بشرى العامري:
في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها اليمن ومعاناة الملايين من المواطنين من الجوع والفقر وانعدام الرواتب، تواصل ميليشيا الحوثي إنفاق الأموال على الدعاية السياسية ودعم الجماعات الخارجية، غير مكترثة بالأزمات الخانقة التي تثقل كاهل الشعب في مناطق سيطرتها.
آخر هذه الخطوات تمثلت في حملة التبرعات التي أطلقتها الجماعة لدعم غزة، وهي خطوة تأتي في سياق توظيف القضايا الإقليمية لخدمة أجنداتها السياسية، دون أي اعتبار للأوضاع المأساوية التي يواجهها المواطن اليمني.
فمنذ سنوات يواجه الموظفون في المناطق الخاضعة للحوثيين أزمة رواتب خانقة إذ امتنعت الجماعة عن دفع المرتبات بحجة الحرب، بينما تنفق الأموال بسخاء على الدعاية الإعلامية، والمجهود الحربي، ودعم الجماعات الخارجية.
لا يمكن إنكار أن القضية الفلسطينية هي قضية عادلة تحظى بدعم الشعوب العربية، ولكن ما تقوم به ميليشيا الحوثي ليس سوى متاجرة مكشوفة تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية، دون أي التزام حقيقي بمبدأ دعم الشعب الفلسطيني.
فكيف يمكن لجماعة تدّعي تمثيل الشعب اليمني أن تتجاهل معاناته، وتحجب عنه أبسط حقوقه، بينما تتباهى بإنفاق الأموال في الخارج؟
الأوضاع الاقتصادية في مناطق الحوثيين تزداد سوءاً، حيث يعيش المواطن تحت وطأة الغلاء الفاحش، وانعدام فرص العمل في ظل استمرار الجماعة في فرض الجبايات والضرائب غير القانونية.
في المقابل، لا تقدم أي حلول حقيقية لتخفيف معاناة السكان، بل تواصل استنزاف موارد الدولة وتسخيرها لخدمة مشروعها الطائفي وأجنداتها الإقليمية.
إن ما تقوم به ميليشيا الحوثي يعكس بوضوح سياستها القائمة على استغلال القضايا العادلة لكسب التأييد، بينما تترك الشعب اليمني يواجه مصيره وحده.
فبدلاً من تقديم حلول للأزمات المعيشية المتفاقمة تتجه الجماعة إلى تصدير الأوهام في محاولة لصرف الأنظار عن فشلها في إدارة شؤون البلاد والمواطنين الذين باتوا يدركون جيداً أن هذه السياسات لن تجلب لهم سوى المزيد من الفقر والمعاناة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news