في واقعة احتيال مثيرة تحمل طابع الاحترافية والتنظيم، تعرض رجل الأعمال اليمني المعروف، معين محضار الكلدي، لعملية نصب مُحكمة امتدت خيوطها بين اليمن، مصر، والمملكة العربية السعودية.
واستغل منفذو الجريمة ثغرات في طرق تحويل الأموال غير الرسمية، مما أسفر عن خسائر مالية كبيرة لرجل الأعمال، وسط جهود أمنية حثيثة لتعقب الجناة.
عرض مغرٍ مغلف بفخٍ خطير
لم يكن معين يتوقع أن طلبه البسيط لتحويل أمواله من اليمن إلى السعودية سيقوده إلى فخ مُحكم. بدأت القصة عندما نصحه أحد أصدقائه بالتعامل مع شخص في مصر يبحث عن طريقة لإرسال أموال من اليمن، مما يعني أن معين سيستلم أمواله مباشرة في الرياض دون الحاجة لتحويل رسمي. بدا العرض منطقيًا، فوافق دون تردد.
تواصلت العصابة مع معين لترتيب التسليم. لم يتأخروا، إذ وصلوا إلى منزله بسيارة "كامري" بيضاء، لكنهم رفضوا الدخول وأصروا على أن يرافقهم. وبثقة تامة، استجاب لدعوتهم وصعد إلى السيارة دون أن يدرك أنه يسير إلى فخ محكم، وفق ما أورده الصحفي عبدالرحمن أنيس في صفحته على فيسبوك.
لحظة الخداع: سيناريو أمني زائف
خلال حديثه معهم عن تفاصيل التحويل، توقفت السيارة فجأة، لتُحاصَر بمركبة أخرى خرج منها شخصان قدّما نفسيهما على أنهما من رجال "البحث والتحري". ادّعى الرجلان أن معين متورط في قضية غسيل أموال، وسرعان ما بدأ التحقيق المزعوم في موقع الحادث.
تحت وطأة الصدمة، حاول معين إقناعهم بأنه لا علاقة له بأي نشاط مشبوه، لكنهما لم يمنحاه الفرصة للدفاع عن نفسه. طلبا منه فتح هاتفه، وحين امتثل للأمر، استوليا على بياناته المصرفية وقاما بتحويل مبالغ كبيرة إلى حسابات مجهولة.
الاحتجاز والاعتداء: مرحلة الإخضاع
ما إن نجحت العصابة في سحب الأموال حتى تحول الأمر إلى احتجاز وعنف جسدي. تعرض معين للضرب المبرح قبل أن يتم تقييد حركته وعصب عينيه، ليظل محتجزًا لديهم لساعات حتى تأكدوا من استلام الأموال بالكامل. بعد ذلك، ألقوه في أحد الشوارع، مجردًا من هاتفه وأي وسيلة تواصل.
التحرك السريع: بين الرياض وعدن
استجمع معين قواه فور فك العصابة عن عينيه، واستقل سيارة أجرة متوجهاً إلى صديق ساعده في دفع الأجرة. ثم قصد أقرب مركز شرطة لتقديم بلاغ رسمي بالواقعة.
بالتوازي، بدأ التنسيق الأمني بين السلطات السعودية واليمنية، حيث قُدمت بلاغات في الرياض وعدن. أسفرت التحريات في عدن عن القبض على اثنين من المتورطين في استلام الحوالات، في عملية نفذتها شرطتا دار سعد والبساتين، فيما تتواصل التحقيقات لتعقب بقية أفراد العصابة.
مخاطر التحويلات غير الرسمية
ويرى مراقبون ان هذه الجريمة تسلط الضوء على مخاطر التحويلات غير الرسمية، حيث تستغل العصابات الدولية ثقة الضحايا وسهولة تمرير الأموال عبر وسطاء مجهولين. وبينما يواصل الأمن السعودي تحرياته، تبرز القضية كمثال صارخ على الجرائم المالية العابرة للحدود، وسط دعوات لمزيد من الوعي بأساليب الاحتيال المتطورة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news