"اسم له دلالات حساسة".. لماذا أشعلت مناورات المغرب وفرنسا غضب الجزائر؟

     
العين الثالثة             عدد المشاهدات : 106 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"اسم له دلالات حساسة".. لماذا أشعلت مناورات المغرب وفرنسا غضب الجزائر؟

جاء خبر المناورات العسكرية بين المغرب وفرنسا قرب حدود الجزائر ليصب مزيدا من الزيت على نار أزمة دبلوماسية هي "الأخطر" بين الجزائر وفرنسا، وفق توصيف المؤرخ الفرنسي والخبير في شؤون الجزائر بنجامان ستورا.

ولم يصدر أي بيان رسمي مغربي أو فرنسي بشأن المناورات، إلا أن الخارجية الجزائرية قالت إنها ستنظم في سبتمبر القادم وأن اسم هذه المناورات له "دلالات حساسة" دون تقديم المزيد من التفاصيل عن ذلك.

ولا تعد هذه المرة الأولى التي تجري فيها مناورات "شرقي 25"، لكنها المرة الأولى التي تثير حفيظة الجزائر، فهل الأمر يتعلق بتغير دبلوماسي جديد أم أنه مرتبط بالأزمة المتواصلة بين فرنسا والجزائر.

والخميس، وصف بيان غاضب من الخارجية الجزائرية المناورات العسكريّة الفرنسيّة-المغربيّة بأنها "عمل استفزازي سوف يُسهم في تأجيج الأزمة" الحالية.

وقالت وزارة الخارجيّة الجزائريّة إنّ الأمين العام لوزارة الخارجيّة لوناس مقرمان استقبل الخميس في مقرّ الوزارة سفير فرنسا في الجزائر ستيفان روماتي.

وأشار البيان إلى أنّ الغرض من هذا اللقاء كان "لفت انتباه الدبلوماسي الفرنسي إلى خطورة مشروع المناورات العسكرية الفرنسية-المغربية المزمع إجراؤها في شهر سبتمبر المقبل في الراشيدية بالقرب من الحدود الجزائرية".

ولفت البيان إلى أنّ "الطرف الجزائري ينظر إلى هذا التمرين على أنه عمل استفزازي ضد الجزائر"، مضيفا أنّ "تصرفا من هذا القبيل سوف يسهم في تأجيج الأزمة" التي تشهدها حاليا العلاقات الجزائرية-الفرنسية في المرحلة الراهنة و"يرفع من حدّة التوتر بين البلدين إلى مستوى جديد من الخطورة".

لماذا الآن ؟

سبق أن أجرى المغرب بمشاركة فرنسا سنة 2022 في منطقة الرشيدية قرب حدود الجزائر، مناورات "شرقي22" لكنها لم تثير حفيظة الجزائر، فلماذا الغضب الآن ؟

يقول المحلل الجزائري، حكيم بوغرارة، أن الغضب الجزائري "نابع من تمادي الاستفزازات سواء من المغرب أو من فرنسا، خاصة بعد موجة الاختلافات الجزائرية الفرنسية ولجوء دوائر فرنسية للانتقام من الجزائر باعتراف مزعوم بمخطط الحكم الذاتي لقضية الصحراء الغربية، ثم توالي زيارت مسؤولين فرنسيبن للأراضي الصحراوية المحتلة"، بحسب تعبيره.

ويوضح بوغرارة في حديث لموقع "الحرة" أن الغضب نابع من تواصل التآمر والاستفزاز، والذي قد يتطور أكثر إذا لم ترد الجزائر وفقا للأعراف الدبلوماسية، لأن "الأمن القومي الجزائري" خط أحمر، وفق تعبيره.

من جهته، يرى الإعلامي المغربي والباحث في العلوم السياسية، يوسف منصف، أن الغضب الجزائري تجاه المناورات مبالغ فيه، لأن "المغرب وفرنسا تربطهما اتفاقيات تعاون دفاعي ويجريان بصفة دورية مناورات عسكرية ترجمة لهذا التعاون الثنائي".

ويوضح منصف في حديث لموقع "الحرة" أن "تزامن هذه المناورات مع أزمة دبلوماسية عميقة بين باريس والجزائر، رفع منسوب التوجس لدى حكام المرادية الذي يعتبرون كل تقارب للمغرب مع باريس أو غيرها من القوى المؤثرة دوليا يكون على حسابها، وهذا أمر لا يستساغ في منطق العلاقات الدولية القائمة على التعاون وعلى استشراف ممكنات التعاون الثنائي في المجالات العسكرية وغيرها".

