اليقظة الأمنية المغربية تطلق فعاليتها ضد "الذئاب المنفردة"

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 63 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
 اليقظة الأمنية المغربية تطلق فعاليتها ضد "الذئاب المنفردة"

اليقظة الأمنية المغربية تطلق فعاليتها ضد "الذئاب المنفردة"

قبل 4 دقيقة

الجهاز الأمني المغربي المختص في مُكافحة الإرهاب تمكَّن من تجْنيب المغرب خطرَ تهديدٍ إرهابي كان قيْد التشكُّل ضدَّ أمْن المغرب وسلامَة مُوَاطنيه

.

"المكتب المركزي للأبحاث القضائية" أعلن في بلاغٍ له صباح الأربعاء الماضي عن اعتقال اثنيْ عشر فردا، في عدة مدنٍ مغربية، من بينها طنجة في الشمال والعيون في الصّحراء المغربية، مُشْتَبَهين بالتّحضير لأعمالٍ إرهابيةٍ ضدَّ قوّات الأمن وضد مؤسَّسَاتٍ عمومية حسّاسة. وهي العمَلَية الأمْنية الأضْخَم والأخْطَرُ خلال هذه السّنوات القليلة الماضية.

التحريات الاستخبارية التَّمْهيدية للعملية الأمنية الواسعة، كشفت عن تأطيرٍ قياديٍ من "داعش" في منطقة السّاحل الإفريقية، لأفرادِ المجموعة المُعتقلة، بَدْءًا باستقطابهم، وتوجيههم وتمويلهم، ووُصولاً إلى إعدادهم للقيام بعمليات إجرامية إرهابية دمَويَّة ومُدَوِّيَة.. وقد توصّلت عمليات تفتيش بُيوت المُعتقلين إلى إثباتاتٍ للتحضيرات الإرهابية، من بينها مَبالغ مالية بالدولار الأمريكي وإعداد موادٍ ناسِفةٍ وأسلحةٍ نارية وسكاكينَ بأحجام مختلفة، فضلًا عن خرائطَ ومَواد رَقمية تُرْشد لإعداد المُتفجِّرات..

ما كان يُحضَّرُ لَهُ من عمليات إرهابية ضد المغرب خطيرٌ وضَخمٌ، وقد كان وَصل إلى المراحلِ الأخيرةِ من الإعداد، وفي عدَّة مُدُنٍ وضواحي مُدن من شمال إلى جنوب المملكة مرورًا بالدار البيضاء، كُبرى مُدن المغرب، وفاس المدينة العريقة والسياحية. كان يُعَدُّ للمغرب سلسلةُ تفجيرات وعملياتِ قتْلٍ تهدف، فضلًا عن إحداث ضحايا وخسائر مادية جسيمة، توليدُ حالَة رُعبٍ وفزَع في كلّ المغرب، تُسَمِّم نَفسيَات المغاربة وترُجُّ سَكينَتَهم.

النَّبَاهَة الأمنية المغربية استبقت التآمر الإرهابي على المغرب، وفكَّكته وأبْطلت نواسِفَه. وهي النباهة، اليَقِظَة بمَفعول الخِبرة العمَلية، المَصْقولة بالنَّفَسِ الوطني الحارّ الذي يسري فيها. نساءُ ورجالُ الأجهزة الأمنية وجَدوا أنفسهم في الجبهة الأماميَة للتَّصدِّي لِما يُوَجَّه للمغرب من تهديدات لأمنِه واسْتِقراره.. وهم اليوم في أعلى درجات الجاهزية المِهنية والمَعْنَويَة لإنجاز مثل ما حدَث من اقْتِحامِ الأرْقة السِّرِّية للتآمُر الإرْهَابي، على مدى زمنٍ طويلٍ وفي مُدُنٍ مُتُعدِّدَة ومُتَباعِدة. وعلى نمَط ما حققوه سابقًا ومِرارًا من اجتثاثٍ للشَّرِّ الإرهابي من أوكار تشكُّله.

