اغتيال مرافق مدير مكتب رئيس الحكومة

العربي نيوز:

اغتالت مليشيا "الحزام الامني" التابعة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، المرافق الشخصي لمدير مكتب رئيس مجلس الوزراء، رميا بالرصاص في العاصمة المؤقتة عدن، بعد استدراجه إلى جولة سوزوكي من عناصر مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

أكدت هذا مصادر محلية متطابقة في عدن، أفادت بأن محمد جمال، المرافق الشخصي للمدير السابق لمكتب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني، أنيس باحارثة، تعرض لإطلاق النار على سيارته من مليشيا "الانتقالي".

وذكرت بأن المغدور به محمد جمال محمد إبراهيم (35 عاما) والذي يسكن حي غازي علوان، ووحيد اسرته ومعيلها بعد وفاة والده، "أصيب بطلق ناري اخترق ظهره وسكن في قلبه، ثم قام القتلة بإسعافه إلى المستشفى الألماني، ولم يغادروا حتى التأكد من وفاته ونهبت مقتنياته".

شاهد .. تفاصيل اغتيال مرافق مدير مكتب رئيس الحكومة

المصادر المحلية في عدن، كشفت أن الجريمة وقعت فجر الاثنين (24 فبراير)، بعد اتصال تلقاه المغدور به أثناء وجوده في منزله بمنطقة العريش، ليغادر بعدها متجهًا إلى مديرية المنصورة. وعلى خط المملاح، بالقرب من جولة سوزوكي اغتالته مليشيا الانتقالي".

موضحة أنه "بمجرد أن وصل محمد جمال إلى جولة سوزوكي التي تتمركز بجوارها نقطة تابعة لمليشيا الحزام التابعة للمجلس الانتقالي، هجمت عليه الاخيرة، وعندما حاول الفرار بسيارته امطرته بوابل من الرصاص اخترق جسده وتسبب بإندلاع النيران في مؤخرة السيارة".

وأشارت المصادر المحلية إلى أن "سبب الاغتيال قد يكون مرتبطًا بتسريب وثائق جديدة تكشف تورط شخصيات بارزة مقربة من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بعمليات نهب واسعة للأراضي". مشيرة إلى "المعركة التي خاضها انيس باحارثة مع ناهبي الاراضي".

سبق أن شن "الانتقالي الجنوبي" عبر وسائل اعلامه وسياسييه وناشطيه على منصات التواصل الاجتماعي، حملة شعواء تكيل الاتهامات للمدير السابق لمكتب رئيس مجلس الوزراء بقضايا فساد بينها نهب وبيع اراضي وعقارات الدولة، في محاولة للنيل من رئيس الحكومة.

وأصدر رئيس مجلس الوزراء أحمد بن مبارك، قرارا بإيقاف مدير مكتبه ورئيس الهيئة العامة للأراضي عن العمل حتى ظهور نتائج التحقيق بالاتهامات، ثم صدر قرار مجلس القيادة الرئاسي بإعفائه من منصبه وأخرين وإحالتهم للجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة.

من جانبها، زعمت مليشيا "الحزام الامني" التابعة لـ "المجلس الانتقالي الجنوبي" الممول من الامارات، الاثنين (24 فبراير)، عن مصرع محمد جمال، مرافق باحارثة، أثناء مقاومته حملة امنية ضبطته متلبسا بشراء مخدرات، ومحاولة فراره ليصطدم بحاجز حديدي.

وأقرت المليشيا باستدراجها محمد جمال قائلة: "كشفت الأدلة عن شبكة من المروجين والمتعاطين على ارتباط بتجار المخدرات، حيث أظهرت الاتصالات الهاتفية للمتهم الثالث تلقيه عدة طلبات لشراء المخدرات، من بينها طلب من ‘م. ج‘ لشراء نصف كيلو من الحشيش".

مضيفة: "وبتنسيق أمني، تم ترتيب لقاء مع ‘م. ج‘ مساء الأحد في جولة السوزوكي بهدف ضبطه أثناء استلامه للمخدرات. وعند وصول قوات الأمن إلى الموقع، تم رصد ‘م. ج‘ داخل سيارة شيفروليه بلوحة عدن رقم (34208)، وحاول قائد الفرقة فتح الباب للقبض عليه".

وتابعت: "حاول المتهم الفرار بطريقة متهورة، وتراجع للخلف بسرعة ودهس قدم قائد الفرقة. وردًا على ذلك، أطلق الجنود النار على إطارات السيارة، لكنه استمر بالتحرك حتى اصطدم بحاجز حديدي ليتبين انه اصيب بنزيف وجرى اسعافه لكنه فارق الحياة متأثرا بجراحه".

زاعمة لتعزيز روايتها لملابسات مقتل مرافق باحارثة، أنه "وبعد تفتيش سيارة المتهم ‘م. ج‘، تم العثور على: تم العثور بعد تفتيش سيارة المتهم، على: 268 جرامًا من الحشيش داخل حقيبته، ومبلغ مالي قدره 300 ألف ريال يمني، وهاتف شخصي وأدوات لتعاطي المخدرات".

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تفبرك اغتيال مرافق باحارثة

يتزامن هذا مع مواصلة مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، منذ منتصف فبراير، تنفيذ حملة مداهمات واسعة لمنازل المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن، واعتقال الشباب والمواطنين بتهمة "المشاركة بمخطط تخريبي يسعى إلى اسقاط عدن" حد زعمها.

تفاصيل:

المليشيا تنفذ مداهمات واعتقالات بالجملة

وتتواصل مظاهر الانفلات الامني وانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" لحرمات المواطنين وحقوقهم، وكان اخرها ارتكابها جريمة مروعة جديدة، السبت (22 فبراير) وتنكيلها بإحدى عشر اسرة وجلبت عليها الويل والمعاناة المريرة، لمجرد انتمائها الجغرافي الى شمال اليمن، وتحديدا إلى محافظة إب.

تفاصيل:

فاجعة.. المليشيا تنكل بـ 11 اسرة (صور)

تأتي هذه الاعتقالات والاعتداءات، عقب إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".

تفاصيل:

فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.

تفاصيل:

الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

دأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل:

غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.