كيف استفاد الرئيس السوري ”أحمد الشرع” من أخطاء ”ثورات الربيع العربي”؟

قال كاتب يمني إن الرئيس السوري أحمد الشرع تمكن من الاستفادة من دروس أخطاء "ثورات الربيع العربي"، مستعرضًا بعض الأمثلة التي تعكس هذه الاستفادة في سياسته.

وقال الكاتب محمد المحيميد في منشور له على منصة إكس، إن الرئيس الشرع اتبع عدة استراتيجيات متميزة التي تميزت عن سياسات بعض البلدان التي شهدت ثورات في الربيع العربي. أبرز هذه الاستراتيجيات شملت:

1. تشكيل الحكومة: حيث شكل الشرع حكومة تضم أفرادًا من نفس توجهه السياسي ومن يثق بهم، دون محاولة استرضاء الأقليات الطائفية أو الكيانات السياسية المتنوعة، على عكس ما حدث في دول مثل مصر واليمن وتونس، التي سعت للتوسل للأقليات والكيانات السياسية للمشاركة في الحكومات.

2. مؤتمر الحوار الوطني: أنجز الشرع مؤتمر الحوار الوطني السوري في يومين فقط دون إشراك مليشيات قسد المسلحة، في حين استمر مؤتمر الحوار الوطني اليمني أكثر من عام وشارك فيه مليشيات الحوثي المسلحة.

3. رفض الوصاية الدولية: لم يستجلب الشرع الوصاية الدولية أو تدخل مجلس الأمن، بل نجح في رفع العقوبات المفروضة على بلاده، على عكس الوضع في اليمن وليبيا حيث لعب المبعوثون الدوليون دورًا كبيرًا في التدخل وزيادة التوترات.

4. الإعلام: اختار الرئيس السوري الاستغناء عن الإعلام الرسمي، حيث لا يزال التلفزيون السوري شبه مغلق حتى اليوم، بينما كان الإعلام في مصر واليمن وتونس رأس الحربة ضد الثورات. وفقا للكاتب.

5. |العلاقات مع دول الخليج": لم يشن الرئيس السوري أي عداء ضد دول الخليج وخاصة السعودية، بل أظهر فهمًا لأهمية المملكة الإقليمية والدولية وجعلها وجهته الأولى بعد أن أشاد برؤيتها ونهضتها. في المقابل، كان في مصر مثلا، الرئيس مرسي يزور طهران واستقبل أحمدي نجاد.

6. التعامل مع القوى العظمى: لم يعلن الشرع عداء لروسيا على الرغم من التحالف القوي بين روسيا وبشار الأسد، بل سعى لتحقيق التوازن بين روسيا والغرب. وفي المقابل، وضعت بعض الدول مثل مصر واليمن وتونس وليبيا كل اهتمامها في التحالف مع أمريكا وأوروبا، مما سمح لروسيا بالتدخل في المنطقة.

7. التعامل مع الأزمات: عند حدوث اضطراب أمني، حسم الشرع الأمر بسرعة ثم شكل لجنة لمعالجة الأخطاء، بينما في اليمن كانت تُشكل لجان رئاسية تسهم في تسليم البلاد للمليشيات.

وتبرز هذه النقاط، وفقًا للمحيميد، كيف استطاع الرئيس السوري الاستفادة من الأخطاء السابقة في ما سمي بـ"ثورات الربيع العربي"، مما مكنه من حلحلة مشاكل سوريا والتعامل مع التحديات بشكل أكثر فاعلية.