مشاريع نساء اليمن.. إنتاج سلع رمضانية لزيادة المداخيل

     
موقع الجنوب اليمني             عدد المشاهدات : 82 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
مشاريع نساء اليمن.. إنتاج سلع رمضانية لزيادة المداخيل

الجنوب اليمني | العربي الجديد

مع بداية شهر رمضان كانت سعيدة العبسي قد اقترضت مبلغا من المال من أجل شراء كميات من الدقيق والذرة والحبوب والخميرة والزيت والغاز المنزلي من أجل صناعة اللحوح اليمني (نوع من أنواع الخبز) وبيعه والذي يزداد حجم الطلب عليه في رمضان. مع ساعات النهار الأولى تقوم سعيدة بصناعة ما يزيد عن 150 حبة من اللحوح الذي يستخدم في تحضير وجبة الشفوت اليمنية، وعقب صلاة العصر يخرج ابنها علاء إلى السوق المركزي وسط تعز لبيع اللحوح للزبائن.

تمثل صناعة اللحوح مشروعا صغيرا لسعيدة وأسرتها يعود عليها بربح مالي لا بأس به يساهم في التخفيف من التزاماتها المالية المتزايدة، غير أنها وبمساعدة ابنها تستغل شهر رمضان للعمل في صناعة وبيع اللحوح الذي يحتاج منهما خمس ساعات فقط لإنجاز صناعة اللحوح وبيعه.

يقول علاء لـ”العربي الجديد” إن شهر رمضان يعد فرصة لبيع اللحوح نتيجة الطلب الكبير عليه، وكل عام تقوم أمي خلال شهر رمضان بصناعة اللحوح وأقوم أنا ببيعه بالسوق، وهذا يساعدنا في ربح مبلغ من المال لا بأس به يكفينا لمصروف رمضان وتوفير كسوة العيد لي ولاخواني”.

يضيف علاء، تقوم أمي يوميا بصناعة 150 حبة لحوح حيث أبيع الواحدة بـ 300 ريال (الدولار يساوي 2330 ريالا في مناطق الحكومة الشرعية) حيث يعد نصف هذا المبلغ هو الربح الصافي لنا، أي أننا نربح في اليوم ما لا يقل عن 20 ألف ريال، وهذا المبلغ يساعدنا كثيرا في الوفاء بالالتزامات المعيشية الضرورية”.

ويعد شهر رمضان فرصة لتفعيل المشاريع الصغيرة الخاصة بالنساء اليمنيات نتيجة زيادة الطلب على وجبات معينة خلال شهر رمضان مثل اللحوح والسمبوسة والباجية. على مقربة من علاء تقف لينا وأمامها صحن من السمبوسة التي تقوم أمها بصناعتها بالبيت، وتقوم لينا ببيعها في السوق من بعد صلاة العصر حتى المغرب.

تقول لينا لـ”العربي الجديد” تقوم أمي بصناعة كميات كبيرة من السمبوسة والباجية وتمنحها لي ولأخوي محمد وإلياس ونتوزع على الأسواق لبيعها، حيث تصنع سمبوسة بالعدس، وأخرى بالجبن، ونربح في اليوم الواحد ما يقرب من 30 ألف ريال”.

تزايد مشاريع النساء

لا تتوقف المشاريع الصغيرة في حدود المأكولات بل تتعداها إلى بعض التجهيزات الخاصة بعيد الفطر، كما هو الحال مع أحلام المليكي التي تقوم بتجهيز نقش الحناء والتي تصنعها يدويا باستخدام اللصق التي تقوم بقصها على شكل أشكال ونقوش جميلة. منذ بداية رمضان تبدأ أحلام بمساعدة أخواتها بتجهيز النقوش وتحضيرها، ومن ثم بيعها إلى محلات الأكسسوارات أو البائعين الجوالين في الأسواق، حيث يزداد الطلب عليها في شهر رمضان وخاصة في الأيام الأخيرة منه في إطار الاستعدادات لعيد الفطر.

تقول أحلام لـ”العربي الجديد”: “بالنسبة لي أنا أجد في شهر رمضان موسما للعمل حيث يزداد الطلب على النقوش الخاصة بالحناء والخضاب والتي نقوم بتجهيزها، حيث إن معظم النساء تقريبا يقمن بالنقش بالخضاب أو الحناء خلال العيد وبالتالي يزداد الطلب عليها، بينما يقل الطلب في الأيام العادية نتيجة انحصار الطلب على نقوش الحناء من النساء اللواتي لديهن مناسبات معينة كالأعراس أو حفلات الخطوبة وعقد القران”.