التلوُّث الإرهابي في منطقة الساحل الصحراوي الإفريقي رصدَه المغرب منذ تسعينيات القرن الماضي، ونبَّه، القريبَ والبعيدَ، إلى أخْطاره على كلِّ دُوَل المنْطقة. للأسف قيادة الجزائر، رغم أن الجزائرَ خبَرت شراسَة العُنف الإرهابي فيها، رعَت في المنطقة تشكُّل حاضنةٍ، في تلك الصّحاري الشاسعة، لتفاعُل العصابات ما بين الإرهابية، الانْفصالية وتلك الإجرامية المُختصّة في تهريب البَشر والمُخدِّرات، وذلك من خلال مُناورات مُخابراتها وسط تلك الغابة من العصابات، لتوظيفها في تأمين نفوذها في ما تعتبرُه مَجالها الاستراتيجي الحيوي، بخاصَّة تُجُاه النيجر ومالي... وقد ثارَت مالي في وَجْه الجزائر، مُؤخّرًا، لانْحشارها في صراعاتها الدّاخلية... فضلا عنْ أن إدارة المُخابرات الجزائرية، بسبب وُجود عصابة البوليساريو الانفصالية على تماسّ مع المنطقة، أنْتَجَت لَها "حاجاتٍ" في الإمساك بخيوط التفاعُلات الإرهابية هناك..

للأسف، حسابات المُخابرات الجزائرية، ليس فيها المصلحة الوطنية، فيها فقط رهاناتُها الخاطئة للإضرار بالمغرب، حتى ورهاناتها تلك لن تضرَّ إلا بالجزائر، مادام للجماعات الإرْهابية تكْتِيكاتُها الخاصّة، والَّتي لا تضيِّع هدَفَها مُراعاةً لمَصالحها، قبل وبعد "انْقيادها" في خِدمَة مُناوَلة لغيرها..

"داعش منطقة الساحل الإفريقي" يبدو أن انشغالَها بات مُركّزًا على المَغرب، من خلال هذا المُخطَّط الإرهابي، الواسع والخطير، الّذي فكّكَتْه الأجهزة الأمنية المغربية، ومن خلال ما سبقه من محاولات، تكْوين عصابات، "ذئاب مُنْفردة"، مَحدودَة وأُسَريَة، أوْقَفَتْها التدخلات الأمنية، قبْل أسابيع وأشهرٍ قليلة مضت. والمخطَّط الأخير كان على مُستوى متقدم من الإعداد لإطلاق شرِّه. ما يعني أن داعش تتحرّك بما هو أكْبر من طاقتها وبما هو أبْعد من أهدافها، تؤدِّي خدمَةً لغيْرها..

محجوزات المُعتقَلين ليْسَ فيها ما يدُّلُّ على توجُهٍ سياسي أو ديني لَهم، فيها فقط بيْعَتُهم لداعش وَوَلاَؤهُم لَها.. باسْتِقْطابِهم، تم شَحْنُهُم بالحِقْد على بَلَدِهم وعلى شعبهم.. هم مُرتزقة في أجندة محاولة الإضرار بالمغرب، غير دَارين بها وهيَ أعلى من إدراكهم.. هم منخرطون في تصْعيد استهداف المغرب، بتسارُع وتيرته وبتوسيع عدَد المُشاركين فيه والرَّفع من نوعية أدواته..

المبادرة الملكية اتِّجاه مَنطقة السّاحل الأطلسي الإفريقي، لوَحدِها، بأبعادها وبتداعياتها على منطقة الساحل والصحراء الإفريقية، من شأنها أن تُزْعِج كل مَن ليس له مَصلحة في فتح جسر لتلك المنطقة مع التقدم ومع مُستقبل مُزْهِرٍ، مُناقِضٍ لحاضرها المُلْتَهِب.. تلك المبادرة، لأنَّها مَدخَلٌ تنْمَوي نَوْعي في المنطقة، يحفزها على التعاون بين دوَلها وتضامُنها من أجل الاستثمار المُشترك في مُمْكِناتها الطبيعية والبشرية، تشكل المُضاد الحيوي لكل الحركات والعصابات الشاذَّة، سواءٌ الانفصالية منها أو الإرهابية أو مُجَرّد الإجرامية.. مُضاد حيوي يبدّدها لتجرفها الكاسحة التنموية إلى خارج الجغرافيا بعد شذوذها عن التاريخ..

