بحثًا عن جماليات الفرجة في المسلسلات اليمنية

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 136 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
بحثًا عن جماليات الفرجة في المسلسلات اليمنية

مهمة الفنّ الأساسية أنه يقدم لك متعة جمالية، فلا يقدم معرفة ولا يحلّ قضايا، فأنت عندما تشاهد فيلما أجنبيا مثلا أو تقرأ قصيدة لا تفعل ذلك لتحصل على المعرفة بل لتستمتع، فليس من مهام الفن أن يعالج قضايا المجتمع أو يحل مشاكل التاريخ. شاهدت بالأمس أربع حلقات من مسلسل “دُرّة”، بدأ المسلسل بمطارة امرأة ليلا ومحاولة قتلها، ولم يقدم لك تفسيرا لقضية هذه المرأة إلا في نهاية الحلقة الرابعة، طوال الحلقات الأربع اجتهد المسلسل بكل طاقمه أن يمنحك الاكتئاب ويدفعك إلى اليأس، ابتداء من التصوير الليلي الرديء مرورا بمشاهد القتل وما يتخلل ذلك من مشاهد مستفزة لا تشد المشاهد لمتابعة الأحداث بقدر ما تدفعه إلى غلق القناة والاحتفاظ بما بقي له من صحة نفسية.

هنالك خيط رفيع بين التشويق للأحداث القادمة والتنفير من المتابعة، ما الذي يدفعك إلى متابعة مسلسل يفتقر إلى التشويق والحب والجمال، وهذا هو السر الذي امتاز به مسلسل “دروب المرجلة” وجعله يحتل المرتبة الأولى في نسبة المشاهدة، ذلك لأن المشاهد لا يبحث عن المحتوى الجيد بقدر ما يبحث عن جماليات الفرجة، فأنت في الأخير تبحث عن مسلسل تستمتع بمشاهدته لا أن تكتئب.

لم يهتم مسلسل “درة” بالجمال، حتى الممثلة التي تميّزت في العام الماضي في دور قصير، ظهرت في هذا المسلسل عجوزا شريرة، هل لابد أن تسلبها جمالها وشبابها حتى يتطابق مع الدور، كان بإمكانه أن يختار ممثلة أكبر سنا ويسند لهذي دوراً آخر يتوافق مع سنها وإمكانياتها الفنية والشكلية. التصوير بائس والمكان مظلم والممثل يستفزك بقدر ما يستطيع، ما الذي يدفعك إلى البقاء أمام الشاشة، معنا شهر رمضان نشاهد فيه مسلسلات يمنية، فهل يعقل أن أقضيه في متابعة مسلسل كل ما فيه مظلم وبائس وكئيب.

لا يكفي أن تعالج قضايا خطيرة ومهمة مثل تلك التي يتصدى لها مسلسل دُرّة، فالفن ليس من مهامه الإصلاح الاجتماعي وحل قضايا البلد، أنت مهمتك فنّية جمالية، قدِّم لهم فنّا يسعدهم ويمتعهم ويدهشهم، استخدم وسائلك الفنية من قصة وتصوير وممثلين وإخراج لتقدم مادة تجذب الناس وتجعلهم يبتسمون إعجابا، لا أن تذكِّرهم بمآسيهم ومآسي هذا البلد الذي يتلوّى من الظلم والقهر، لا نطلب منك تجاهل تلك القضايا، ولكن افعل مثل مسلسل “دروب المرجلة”، سرّب القضايا في قالب جمالي فكاهي مَرِح.

يا أخي حتى البيوت التي تصورون فيها أو أمامها بيوت باهتة ومظلمة، ألم تجدوا أماكن أجمل للتصوير. المرأة هاربة من القتل وزدت على ذلك أن ورّطتها بطفل لقيط، لتصبح قضيتها مُركّبة، كم جهد المشاهد يتحمل كل هذا وهو مثقل بالمآسي والديون والظلم يحيط به من كل جانب. على صُنّاع الفن في بلدنا أن يضعوا في حسبانهم أن قضايا البلد لا تحلها المسلسلات الكئيبة، مهمتكم فنية جمالية، لو أدركتم هذا لقدمتم أعمالا ناجحة وجميلة ورائعة.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

أسماء الناجين من حادث احتراق حافلة النقل الجماعي في أبين

العاصفة نيوز | 589 قراءة 

تقرير أممي صادم: تفاقم الفقر الغذائي في مناطق سيطرة الحوثيين

حشد نت | 526 قراءة 

إحتراق باص نقل جماعي بمن فيه قادم من السعودية في أبين (صور+الاسماء)

نيوز لاين | 492 قراءة 

حادث مروري مأساوي في نقيل العرقوب بأبين يسفر عن 35 قتيلًا و7 مصابين

حشد نت | 489 قراءة 

أكثر من 40.. أسماء ضحايا حادث احتراق حافلة ركاب ‘‘صقر الحجاز’’ على طريق العرقوب في أبين

المشهد اليمني | 421 قراءة 

تسجيل فيديو لأحد الركاب قبل احتراق حافلة صقر الحجاز في العرقوب بأبين.. شاهد

موقع الأول | 330 قراءة 

طارق صالح على متن الطائرة اليمنية.. لحظة رمزية تذكر اليمنيين بعلي عبدالله صالح

نيوز لاين | 316 قراءة 

صور للحادث المروري المروع في أبين وحصيلة بالضحايا.. هيئة النقل تصدر بيان

مأرب برس | 308 قراءة 

من هو الفائز برئاسة بلدية نيويورك زهران ممداني.. العدو الجديد لترامب؟

اليوم برس | 286 قراءة 

وفاة قيادي بارز في الحزام الأمني بحادث مروري مروّع في العرقوب بأبين

موقع الأول | 284 قراءة