تضيف أحلام أن صناعة نقوش الحناء من المهن السهلة وغير المكلفة حيث تكاليف إنتاجها بسيطة مقارنة بالمبلغ الذي تباع بها، وهذا يضمن أرباحا جيدة، لكن المشكلة في هذه المهنة أنها موسمية”. يمثل شهر رمضان فرصة للأسر اليمنية المنتجة لعرض منتوجاتها التي يتم إنتاجها بتكاليف قليلة وطرق بسيطة داخل المنزل، ومن ثم بيعها في الأسواق، حيث يتم ذلك بمبادرات شخصية من ربات البيوت اليمنيات اللواتي يسعين لمشاركة الزوج في تحمل نفقات البيت المتزايدة، أو تحمل مسؤوليات الإنفاق على البيت في ظل غياب المعيل.

وتشكو النساء اليمنيات من مالكي المشاريع الصغيرة من ضعف المردود المادي هذا العام، مقارنة بالأعوام السابقة نتيجة حالة الكساد التي أصابت الأسواق اليمنية في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي المزري الذي يعانيه اليمنيون نتيجة الارتفاع المهول بالأسعار، وانهيار سعر صرف العملة المحلية.

الباحث الاقتصادي عمار شيباني قال لـ”العربي الجديد” إن رمضان يعد موسما للمشاريع الصغيرة قليلة التكلفة وذات الربح المعقول للأسر اليمنية المنتجة، نتيجة زيادة الطلب في هذا الشهر على الكثير من المواد الغذائية والسلع التي يقل الطلب عليها في الأشهر الأخرى، فهناك عادات مرتبطة بشهر رمضان تزيد من حجم الطلب على بعض المواد الغذائية والسلع المتعلقة برمضان أو بعيد الفطر”.

وتفيد الأرقام بأن حوالي 80% من اليمنيين كانوا يعيشون تحت خط الفقر في عام 2021، وأن حوالي 19 مليونا منهم يعانون من سوء التغذية، وارتفع الرقم إلى 23 مليوناً في 2022، وانخفض إلى 21.3 مليوناً في 2023. وكانت الأمم المتحدة، قد قالت في وقت سابق إنها بحاجة إلى 2.5 مليار دولار لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن خلال العام 2025.

مرتبط

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

بالأسماء والتفاصيل: 8 دول تفتح أبوابها لليمنيين مجاناً بدون تأشيرة.. و22 دولة بـ"التأشيرة عند الوصول"

نيوز لاين | 414 قراءة 

حدث في صنعاء يحرك الأمم المتحدة مع السعودية والإمارات.. ماذا جرى؟

المشهد اليمني | 374 قراءة 

”الحوثيون يطوقون منزل قيادي منشق في تعز بحملة أمنية موسعة لردع الراغبين في الانفصال”

المشهد اليمني | 363 قراءة 

بشراكة إسرائيلية وإشراف أمريكي..وثائق تكشف خفايا الاستحواذالإماراتي على ثروات اليمن

يمن إيكو | 314 قراءة 

تصنيف عالمي جديد .. اليمن في المستوى الاول ضمن 10 دول عربية و أوروبية من بينها أمريكا وإسبانيا

نيوز لاين | 278 قراءة 

أمن عدن يكشف تفاصيل جديدة في جريمة اغتيال الشيخ مهدي العقربي

شمسان بوست | 276 قراءة 

قرار حوثي جديد بشأن بيع أو شراء عقارات في هذه المناطق بصنعاء - وثيقة

المشهد اليمني | 275 قراءة 

صنعاء تترقّب ساعة الخلاص فهل تستثمر الشرعية لحظة الغليان الشعبي.

المنتصف نت | 248 قراءة 

عدن : مستجدات كهرباء عدن حتى صباح الخميس 16 اكتوبر 2025م

عدن تايم | 204 قراءة 

أسرار تُكشف وقصص تروى لاول مرة عن اسلوب إدارة طارق صالح للساحل الغربي وتعامله مع تجاوزات ضباطه وافراده

نيوز لاين | 196 قراءة