إخصائيون نفسيون لـ”واي دي”: الحرب تعيد تشكيل نفسية طلاب المدارس

     
يمن ديلي نيوز             عدد المشاهدات : 45 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
إخصائيون نفسيون لـ”واي دي”: الحرب تعيد تشكيل نفسية طلاب المدارس

أعد التقرير لـ “واي دي” عميد المهيوبي:

تتحدث تقارير منظمة الأمم المتحدة (يونيسف) عن آثار طويلة الأمد على الأطفال جراء الحرب التي تشهدها اليمن، خاصة منهم طلاب المدارس، في ظل تعرضت حوالي 2500 مدرسة للدمار.

وطبقا لتقارير الأمم المتحدة فإن أكثر من 2 مليون طفل بمعدل واحد من كل أربعة طلاب في سن المدرسة لا يرتادون المدرسة، وهو ماقد يلحق تبعات نفسية.

مختصون نفسيون تحدثوا لـ”واي دي” عن أبرز الآثار النفسية التي تلحق بالأطفال جراء الحروب، والبداية مع إخصائية الإرشاد النفسي بمستشفى الأمراض النفسية والعصبية، الدكتورة “حياة قائد” التي تقول “إن الحرب تؤثر على الصحة النفسية بأشكال عدة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

وأضافت لـ”واي دي”: التأثيرات التي تخلفها الحروب والصراعات على الصحة النفسية للأطفال تشمل “المخاوف، القلق، العصبية، التمرد على الأهل والمجتمع، إضافة إلى التبول اللا إرادي، الفزع الليلي، الكوابيس، قضم الأظافر، الحزن والاكتئاب”.

وأشارت الطبيبة النفسية إلى أن “الكثير من الأطفال الذين في سن المدرسة يعانون من قلة التحصيل العلمي والشرود الذهني، وعدم الرغبة في الدراسة. كما أن فقدان الأهل والأصدقاء يزيد من التدمير النفسي ويعرضهم لمشاكل نفسية”.

وأوضحت أن، “نقص التغذية والعلاج والرعاية والسكن في خطوط النار وفقدان العائل للأسرة، وعدم توفر فرص العمل، ظروف قد تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي والاستقرار، والإصابة بالأمراض المختلفة، والنزوح، وارتفاع الأسعار، والتضخم الاقتصادي وتدهور العملة.

وتابعت: “كل تلك العوامل لها تأثير كبير على الطالب والأسرة والمجتمع، وقد تسبب هذه العوامل باهتزاز الثقة بالنفس، الاكتئاب، ومختلف الأمراض النفسية والجسدية، مما ينمي النزعة العدوانية والسلبية وضعف الشخصية عند الطفل”.

الصرع في المرتبة الأولى

عن الأمراض الصحية والمشاكل التي قد يصاب بها الأطفال بسبب الحروب والصراعات، تحدثت الطبيبة النفسية “حياة”، أن مرض الصرع يحتل المرتبة الأولى بين الأمراض النفسية التي أصيب بها الأطفال بسبب غياب الدعم النفسي، وانعدام المراكز الخاصة بالإرشاد.

وأوضحت: “طلاب المدارس في مختلف المراحل الدراسية يعانون من مرض “الصرع”، وهم بحاجة ماسة إلى دعم مستدام في الأدوية والعلاج النفسي والتأهيل السلوكي لضمان استقرار حالتهم وتحسين جودة حياتهم”.

وشددت الدكتورة قائد على ضرورة “توفير برامج دعم نفسي وتقديم الرعاية النفسية الكاملة لهذه الشريحة من المجتمع، بما يضمن لهم الاستمرار في التعليم ويضمن لهم مستقبلاً أفضل”.

أبرز التحديات

عن أبرز التحديات والصعوبات التي خلفتها الحروب والصراعات على الصحة النفسية للأطفال، قال الناشط الصحفي في الشؤون الاجتماعية “عيبان صبر”: “إن الحرب تترك أثرًا عميقًا على الصحة النفسية للطلاب”.