على المستوى الاستراتيجي، يقدِّم المغرب مَدْخَلا لوَحدة المَجهود الإفريقي في النهوض بتطلُّعَات التنمية الإفريقية، بيْنَما لا يفعل التآمر الانفصالي والإرهابي إلا في تعفُّن الأوضاع السياسية والاجتماعية في المنطقة، مجتمعة وفي عدة أقطار منها منفردة... موضوعيا، اليومَ، المغرب هو العدوُّ الرئيس لذلك التآمُر الانْفِصالي والإرْهَابي.. ويزيد من سعار، ذلك التآمر، هذه الانْدِفاعات الديبلوماسية للمَغرب في الانتصار لِحقِّه الوَحدَوي وفي مَكانته الدولية، وطبعا، كيف لا يَغضَب مُعاديه لما يُراكمه من تطويرٍ لممكناته الاقتصادية ولجُرأتِه في التّعاطي مع التحدِّيات الاجتماعية.. أمامَ المغرب مسالكُ التقدُّم مفتوحة وعليه أنياب العداوة مُكشَّرَة..

ما فكَّكته اليقَظَة الأمنية والاستخباراتية المغربية من مُخطّطٍ إرهابي، كان في الخطوات الأخيرة قبل إطلاق عُدوانه على المغرب، هو مُؤشِّر على خطورة التحديات التي على المغرب بكل قِواه وكلِّ فَعَّالياته مَواجَهَتَها... أمْنِيًا، التصدِّي في حالة استنفار، يقِظَة، فعَّالة ومُسْتَمِرّة... سياسيا وثقافيا، المطلوب أن تنْغرِسَ تلك التحدّيات ومُتطلبات مُواجَهَتها في الوعي والممارسة لأدوات الفعل السياسي والثقافي، بنوعيةٍ أفْعَل مِمّا هي عليْه اليوم... رغم أن ما هي عليه اليومَ، في مستوى عال من المسؤولية الوطنية.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

لحظة هروب “العليمي” عبر مطار عدن عقب انقلاب الانتقالي

الحدث اليوم | 1496 قراءة 

استهدفت اجتماع عسـ.ـكري .. تفاصيل كاملة عن مصـ.ـرع 9 من أبرز قيادات الحـ.ـوثي في ضـ.ـربة إسـ.ـرائيلية بصنعاء

صوت العاصمة | 1174 قراءة 

عيدروس الزبيدي ينفذ انقلابًا في عدن على الرئيس ومجلس القيادة.. تفاصيل فضيحة القرارات

مأرب برس | 943 قراءة 

الداعري يكشف عن ثلاث خيارات أمام العليمي ومجلس القيادة ورئيس الحكومة تجاه قرارات الزبيدي

مراقبون برس | 852 قراءة 

مصادر تكشف موقف ووضع العليمي بعد القرارات التي اصدرها الزُبيدي

نافذة اليمن | 842 قراءة 

انهيار وشيك لمجلس القيادة الرئاسي اليمني.. والرياض تتحرك لاحتواء الموقف

الأمناء نت | 755 قراءة 

ورد الآن.. صنعاء تصدر قرار هام لجميع المواطنين وتفرض عقوبات صارمة ضد المخالفين

الحدث اليوم | 643 قراءة 

استئناف التجارة المباشرة بين جدة والحديدة بعد عشر سنوات

العين الثالثة | 600 قراءة 

عاجل : الرئيس الزُبيدي يصدر قرارت جديدة

صوت العاصمة | 510 قراءة 

ورد الآن | أكبر إجراء أمريكي يستهدف الحوثيين.. عقوبات جديدة تطال 36 من قيادات الجماعة وشبكتها المالية والإرادية

بران برس | 477 قراءة