صحفي يمني يشن هجوماً لاذعاً على ”لصوص الغاز” ويكشف خفايا أزمة مفتعلة تعصف بعدن وأربع محافظات أخرى

     
المشهد اليمني             عدد المشاهدات : 108 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
صحفي يمني يشن هجوماً لاذعاً على ”لصوص الغاز” ويكشف خفايا أزمة مفتعلة تعصف بعدن وأربع محافظات أخرى

في منشور مطول عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، شن الصحفي اليمني فتحي بن لزرق هجوماً حاداً على ما وصفهم بـ"لصوص الغاز"، متهماً نافذين وتجاراً بالوقوف وراء أزمة غاز مفتعلة تضرب محافظة عدن وأربع محافظات مجاورة لها منذ أكثر من شهرين. المنشور الذي رصده محرر موقع "كريتر سكاي" دون أي إضافة أو تعديل، كشف عن خفايا مؤلمة وتفاصيل صادمة حول كيفية استغلال الفساد لاحتياجات الناس الأساسية لتحقيق مكاسب شخصية.

أزمة الغاز: عندما يصبح الشعب ضحية لمصالح خاصة

بدأ بن لزرق منشوره بعبارة تحمل الكثير من الألم والسخرية:

"هذه ليست تفاصيل فيلم هندي ولا واحد من أفلام المخابرات الأمريكية، هذه وقائع أزمة غاز مفتعلة تعصف بعدن و4 محافظات مجاورة لها منذ أكثر من شهرين".

وأشار إلى أن الأزمة تصاعدت بشكل مزعج جدًا في الأيام الأخيرة، مما دفعه للحديث عنها بكثير من التفصيل والغضب.

البداية: من 16 ألف ريال إلى 7 آلاف ريال للأسطوانة الواحدة

أوضح الصحفي أن أسعار أسطوانات الغاز المنزلي في عدن كانت تبلغ قبل سنوات طويلة حوالي 16 ألف ريال للأسطوانة الواحدة.

ومع تغير الظروف الاقتصادية وتوقف الغاز القادم من مأرب، انخفض السعر إلى أقل من 5 آلاف ريال، واستقر مؤخرًا بين 6 و7 آلاف ريال. هذا الاستقرار كان يُعتبر مصدر راحة للمواطنين وأصحاب الباصات والتجار على حد سواء.

لكن الأمور لم تستمر طويلاً. إذ قرر عدد من "أساطين الفساد"، كما وصفهم بن لزرق، اتباع استراتيجية شيطانية لا يمكن حتى للشيطان نفسه التفكير بها.

الخطة الشيطانية: محطات الخزن المركزية والقطاعات المفتعلة

كشف بن لزرق أن مجموعة من التجار والنافذين قاموا خلال العام الماضي بإنشاء محطات خزن مركزية ضخمة في محيط محافظتي لحج وعدن. ومن هنا بدأت الكارثة. وفقاً للصحفي، تم تنفيذ خطتين متوازيتين لتحقيق أكبر قدر من الأرباح على حساب المواطنين:

الخطة (أ):

يتم تعبئة محطات الخزن المركزية المملوكة للتجار عن آخرها.

الخطة (ب):

يتم افتعال "قطاع ممول" على مشارف محافظات مثل مأرب أو شبوة أو أبين، حيث يتم احتجاز الوارد من الغاز لمدة لا تقل عن 10 أيام.

نتيجة لذلك، تندلع أزمة غاز ضخمة تضرب المحافظات المستهدفة، بما في ذلك أبين، شبوة، عدن، لحج، الضالع، وتعز. وهنا يأتي دور محطات الخزن المركزية التي تمتلكها تلك الجهات النافذة، حيث يتم بيع الغاز للمواطنين بفارق سعر يصل إلى 5 آلاف ريال للأسطوانة الواحدة.

مكاسب خيالية على حساب معاناة الناس

وصف بن لزرق ما يحدث بأنه عملية نهب منظمة، قائلاً:

"تخيل حجم المكاسب التي يحققها عيال 'القبحة' هؤلاء!"