ولفت الصحفي عيبان إلى أن “العيش في ظل حالة من الخوف والقلق المستمر، والظروف الصعبة التي خلفتها الحرب تضع الأطفال في مواقف مرهقة عقليًا، وتعرضهم للصدمات العاطفية نتيجة لمشاهد العنف، وفقدان أحبائهم، أو تهدم حياتهم اليومية والشعور بالإحباط”.

وأضاف: “الظروف التي يعيشها الطلاب في زمن الحرب أدت إلى تغيير طموحاتهم وآمالهم بالمستقبل المشرق، وقد يمتد هذا التأثير لفترة طويلة حتى بعد انتهاء النزاع، وسيكون التأثير حينها على شكل اضطرابات مثل القلق، الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة”.

وقال “صبر” إن الظروف الاجتماعية والاقتصادية والفقر والبطالة وعدم الاستقرار المعيشي تلعب دورًا مهمًا في تكوين الحالة النفسية للطلاب، وينعكس ذلك سلبًا على أدائهم الدراسي وقدرتهم على التركيز. كما أن غياب الدعم الاجتماعي يعزز مشاعر العزلة والإحباط.

وتابع: “الضغوطات والخوف من الموت أو الإصابة، وفقدان الأصدقاء أو أفراد العائلة، وفقدان الأمن الشخصي، وصعوبة متابعة تعليمهم من قبل أولياء أمورهم بسبب الظروف المعيشية الصعبة أو توقف المدارس وتدمير البنية التحتية التعليمية، جميعها عوامل تدمر حالة الطالب النفسية”.

وطالب الناشط الاجتماعي عيبان صبر، الحكومة والسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية، بضرورة توفير الدعم النفسي والتعليمي للطلاب المتأثرين بالحرب، والتركيز على إعادة بناء المدارس المتضررة وتوفير بيئة تعليمية آمنة.

ودعا الصحفي صبر المجتمع المحلي والمنظمات الإنسانية إلى دعم الطلاب ورعايتهم وتقديم الدعم النفسي لمساعدتهم على التغلب على التحديات النفسية والعاطفية، من خلال برامج توعية وورش عمل لتقوية مهارات التكيف.

وشدد على أهمية توفير الدعم النفسي لكل الطلاب المتأثرين، وتعزيز مشاركة المجتمع المحلي والمبادرات التطوعية التي قد يكون لها تأثير إيجابي في مساعدتهم على تجاوز تحدياتهم، بالإضافة إلى أهمية تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الطلاب المتأثرين بالحروب.

اضطرابات نفسية

أستاذ علم النفس المساعد بجامعة تعز الدكتور “أنور الزبيري”، قال إن “الحرب تؤثر بشكل عميق على الصحة النفسية للطلاب، تتجلى في اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة، خاصة إذا تعرض الطالب مباشرة للعنف أو فقد أحد أفراد أسرته أو أصدقائه”.

وأوضح لـ”واي دي”: “أن التحصيل الدراسي للتلاميذ يتراجع نتيجة لصعوبة التركيز، والكوابيس، والذكريات المؤلمة، مما يجبر البعض على ترك الدراسة”.

وتابع: “العنف قد يجعل الطلاب أكثر عدوانية أو انعزالًا، وقد يصابون بالصداع والأمراض الباطنية واضطرابات النوم. علمًا بأن الظروف الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا أساسيًا في تكوين الجانب النفسي عند الطلاب”.

وبين أن “بعض الطلاب يتعرضون للحرمان من الغذاء والدواء، مما يفاقم التوتر ويزيد من الشعور باليأس، خاصةً في ظل انعدام الاستقرار المالي للعائلات، كما أن التشرد والنزوح وفقدان المنازل والمدارس يزيد من العزلة الاجتماعية لديهم، مما يعزز الاكتئاب لديهم”.

