بحثًا عن جماليات الفرجة في المسلسلات اليمنية

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 147 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بحثًا عن جماليات الفرجة في المسلسلات اليمنية

مهمة الفنّ الأساسية أنه يقدم لك متعة جمالية، فلا يقدم معرفة ولا يحلّ قضايا، فأنت عندما تشاهد فيلما أجنبيا مثلا أو تقرأ قصيدة لا تفعل ذلك لتحصل على المعرفة بل لتستمتع، فليس من مهام الفن أن يعالج قضايا المجتمع أو يحل مشاكل التاريخ. شاهدت بالأمس أربع حلقات من مسلسل “دُرّة”، بدأ المسلسل بمطارة امرأة ليلا ومحاولة قتلها، ولم يقدم لك تفسيرا لقضية هذه المرأة إلا في نهاية الحلقة الرابعة، طوال الحلقات الأربع اجتهد المسلسل بكل طاقمه أن يمنحك الاكتئاب ويدفعك إلى اليأس، ابتداء من التصوير الليلي الرديء مرورا بمشاهد القتل وما يتخلل ذلك من مشاهد مستفزة لا تشد المشاهد لمتابعة الأحداث بقدر ما تدفعه إلى غلق القناة والاحتفاظ بما بقي له من صحة نفسية.

هنالك خيط رفيع بين التشويق للأحداث القادمة والتنفير من المتابعة، ما الذي يدفعك إلى متابعة مسلسل يفتقر إلى التشويق والحب والجمال، وهذا هو السر الذي امتاز به مسلسل “دروب المرجلة” وجعله يحتل المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة، ذلك لأن المشاهد لا يبحث عن المحتوى الجيد بقدر ما يبحث عن جماليات الفرجة، فأنت في الأخير تبحث عن مسلسل تستمتع بمشاهدته لا أن تكتئب.

لم يهتم مسلسل “درة” بالجمال، حتى الممثلة التي تميّزت في العام الماضي في دور قصير، ظهرت في هذا المسلسل عجوزا شريرة، هل لابد أن تسلبها جمالها وشبابها حتى يتطابق مع الدور، كان بإمكانه أن يختار ممثلة أكبر سنا ويسند لهذي دوراً آخر يتوافق مع سنها وإمكانياتها الفنية والشكلية. التصوير بائس والمكان مظلم والممثل يستفزك بقدر ما يستطيع، ما الذي يدفعك إلى البقاء أمام الشاشة، معنا شهر رمضان نشاهد فيه مسلسلات يمنية، فهل يعقل أن أقضيه في متابعة مسلسل كل ما فيه مظلم وبائس وكئيب.

لا يكفي أن تعالج قضايا خطيرة ومهمة مثل تلك التي يتصدى لها مسلسل دُرّة، فالفن ليس من مهامه الإصلاح الاجتماعي وحل قضايا البلد، أنت مهمتك فنّية جمالية، قدِّم لهم فنّا يسعدهم ويمتعهم ويدهشهم، استخدم وسائلك الفنية من قصة وتصوير وممثلين وإخراج لتقدم مادة تجذب الناس وتجعلهم يبتسمون إعجابا، لا أن تذكِّرهم بمآسيهم ومآسي هذا البلد الذي يتلوّى من الظلم والقهر، لا نطلب منك تجاهل تلك القضايا، ولكن افعل مثل مسلسل “دروب المرجلة”، سرّب القضايا في قالب جمالي فكاهي مَرِح.

يا أخي حتى البيوت التي تصورون فيها أو أمامها بيوت باهتة ومظلمة، ألم تجدوا أماكن أجمل للتصوير. المرأة هاربة من القتل وزدت على ذلك أن ورّطتها بطفل لقيط، لتصبح قضيتها مُركّبة، كم جهد المشاهد يتحمل كل هذا وهو مثقل بالمآسي والديون والظلم يحيط به من كل جانب. على صُنّاع الفن في بلدنا أن يضعوا في حسبانهم أن قضايا البلد لا تحلها المسلسلات الكئيبة، مهمتكم فنية جمالية، لو أدركتم هذا لقدمتم أعمالا ناجحة وجميلة ورائعة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 863 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 844 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 614 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 579 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 564 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 561 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 494 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 444 قراءة 

اول ضربة جوية على قوات الانتقالي بوادي حضرموت (تفاصيل)

مراقبون برس | 433 قراءة 

إعلان رسمي: أول مدينة في اليمن تحظر السلاح وتتوعد المخالفين بالعقوبات

نيوز لاين | 371 قراءة