورافع بن عمير الطائي، والقعقاع بن عمرو، وأمثالهم، متجهين لفت الشام.
وفي موقعة اليرموك في الشام سنه 13هجرية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه، كان عياض بن غنيم الاشعري أمير على كردوس من كراديس الجيش العربي الإسلامي (الكردوس كتيبة تضم ألف مقاتل).
ثم سار عياض مع ابي عبيد بن الجراح وخالد بن الوليد من دمشق الى حمص وقسرين في شوال سنة 14هجرية، فكان عياض من الصحابة القادة في فتح حمص وقسرين.
بعدها انطلق على رأس ألف من الفرسان من الشام الى العراق للمشاركة في فتوحات العراق.
شهد عياض بن غنيم الاشعري وفرقة الاشاعرة بقيادته اسهامهم في هزيمة الفرس في القادسية، وتتوج النصر في شهر محرم سنة 15هجرية.
لقد كان عياض بن غنيم الاشعري ثالث ثلاثة من الصحابة القادة، حيث كتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى سعد بن ابي وقاص أن يبعث جيشا يكون أميره واحد منهم الى الجزيرة الفراتية فاختار عياض بن غنيم.
بحسب موسوعة “ويكبيديا” فإن الجزيرة الفراتية” هي منطقة واقعة بين (الشام والعراق والأناضول)، تشمل المنطقة اليوم شمال شرق سوريا وشمال غرب العراق وجنوب شرق تركيا مشكلة الجزء الشمالي من وادي الرافدين، يحدها من الشرق جبال زاغروس ومن الشمال جبال طوروس وإلى الجنوب بادية الشام ومنخفضات الثرثار والحبانية.
سار عياض بالجيش فاتحا ففتح الرها وسميساط ونصبين، ودارا وغيرها من الجزر.
وقد كان الصحابي أبو عبيدة بن الجراح رضى الله عنه، سار بجيش على مقدمته عياض بن غنيم، إلى منطقة “الرها”، فوجد أهلها قد تحصنوا، فنزل عليها فلم يلبثوا أن طلبوا الصلح والأمان على أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ومنازلهم والحصن الذي بها، وكان الذي صالحهم على ذلك عياض بن غنيم، فانفذ أبو عبيدة صلحه.
جاء في كتاب “فتوح البلدان”: لم يبق في الجزيرة الفراتية موضع قدم الا فتح على عهد عمر بن لخطاب رضى الله عنه، على يد الصحابي، عياض بن غنيم الاشعري، وهي “حران، والرها، والرقة، وفريسيا، ونصبيين، وسنجار”.
في سنة 18هجرية أجاز عياض بن غنيم الأشعري بجيشه الى ديار بكر من بلاد الجزيرة، وفي سنة 20 هـ، اتم الله الفتح وفُتحت سائر بلاد الجزيرة وديار بكر.
وفاته
رجع غياض بن غنيم الأشعري من فتوحاته إلى الشام، في عهد الخليفة الفاروق رضي الله عنه، إلى المدينة المنورة، وهناك وافاه الأجل وفاضت نفسه المطمئنة إلى ربها راضية بإذن الله مرضية، رحمه الله ورضي عنه وعن جميع الصحابة العظماء الذين افنوا أعمارهم في نشر الإسلام وفي الفتوحات.
سلسلة
حلقات
“يمانيون
في
موكب
الرسول”
:
الجزء الأول من سلسلة “يمانيون في موكب الرسول”
الحلقة الحادي والثلاثون: الصحابي وائل بن الحضرمي وجد الفيلسوف العربي “ابن خلدون”
الحلقة الثانية والثلاثون: الصحابي عمران بن حصين مصافح الملائكة وإمام التابعين
الحلقة الثالثة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. الصحابي الربيع بن زياد أمير خراسان
الحلقة الرابعة والثلاثون: يمانيون في موكب الرسول.. بديل بن ورقاء سيد خزاعة وقائد فرسانها في فتح مكة
الحلقة الخامسة والثلاثون: الصحابي مالك بن نمط الأرحبي رائد بكيل وحاشد إلى رسول الله
الحلقة السادسة والثلاثون: الصحابي عُدي بن حاتم الطائي “خير الناس
”
الحلقة السابعة والثلاثون: طريف المعافري “قائد أول حملة استطلاعية فدائية ضد الاسبان
”
الحلقة الثامنة والثلاثون: سفيان بن وهب الخولاني أمير إفريقية
الحلقة التاسعة والثلاثون: موسى بن نصير اللخمي.. فاتح المغرب وبلاد الاندلس
الحلقة الأربعون: شرحبيل بن السمط الكندي “أمير عاصمة كسرى وفاتح قيصر
”
مرتبط
الوسوم
يمانيون في موكب الرسول
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news