حلول مقترحة

وعن الحلول التي يجب اتباعها لمساندة الأطفال لتجاوز هذه الآثار النفسية التي خلفتها الحرب في حياتهم، قال الزبيري لـ”واي دي”: “يجب على السلطات أن توفر الدعم النفسي عبر إنشاء مراكز متخصصة وتدريب الأطباء النفسيين للتعامل مع الصدمات، وضمان استمرارية التعليم من خلال بناء مدارس مؤقتة أو تقديم تعليم عن بُعد في المناطق الآمنة”.

وأشار إلى أهمية “حملات التوعية لتقليل الوصمة الاجتماعية حول طلب المساعدة النفسية والرعاية النفسية، وتأمين الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى لتقليل الضغوط الاقتصادية على الأسر”.

وأضاف الدكتور الزبيري عددًا من الحلول الممكنة للمشكلة، “منها العلاج النفسي والأنشطة الترفيهية والتعليمية، وتعزيز الدعم الاجتماعي عبر مجموعات الدعم المدرسي أو الأسري لخلق بيئة آمنة، والتدخل المبكر لتحديد الطلاب المعرضين للخطر وتقديم الدعم قبل تفاقم الأعراض”.

ووجه “الزبيري” مناشدة عاجلة إلى الحكومة والمنظمات الدولية، بسرعة بناء مراكز خاصة بالدعم النفسي وتأمين التعليم كحق أساسي لكل طفل، خصوصًا في ظل هذه الحرب المجنونة.

ودعا أستاذ علم النفس الزبيري، المجتمع المحلي إلى عدم إهمال الصحة النفسية للطلاب، والاستماع إليهم وإشراكهم في الأنشطة المجتمعية لإنقاذ مستقبلهم.

وحث الزبيري، الأسر والمعلمين على أن يكونوا مصدر أمان لأطفالهم، وطمأنتهم، ومشاركتهم مشاعرهم، ومساعدتهم على التعبير عما بداخلهم.

وشدد على ضرورة العمل معًا لوقف النزاعات وبناء سلام يحمي الطفولة، مؤكدًا أن الحروب تدمر الأجساد والأرواح، وأن تقديم الدعم النفسي والتعليمي للطلاب المتأثرين بالحرب هو خطوة أساسية لبناء مستقبل أفضل لهم.

مرتبط

الوسوم

الأزمات النفسية للأطفال

الحرب في اليمن

نسخ الرابط

تم نسخ الرابط


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

من حي النهضة إلى الصافية.. الطيران الأمريكي يلاحق قيادات الحوثي في مخابئهم السرية بصنعاء

حشد نت | 1991 قراءة 

تعرف على مموّل الحوثيين الأول ورافد مجهودها الحربي وعملياتها العسكرية

وطن نيوز | 1290 قراءة 

عاجل:الحكومة الشرعية تتحدث عن إنقلاب هؤلاء على الدولة

كريتر سكاي | 1077 قراءة 

توجيه رسالة للسكان في صنعاء وبقية مناطق سيطرة جماعة الحـ.وثي

كريتر سكاي | 936 قراءة 

مقتل الظرافي يكشف خسائر فادحة في صفوف الحوثيين.. عائلته تُجبر الجماعة على تشييعه بعد تهديد بالخروج للإعلام

العاصمة أونلاين | 918 قراءة 

غارات هي الأعنف على العاصمة صنعاء الآن.. تفاصيل

مساحة نت | 831 قراءة 

قيادي منشق عن الحوثيين يكشف عن مقتل قيادي حو ثي بارز بغارات أمريكية

جهينة يمن | 795 قراءة 

السعودية تصدم اليمنيين بهذا القرار الذي سيطبق ابتداء من صباح الأحد

اليمن السعيد | 788 قراءة 

الطيران يبدأ ليلته باكثر من 10 غارات عنيفة في الحديدة والراصد يتتبع قيادات حوثية بصنعاء

نافذة اليمن | 766 قراءة 

مسؤول: ضربة دقيقة تُسفر عن مقتل المئات من مليشيا الحوثي

وكالة 2 ديسمبر | 662 قراءة