. وبعد انتهاء الكميات المخزنة لدى التجار، يتم رفع القطاع المفتعل فجأة، لتصل بعض الكميات إلى السوق، بينما يتم تخزين الجزء الأكبر مرة أخرى لاستمرار الدورة.

الأغرب من ذلك، بحسب الصحفي، هو أن هذه القطاعات المفتعلة تختفي فجأة دون أي تدخل رسمي، وكأن أصحابها يتبخرون في الهواء!

دور شركة الغاز الحكومية: غياب كامل

تساءل بن لزرق بمرارة:

"أين دور شركة الغاز الحكومية بعدن مما يحدث؟"

. وأشار إلى أنه في الماضي، عندما كانت هناك دولة حقيقية، كانت شركة الغاز تمتلك مخزوناً احتياطياً يكفي لمدة 6 أشهر على الأقل. بل إن الشركة كانت تمتلك 125 ألف أسطوانة كمخزون احتياطي أثناء حرب 2015، منها 55 ألف أسطوانة في حوشها بالميناء، و70 ألف أسطوانة في حوشها باللحوم.

أما اليوم، فلا تقدم شركة الغاز أي خدمات تذكر، ولا تمارس أي دور فعلي في حل الأزمات المتكررة. وعلّق الصحفي بسخرية:

"زمان يا حبيبي.. زمان!"

.

رسالة غاضبة: الرحيل عن البلاد خيار سليم

اختتم بن لزرق منشوره برسالة غاضبة ومليئة بالإحباط، قال فيها:

"حد بالله، وفي هذه الأوضاع، يتكسب على جثامين الناس؟ يا أخي، يا بن الحرام، قد كسبت، كسبت والحمد لله، فلماذا لا تزال مصرًا على امتصاص دماء الناس؟"

. وأكد أن هذه البلاد لم تعد صالحة للعيش، وأن الرحيل عنها أصبح خياراً سليماً لكل من يستطيع ذلك.

ختاماً: قصة تعكس الواقع المرير

منشور الصحفي فتحي بن لزرق ليس مجرد انتقاد لظاهرة فساد، بل هو صرخة مدوية تعكس الواقع المرير الذي يعيشه المواطنون في ظل غياب الدولة وتفشي الفساد.

الأزمة ليست فقط في الغاز، بل في كل شيء يتعلق بحياة الناس اليومية. وبينما يستمر التجار والنافذون في استغلال احتياجات الناس لتحقيق ثروات طائلة، يبدو أن الحلول بعيدة المنال، ما لم يتم اتخاذ خطوات جدية لإعادة بناء الدولة ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

عدن: مواطن يصدم عند فتح علبة أناناس معلبة (صورة)

نيوز لاين | 544 قراءة 

الزبيدي يواصل إصدار قرارات تعيين مثيرة للجدل في الحكومة

جهينة يمن | 534 قراءة 

تنبيه عاجل للمسافرين: قائمة جديدة بالمحظورات في منفذ الوديعة

المرصد برس | 400 قراءة 

لن يتم القبض على قاتل افتهان لهذا السبب

الحدث اليوم | 374 قراءة 

المجلس الرئاسي اليمني على حافة الانهيار.. والرياض بين خيارين رئيسيين

اليوم برس | 322 قراءة 

الكشف عن سبب اغتيال افتهان المشهري بتعز(صدمة)

جهينة يمن | 321 قراءة 

السعودية تفرض تسوية للرئاسي

اليوم السابع اليمني | 315 قراءة 

طارق صالح والداعري يفضحان المخفي: ماذا كانت إيران تخفي؟

نيوز لاين | 304 قراءة 

في اجتماع لاعضاء المجلس الرئاسي اليمني وبرئاسة الرئيس العليمي .. المجلس الرئاسي اليمني يصدر بيان هام يوضح مستجدات الاحداث والمعالجات (نص البيان)

المشهد الدولي | 264 قراءة 

غارات جوية تستهدف اليمن دون الاعلان عن هويتها

جهينة يمن | 250 قراءة