في ظل التحديات الاقتصادية المتفاقمة التي تعصف باليمن، برزت قضية ارتفاع أسعار البيض كواحدة من أبرز مظاهر الأزمة المعيشية.
تباين الأسعار الكبير بين عدن، التي شهدت ارتفاعًا غير مسبوق، وصنعاء، التي حافظت على استقرار نسبي، أثار جدلًا واسعًا بين المواطنين، مسلطًا الضوء على الفجوة الاقتصادية بين المدينتين وتأثيرها على الحياة اليومية.
ففي مدينة عدن، التي تخضع لسيطرة المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، ارتفعت أسعار البيض بشكل لافت، حيث بلغ سعر الطبق الواحد 10 آلاف ريال يمني، ما يعادل 330 ريالًا للبيضة الواحدة. هذا الارتفاع الكبير يمثل تحديًا إضافيًا لسكان عدن الذين يعانون بالفعل من تدهور معيشي متزايد.
وفي المقابل، تشهد العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، استقرارًا نسبيًا في أسعار البيض، حيث يبلغ سعر البيضة الواحدة حوالي 50 ريالًا فقط.
ويعكس هذا التفاوت الكبير، فجوة اقتصادية واضحة بين المدينتين، حيث يبدو أن عدن أصبحت أكثر عرضة للتضخم وارتفاع الأسعار، بينما تحتفظ صنعاء بنوع من الاستقرار النسبي في أسعار المواد الغذائية.
هذه الفجوة السعرية لم تقتصر على البيض فقط، بل تمتد إلى العديد من السلع الأساسية الأخرى، مما يزيد من أعباء سكان عدن ويؤثر بشكل مباشر على قدرتهم على تأمين احتياجاتهم اليومية.
يرى الخبراء أن انهيار قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية يعد العامل الرئيسي وراء ارتفاع أسعار البيض في عدن.
ومع تراجع قيمة العملة المحلية، ارتفعت تكلفة استيراد المواد الغذائية الأساسية، مما أدى إلى زيادة أسعارها في الأسواق المحلية.
إضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار الوقود والنقل ساهم في زيادة تكاليف توزيع السلع، بما في ذلك البيض، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.
من ناحية أخرى، يشير التجار إلى أن اقتراب شهر رمضان، الذي يشهد عادة زيادة في الطلب على المواد الغذائية، قد ساهم أيضًا في رفع الأسعار.
ارتفاع أسعار المواد الأساسية الأخرى مثل الدقيق والسكر زاد من الأعباء الاقتصادية على المواطنين في عدن، مما جعل الوضع أكثر تعقيدًا في ظل غياب أي تدخل حكومي فعّال لضبط الأسواق.
وأعرب سكان عدن عن استيائهم من هذا الارتفاع الجنوني في أسعار البيض، معتبرين أن شراء طبق البيض أصبح رفاهية لا يستطيع الكثيرون تحملها.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، يشعر المواطنون في عدن بأنهم محاصرون بأزمات معيشية متزايدة، حيث بات تأمين الاحتياجات الأساسية يشكل تحديًا يوميًا.
ويطالب العديد من المواطنين، الجهات المسؤولة بالتدخل لضبط الأسعار وتخفيف الأعباء الاقتصادية التي تثقل كاهلهم.
على الجانب الآخر، يرى البعض أن استمرار هذه الأوضاع يعكس غياب رؤية واضحة لتحسين الظروف الاقتصادية في المناطق التي تعاني من انهيار العملة.
ويبرز هذا التفاوت الكبير في أسعار البيض بين عدن وصنعاء، كأحد مظاهر الأزمة الاقتصادية الشاملة التي تواجهها البلاد، حيث يبقى المواطن البسيط هو الضحية الأولى لهذه التحديات.
وفي ظل استمرار الأزمة الاقتصادية في اليمن، تبقى الحاجة ملحة إلى حلول مستدامة من شأنها تقليص الفجوة الاقتصادية بين المدن اليمنية وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين.
ومع تفاقم الأعباء اليومية، يظل اليمنيون في انتظار تدخلات فعّالة تسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وتخفيف معاناتهم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news