بحثًا عن جماليات الفرجة في المسلسلات اليمنية

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 141 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بحثًا عن جماليات الفرجة في المسلسلات اليمنية

مهمة الفنّ الأساسية أنه يقدم لك متعة جمالية، فلا يقدم معرفة ولا يحلّ قضايا، فأنت عندما تشاهد فيلما أجنبيا مثلا أو تقرأ قصيدة لا تفعل ذلك لتحصل على المعرفة بل لتستمتع، فليس من مهام الفن أن يعالج قضايا المجتمع أو يحل مشاكل التاريخ. شاهدت بالأمس أربع حلقات من مسلسل “دُرّة”، بدأ المسلسل بمطارة امرأة ليلا ومحاولة قتلها، ولم يقدم لك تفسيرا لقضية هذه المرأة إلا في نهاية الحلقة الرابعة، طوال الحلقات الأربع اجتهد المسلسل بكل طاقمه أن يمنحك الاكتئاب ويدفعك إلى اليأس، ابتداء من التصوير الليلي الرديء مرورا بمشاهد القتل وما يتخلل ذلك من مشاهد مستفزة لا تشد المشاهد لمتابعة الأحداث بقدر ما تدفعه إلى غلق القناة والاحتفاظ بما بقي له من صحة نفسية.

هنالك خيط رفيع بين التشويق للأحداث القادمة والتنفير من المتابعة، ما الذي يدفعك إلى متابعة مسلسل يفتقر إلى التشويق والحب والجمال، وهذا هو السر الذي امتاز به مسلسل “دروب المرجلة” وجعله يحتل المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة، ذلك لأن المشاهد لا يبحث عن المحتوى الجيد بقدر ما يبحث عن جماليات الفرجة، فأنت في الأخير تبحث عن مسلسل تستمتع بمشاهدته لا أن تكتئب.

لم يهتم مسلسل “درة” بالجمال، حتى الممثلة التي تميّزت في العام الماضي في دور قصير، ظهرت في هذا المسلسل عجوزا شريرة، هل لابد أن تسلبها جمالها وشبابها حتى يتطابق مع الدور، كان بإمكانه أن يختار ممثلة أكبر سنا ويسند لهذي دوراً آخر يتوافق مع سنها وإمكانياتها الفنية والشكلية. التصوير بائس والمكان مظلم والممثل يستفزك بقدر ما يستطيع، ما الذي يدفعك إلى البقاء أمام الشاشة، معنا شهر رمضان نشاهد فيه مسلسلات يمنية، فهل يعقل أن أقضيه في متابعة مسلسل كل ما فيه مظلم وبائس وكئيب.

لا يكفي أن تعالج قضايا خطيرة ومهمة مثل تلك التي يتصدى لها مسلسل دُرّة، فالفن ليس من مهامه الإصلاح الاجتماعي وحل قضايا البلد، أنت مهمتك فنّية جمالية، قدِّم لهم فنّا يسعدهم ويمتعهم ويدهشهم، استخدم وسائلك الفنية من قصة وتصوير وممثلين وإخراج لتقدم مادة تجذب الناس وتجعلهم يبتسمون إعجابا، لا أن تذكِّرهم بمآسيهم ومآسي هذا البلد الذي يتلوّى من الظلم والقهر، لا نطلب منك تجاهل تلك القضايا، ولكن افعل مثل مسلسل “دروب المرجلة”، سرّب القضايا في قالب جمالي فكاهي مَرِح.

يا أخي حتى البيوت التي تصورون فيها أو أمامها بيوت باهتة ومظلمة، ألم تجدوا أماكن أجمل للتصوير. المرأة هاربة من القتل وزدت على ذلك أن ورّطتها بطفل لقيط، لتصبح قضيتها مُركّبة، كم جهد المشاهد يتحمل كل هذا وهو مثقل بالمآسي والديون والظلم يحيط به من كل جانب. على صُنّاع الفن في بلدنا أن يضعوا في حسبانهم أن قضايا البلد لا تحلها المسلسلات الكئيبة، مهمتكم فنية جمالية، لو أدركتم هذا لقدمتم أعمالا ناجحة وجميلة ورائعة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

“ماربورغ”.. وباء جديد لا علاج له ولا لقاحات والحكومة اليمنية ترفع الجاهزية لمواجهته بإجراءات صارمة.. ماهي أعراضه ومخاطره؟

بران برس | 670 قراءة 

تصاعد التوتر في حضرموت.. “الانتقالي” يدفع بتعزيزات ضخمة و“بن حبريش” يدعو للإحتشاد بعد تهديدات بـ“معركة كبرى”

بران برس | 516 قراءة 

البنك المركزي اليمني يوضح حقيقة تقاضي “المعبقي” 40 ألف دولار شهريًا

بران برس | 346 قراءة 

وزير الخارجية اليمني الأسبق عبدالملك المخلافي يرد على موقف اليماني الأخير بشأن الوحدة اليمنية

يمن فويس | 332 قراءة 

الاستعداد لصرف مرتبات جديدة للجيش والامن في عدن

كريتر سكاي | 282 قراءة 

كارثة في صنعاء.. ارتفاع ضحايا الخمر المغشوش إلى 12 قتيلا

تهامة 24 | 260 قراءة 

كشف امر هام للمواطنين بشأن البركان

كريتر سكاي | 259 قراءة 

تقرير | مياه المكلا ليست صحية.. 70% من المحطات والمعامل “غير صالحة” باعتراف السلطات و“برَّان برس” يتتبع المشكلة ويناقشها مع مسؤولين ومختصين

بران برس | 259 قراءة 

الراتب الشهري لمحافظ البنك المركزي اليمني “أحمد غالب المعبقي”

يمن ديلي نيوز | 236 قراءة 

اختفاء ثلاثة قياديين بارزين من جماعة الحوثي، من بينهم المداني والحوثي.. هل اغتيلوا؟

المشهد اليمني | 235 قراءة