اليمن .. ما بين قيادة شرعية متسولة فاسدة و مليشيا جبايات عميلة لإيران
قبل 6 دقيقة
في ظل واقع مظلم ومُعقد، وبوجود شرعية منبطحة دونما قرار أو مسؤولية وطنية وإنسانية وأخلاقية، لم نعد نسمع من الشرعية إلا صرخات وتوسلات تطالب من المجتمع الدولي تقديم المساعدة كلما واجهت مشكلة، أكانت اقتصادية ، عسكرية ، أو سياسية، حتى القضايا التي يمكن حلها في اطار الدولة أصبح لزامًا على الشرعية استثمارها في البحث عن المساعدة، وكأن المجتمع الدولي ليس لديه أي قضية أخرى بالعالم سوى تفريغ نفسه لحكومة فاشلة عن تقديم اي شيء يُذكر، وتلطخت أيديها بقضايا فساد كبيرة
.
أشارت أحدث تصريحات لمجلس القيادة الرئاسي إلى أهمية الدعم الذي يحتاجه الشعب والحكومة الشرعية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد وعلى رأسها التحدي الاقتصادي .
ومن الواضح أن هذا الدعم ليس مقتصرًا على الجوانب المالية، بل يشمل أيضًا الدعم السياسي والعسكري اذا ما اتخذت خطوة الى الامام لتحرير الأرض والإنسان من مليشيا الحوثي.
بعد سنوات من الفساد والظلم التي تعرض له الشعب، يبدو أن هناك مخاوفًا وتساؤلات عن مدى استخدام الدعم المطلوب ماليًا، بشكل صحيح وفعّال، وهل يريدون تأسيس صندوق خيري لجمع الأموال؟، أم يبحثون عن بديل لأنبوب النفط السري؟.
هذه الأسئلة تطرح تحديات جديدة أمام الشرعية والمجتمع الدولي، ود عجزت حتى عن توحيد البنادق وتوحيد صفوفها تحت قيادة واحدة.
و الحقيقة أنه منذ البداية، قدم المجتمع الدولي الدعم السياسي والمعنوي للشرعية، ولكن هل كان كافيًا للشرعية ؟، وهل ما زلنا نحتاج المزيد لمواجهة المليشيا الانقلابية؟.
اليس مطلوب من الشرعية التوضيح حول الدعم الذي تحتاجه بالتفصيل؟.
كان لزامًا على مجلس القيادة الرئاسي و الحكومة توضيح ما الذي يعنونه بالدعم وكيف يمكن للمجتمع الدولي تقديمه بشكل فعّال وبشكل عام، وليس الضبابية والتعتيم الذي يسيطر على الحكومة والمجلس يثمانيته، وفقد معه تأييد المواطنين وثقتهم.
كل هذا إذا ما تحدثنا عن مناطق الشرعية، و إن تحدثنا عن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الارهابية، و التي يعاني فيها المواطن كل انواع المرارات و التعسف و الظلم و المرض. فمنذ انقلابها الشنيع على الحكومة الشرعية في اليمن عام 2015، استمرت مليشيا الحوثي الارهابية في ارتكاب جرائم بشعة ضد الشعب اليمني، من بينها اختطاف اليمنيين واستغلالهم في خدمة أجندتها السياسية الضيقة.
على مدار عشر سنوات، قامت مليشيا الحوثي بتزوير حقائق ومعلومات من أجل تجنيد الشباب اليمنيين واستخدامهم كأداة في يد النظام الايراني. قدمت لهم رواية ملتوية تزعم أنها تمنحهم الكرامة وتحميهم من العدو الأمريكي والصهيوني، في حين أن الحقيقة تكشف عن أنهم أصبحوا رهينة لمشروع ايران السياسي في المنطقة.
ونتيجة لسياستها التعسفية، تحوّل الشباب اليمني الذين اختطفتهم مليشيا الحوثي الى مرتزقة في سوريا و العراق و لبنان ينفذون أوامرها ويقاتلون في صفوفها ، متجاهلين حقيقة أنهم يعملون لصالح نظام ليس له مصلحة في مستقبل اليمن وشعبه.
بالإضافة إلى أن مليشيا الحوثي الارهابية استغلت الفقر والجهل واليأس الذي يعاني منه الشباب اليمني لتجنيدهم وتحويلهم الى اتباع لولاية الفقيه في طهران.
وبدلاً من تحقيق الكرامة والحماية التي وعدتهم بها، وجدوا أنفسهم واقعين في مواجهة حروب ايران وصراعاتها في المنطقة باعتبارها الاخطبوط بالمنطقة وهم اذرعتها .
مما سبق بات جليًا أن اليمن وقعت بين براثن شرعية فاسدة، متسولة، عاجزة وفاشلة، وبين أنياب حوثي نازي يمارس النازية بأبشع صورها تجاه اليمنيين، و لا يتوانى لحظة واحدة في بث سمومه وأحقاده الطائفية العنصرية الإيرانية ضد اليمن أرضا وإنسانًا.
لذلك، يجب على المجتمع الدولي وقبله الجامعة العربية ودول الخليج الوقوف بجانب الشعب اليمني ودعمه في مواجهة مليشيا الحوثي الارهابية، وانهاء حكمها الظالم والقمعي والذي خطره لن يتوقف عند الجغرافية اليمنية.
وفيما يخص الشباب اليمني، عليهم ان يفهموا انهم ضحايا وليسوا مدافعين عن قضية عادلة. كم يتوجب عليهم الوعي والادراك أن التمرد على هذه المليشيا الارهابية الطائفية التي سلبت منهم حقوقهم وحرياتهم وسليت وطن ومارست شتى أنواع الانتهاكات، ما هو إلا واجب وطني و ديني و أخلاقي لاستعادة دولتهم ونظامهم الجمهوري واستعادة إنسانية الإنسان اليمني .
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news