وتعرضت العلاقة بين فرنسا والجزائر لضربة قوية في نهاية يوليو حين دعمت باريس خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء الغربية التي هي محور نزاع مستمر منذ خمسين عاما بين المغرب والجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) المطالبة بحق تقرير المصير والمدعومة من الجزائر. وردّت الجزائر بسحب سفيرها في باريس.

وتفاقمت الأزمة مع سجن الكاتب الجزائري الذي يحمل الجنسية الفرنسية بوعلام صنصال في الجزائر منتصف نوفمبر بسبب بتصريحات أدلى بها في فرنسا لموقع فرنسي معروف بقربه من اليمين المتطرف، وتبنّى فيها موقفا مغربيا يقول إن أراضٍ مغربية انتُزعت من المملكة في ظل الاستعمار الفرنسي لصالح الجزائر.

وأدّى توقيف السلطات الفرنسية في بداية العام مؤثرين جزائريين بتهمة التحريض على العنف، ومحاولة ترحيل جزائريين رفضت الجزائر استقبالهم، إلى تفاقم الوضع.

وصف البيان الجزائري الغاضب اسم مناورات "شرقي 2025" بأنه يحمل دلالات حساسة، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل عن ذلك.

"الأمر لا يحتاج للكثير من الذكاء" وفق المحلل بوغرارة، الذي يقول إن ذلك يلمح إلى "الأطماع التوسعية" للمغرب، وهي بعض الأراضي التي يدعي ملكيتها رغم ترسيم الحدود والاعتراف بالحدود المورووثة، وفق المحلل.

وأرجعت صحيفة "تليكسبريس" الغضب الجزائري من اسم المناورات إلى ماقالت إن قضية "الصحراء الشرقية" وهي أراضي يقول المغرب إنها اقتطعت من أراضيه خلال عهد الاستعمار الفرنسي.

لكن الباحث المغربي، منصف يشير إلى أن "طبيعة جغرافية المناورات المرتقبة ذات صلة بالتحديات الأمنية بمنطقة الساحل التي تعج بالمشاكل الأمنية كالإرهاب والتهريب وتجارة المخدرات والاتجار بالبشر، التي يعد جنوب الجزائر أحد أهم محطات تلك الأنشطة الغير مشروعة" بحسب تعبيره.

والصحراء الغربيّة مستعمرة إسبانية سابقة مطلة على المحيط الأطلسي تصنفها الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي" ويسيطر المغرب على 80 بالمئة من أراضيها الغنية بالفوسفات والأسماك.

في نهاية أكتوبر 2024، جدد مجلس الأمن الدولي دعوة المغرب وبوليساريو والجزائر وموريتانيا إلى "استئناف المفاوضات" للتوصّل إلى حلّ "دائم ومقبول" من طرفي النزاع.

لكن المغرب يشترط التفاوض فقط حول مقترح الحكم الذاتي، بينما تطالب بوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير المصير وفق ما تم الاتفاق عليه بعد وقف إطلاق النار في 1991.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تنهي نظام “الكفالة” نهائياً.. ما هو نظام الإقامة الجديد؟

العاصفة نيوز | 802 قراءة 

قيادات بارزة بينهم جواس وابواليمامة تلقوا رسائل من هذه الجهة قبل اغتيالهم !

يمن فويس | 649 قراءة 

انفجار الوضع في صنعاء وحزب المؤتمر يبدأ مواجهة الحوثيين

نافذة اليمن | 620 قراءة 

معركة حامية الوطيس بين مقيم يمني ومتسولة هندية.

المشهد اليمني | 511 قراءة 

سفن روسية تتحدى العقوبات الدولية وتصل إلى الحوثيين!!

المشهد اليمني | 405 قراءة 

انشقاق عسكري يهز الحوثيين.. قائد كبير ينضم للحكومة الشرعية رسميًا

نيوز لاين | 371 قراءة 

الكشف عن شبكة دعارة تقودها قيادات حوثية بارزة تستدرج القادمين من صنعاء إلى هذه المحافظة

نافذة اليمن | 352 قراءة 

كاتب حو..ثي يكشف عن من يحكم صنعاء والمحافظات الشمالية

كريتر سكاي | 299 قراءة 

تقرير استخباراتي يكشف عن جهاز الاتصال الذي حدد موقع (الغماري).. تفاصيل صادمة!!

موقع الأول | 233 قراءة 

تحركات جوية بريطانية وأمريكية غير مسبوقة قرب اليمن.. هل اقتربت ساعة الصفر؟

نيوز لاين | 212 قراءة